رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح د. رائد الدبعي يجيب عبر "وطن"
هل اقترب موعد وقف إطلاق النار في غزة؟ وما علاقة كمالا هاريس بمقترحات أمريكا لوقف الحرب الإسرائيلية المُدمرة على غزة؟
وطن: الحديث عن مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة من أجل التوافق على صيغة لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى مع حركة حماس، يعود إلى الواجهة من جديد.
وآخر هذه المبادرات ما كشف عنه موقع اكسيوس الامريكي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، بحث مع رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، في العاصمة القطرية الدوحة، صيغة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 28 يوماً، مع إفراج حركة حماس عن حوالي ثمانية أسرى إسرائيليين محتجزين لديها، مقابل إطلاق الاحتلال سراح العشرات من الأسرى الفلسطينيين لديه.
ويُشار إلى أن هذه الصيغة لم تتضمن مطلب حركة حماس الرئيسي، الذي طالما تمسكت به خلال الأشهر الماضية، ألا وهو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع ووقف العدوان.
المُبادرة الأمريكية مُنحازة للاحتلال .. وتأتي لدعم فرص هاريس في سباق الرئاسة الأمريكي
وفي تعليقه على مُستجدات المشهد التفاوضي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية د. رائد الدبعي، إن المُبادرة الأمريكية مُنحازة للاحتلال، حيث إنها لا تتضمن وقف الإبادة المُستمرة في غزة، وتطرحها الإدارة الأمريكية في الوقت بدل الضائع لذر الرماد في العيون، بهدف تحسين فرص كمالا هاريس المُرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، خاصة في ظل احتدام المنافسة بينها وبين مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ويشير في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى عدد من الرسائل المُتعارضة للمُبادرة الأمريكية الأخيرة، أولى هذه الرسائل لأنصار إسرائيل في الولايات المُتحدة ومفادُها "نحن مهتمون لأمر المُحتجزين الإسرائيليين في غزة حتى في الأيام الأخيرة من عُمر إدراتنا"، أما الرسالة الثانية فموجهة أنصار الحزب الديمقراطي ومفادُها "نحن مهتمون للتوصل إلى حل في غزة"، رغم أن المُبادرة الأمريكية لا تتضمن أي حلول سياسية.
"إسرائيل" ذهبت إلى الدوحة للتعرف على آليات صُنع القرار لدى حماس بعد استشهاد السنوار
وعلى المُستوى الإسرائيلي يوضح الدبعي، أن حكومة نتنياهو ليست مهتمة بالمُطلق بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ويرى أن "إسرائيل" إنما تحاول جس النبض لدى حركة حماس، مشيراً إلى أن "إسرائيل" ذهبت إلى الدوحة للتعرف على آليات صُنع القرار لدى الحركة، بعد استشهاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار في اشتباك بمدينة رفح جنوب القطاع خلال الشهر الجاري.
وفي وقت سابق شدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه لن يوافق إلّا على اتفاق جزئي وليس على إنهاء العدوان، وبالتالي من غير المرجح حدوث أي انفراجة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر القادم.
ومن المُتوقع أن يقوم كل من الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بتعديل مواقفهما بناءً على النتائج، خاصة بعد رفض نتنياهو علناً المبادرة التي تقدمت بها مصر من أجل هدنة مؤقتة لأيام مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين، وهو الأمر الذي فجر غضب القاهرة.
اجتماعات مُرتقبة للوسطاء مع مسؤولين من حركة حماس
ومن المُتوقع أن يجتمع الوسطاء القطريون والمصريون مع مسؤولي حركة حماس خلال الأيام المقبلة لمناقشة الخطة الجديدة.
ورغم تعالي بعض الأصوات في إسرائيل، وتصاعد احتجاجات عائلات الأسرى المُحتجزين في غزة، بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، إلّا أن الائتلاف الحاكم بزعامة نينياهو يمتلك القرار في إسرائيل بامتلاكه أغلبية المقاعد في الكنيست، يقول الدبعي.
فرصُ التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ضعيفة
وبناءً على المُعطيات الأمريكية والإسرائيلية السابقة، ورفض إسرائيل العلني للمبادرة المصرية، يُقلل الدبعي من فرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لا سيّما مع تصعيد إسرائيل لعدوانها على مناطق شمال القطااع، بهدف خلق منطقة عازلة، وبحث عودة الاستيطان إلى شمال القطاع في الأروقة السياسية الإسرائيلية.
وفي ختام اللقاء يُشدد ضيفنا على ضرورة الاتفاق فلسطينياً على مسار وطني موحد، تُترجم فيه النظريات والأقوال إلى أفعال لمواجهة مُخطط التهجير والاقتلاع، مؤكداً أن الوحدة الوطنية مسارٌ إجباري، بينما الخيارات الأخرى خيارات انتحارية.