"المرصد الاورومتوسطي" لوطن: بعد عام من حرب الابادة، لم يبق شيء ليتم تدميره في غزة
رام الله - وطن: قالت مديرة الاستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان مها الحسيني، إن ما يحدث في غزة هو محو كامل لكافة مقومات القطاع من بشر وحجر وتاريخ ومقومات حياة.
وأوضحت خلال حديثها لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة " غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية أن هذا المحو كان واضحا في تصريحات مسؤولين وجنود جيش الاحتلال المتواجدين في القطاع والذين يصورون مقاطع فيديو وينشرونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ضمنها مقاطع يتحدث فيها جنود الاحتلال بأنهم لن يتركوا اي شيء للذكرى للفلسطينيين في قطاع غزة وهو ما يحدث فعلا.
وأضافت أنه بعد عام على الابادة الجماعية في غزة، هناك نحو 50 ألف فلسطيني استشهدوا حيث ان هناك نحو 10 الاف شهيد تحت الانقاض لم يتم تسجيلهم من بين الشهداء، فضلا عن الاف المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم أن كانوا داخل سجون الاحتلال أم استشهدوا بالإضافة الى 100 ألف جريح فقدوا طرف أو أكثر من أطرافهم، سيعانون إعاقات طويلة الأمد.
وذكرت أن أكثر من ثلث الضحايا في قطاع غزة من الاطفال، و10% من سكان غزة إما شهداء أو جرحى او معتقلين.
وتابعت الحسيني "بعد عام من حرب الابادة لم يبق شيء فعليا ليتم تدميره في قطاع غزة، وهذا ما يؤكد نوايا "اسرائيل" ومخططها بجعل غزة مكانا غير قابلا للعيش حتى بعد انتهاء الحرب.
وبينت الحسيني أن الاحتلال يعيد تكرار مراحل الابادة عبر التوغلات الكبيرة في شمال قطاع غزة ومناطق الوسط والتي تترافق مع أوامر إخلاء قسرى لسكان الشمال كما فعل العام الماضي في 13 أكتوبر مع بداية عدوانه البري على القطاع.
وأشارت الحسيني الى بقاء نحو 300 ألف فلسطيني في مدينة غزة وشمالها بعد أن كانوا نحو 2 مليون، وقد باتوا اليوم مهددين بالإخلاء في ظل تعمد الاحتلال قصف المدارس ومراكز الإيواء التي يلجؤون اليها.
وتطرقت الى أن الاحتلال يتبع اليوم، السياسة ذاتها التي اتبعها منذ بداية الحرب من حيث القتل والتدمير والإخلاء القسري والتي تعتبر انتهاكا للقانون الدولي، مشيرة ان الاحتلال مستمرا بتلك السياسة لأنه لم يتلق ادانة أو تحركا دوليا ضد سياساته ولذلك هو يعيدها في لبنان.
ونوهت الحسيني الى التحركات في مسار المحاكم الدولية لم ينتج عنها أثرا واحد على الأرض كإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ومسؤولين اسرائيليين خاصة بعد أن أثبتت محكمة العدل بوجود أدلة واضحة تشير الى ارتكاب الاحتلال جريمة ابادة جماعية في غزة.
وأفادت الحسيني بان آثار العدوان تمتد لعشرات السنوات حيث تعمد الاحتلال تدمير البنى التحتية والمنازل والمشافي والمقار التعليمية وجامعات قطاع غزة ونحو 80% من المدارس الحكومية و70% من مدارس الاونروا، مشيرة ان ما تبقى تعد مراكز نزوح لمئات الآلاف من المواطنين الذين دمرت منازلهم.
وأضافت، الطلبة حرموا من مدارسهم للعام الثاني ما سيؤثر على مستقبل جيل كامل خاصة أن أكثر من 50% من سكان القطاع هم من الأطفال.
وتطرقت الى أن مشافي قطاع غزة قبل العدوان ونتيجة الحصار المتواصل لـ 17 عاما كانت تعمل بـ 40% من طاقاتها واليوم بعد عام كامل من الابادة جميع مشافي غزة لا تعمل بـ 30% من طاقاتها وهي بحالة يرثى لها حيث تم تدمير 34 مشفى من أصل 36 مشفى، ومن تعود للعمل تعمل بشكل جزئي حيث تقدم الخدمات الاساسية.