الاحتلال يحاصر مسجد السكسك في يافا ويسعى لمنع رفع الآذان فيه

22.01.2023 10:49 AM

تعتزم شرطة الاحتلال تصعيد إجراءاتها ضد صوت الأذان في مسجد السكسك بحي الدرهلي التاريخي في مدينة يافا، ضمن مساعيها طمس معالم المدينة العربية الإسلامية، ويشار إلى أن مسجد السكسك من أقدم المساجد في يافا المحتلة.

وفي هذا الخصوص قال عضو المجلس البلدي يافا عبد أبو شحادة في حديث لبرنامج "صباح الخير يا وطن" الذي تقدمه الزميلة هديل أبو زينة عبر شبكة وطن الإعلامية، إن بلدية تل أبيب تدعي أنها تتلقى مئات الشكاوى بادعاء أن صوت الأذان "عاليا، ويزعج سكان الحي الإسرائيليين"، وعليه فإن شرطة الاحتلال سوف تتدخل وتتخذ اجراءات لم تعلنها بعد، مشيراً إلى أن الاحتلال يستهدف المدن التاريخية في الداخل المحتل وأن الأمر لا يقتصر على مدينة يافا بل يمتد استهداف الاحتلال للمعالم التاريخية في مدينتي عكا واللد.

ونوه أبو شحادة الى أن البلاغات لم تقتصر فقط على آذان صلاة الفجر، بل تشمل الآذان في مختلف الأوقات، وقال "وصلتنا تهديدات مبطنة باتخاذ إجراءات لخفض صوت الاذان وأخرى ضد الامام والمسجد، اذا لم نقم بخفض صوت الآذان".

وأضاف: من المتوقع أن تشهد المنطقة أيضا إجراءات مماثلة ضد الكنائس، وهذا سيطبق مع مرور الوقت، خاصة في ظل الإجماع على هذا التوجه في الشارع الإسرائيلي، وهو ما يستهدف الحيز الفلسطيني العربي العام في الداخل المحتل.

وقال أبو شحادة: "ما يحدث بحق مسجد السكسك التاريخي في يافا "إعلان حرب" على المسجد بشكل خاص، وعلى المقدسات العربية الإسلامية في المدينة، مشيراً إلى أن هذا القرار لن يمرّ، وسيشعل الشارع في يافا، لافتا الى أن المساس بالعقائد والدين وأماكن العبادة والمقدسات يعتبر مساسا بالأمن والسلم والقيم الدينية والأخلاقية في العالم كله".

وأضاف: "الآذان خط أحمر وهو جزء من هوية المدينة، وفي حال تم تمرير هذه الخُطة لن نتردد بالنزول إلى الميادين والتظاهر والاحتجاج على المُخططات التي تستهدف وجودنا في يافا"، واصفاً ما يجري بأنه خطوة ضمن مساعي الاحتلال لـ"شرعنة قوانين فاشية عنصرية ومن ضمنها منع رفع الآذان".

وخلال حديثه لفت إلى أن إدارة المسجد تصرفت بشكل مسؤول وقدمت عدة حلول من أجل الغاء هذا القرار، دون اللجوء لخفض صوت الآذان أو منع رفع الآذان، موضحاً في الوقت ذاته بأنه لا يمكن الاستمرار بتقديم الحلول خوفاً من طمع المشتكين الإسرائيليين بالمزيد. 

وأوضح أن مسجد السكك يتعرض لملاحقات من قبل ثلاث جهات، هي بلدية تل أبيب التي ترفض إصدار التراخيص اللازمة لمساحة المسجد، وشكاوى الإسرائيليين القاطنين بجوار المسجد، والمستثمر الإسرائيلي الذي يملك بناية ملاصقة للمسجد ويحاول اقتطاع مساحة منه لصالح استثماره الخاص.

وفي ختام حديثه أوضح أبو شحادة أنه لا يجب تحميل الشرطة الإسرائيلية مسؤولية ما يجري لوحدها، حيث إن بلدية تل أبيب شريكٌ أساسيٌ في محاولة اقتلاع عائلات يافا من مساكنها الأصلية، وأن مسجد السكسك ليس المستهدف الوحيد، بل إن الخطر يحدُق بكل البيوت العربية الفلسطينية في حي الدرهلي وفي سائر الأحياء العربية في المدينة.

وفسر ما سبق بالقول: "أقرت بلدية تل أبيب عند إعتماد المخطط الهيكلي للمدينة سعر المتر المربع في حي الدرهلي ب 50 إلى 100 ألف شيقل، بمعنى أن سعر المنزل الواحد بمساحة 100 متر مربع سيبلغ من 5 – 10 مليون شيقل"، مشيراً إلى أن الأسعار المرتفعة للمنازل والوحدات السكنية سيقف عائقاً أمام تملك العائلات الفلسطينية لمنازل جديدة في الحي، وستكون فرصة امتلاكها متاحة للإسرائيليين الأثرياء فقط.  

وأوضح أن المدينة العربية الفلسطينية تواجه بشكل يومي المشاريع الاستيطانية التهويدية من جهة، ومشاريع اليسار الإسرائيلي الاستثمارية الهادفة لتهوديها وطمس معالمها العربية وإعدام الحيز الفلسطيني العام فيها من جهة أخرى.

تصميم وتطوير