"أم الشهيد".. جدارية تحاكي معاناة أمهات الشهداء المحتجزة جثامينهم

وطن: هي ليست لوحة من خيال فنان بل هي لوحة حقيقية، لام تحمل جثمان ابنها  بتابوت اسود وبملاح الفاجعة والألم الذي يكسو تجاعيد وجهها بعد استشهاد نجلها داخل سجون الاحتلال.

هي لوحة للحاجة نجمة حمدوني والدة الشهيد ياسر حمدوني من بلدة يعبد التي انتظرت تحرره من سجون الاحتلال 14 عاما، فعاد اليها شهيداً.

في مدينة البيرة، نظمت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء وبلدية البيرة فعالية افتتاح جدارية "أم الشهيد" على حائط مدرسة بنات البيرة الثانوية، التي رسمت ضمن فعاليات الحملة الوطنية للتعريف بقضية احتجاز جثامين الشهداء.

وفي حديثها الممزوج بالألم والحرقة، دعت الحاجة نجمة أن يفرج الله على الأسرى محنتهم ويخرجهم من عتمة السجون.

وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس لوطن: الجدارية تحمل رسالة وفاء والتزام بقضية الشهداء المحتجزة جثامينهم داخل سجون الاحتلال، وهو فعل اجرامي تتخذه سلطات الاحتلال ضد أهالي الشهداء لمعاقبتهم، ونحن جئنا اليوم من أجل الوقوف إلى جانب أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم داخل ثلاجات ومقابر الارقام، فدولة الاحتلال تعمل على ابتزاز اهالي الشهداء بجاثمين ابنائهم.

وأضاف مدير عام مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان عصام العاروري لوطن: هذه الجدارية لأم الشهيد ياسر حمدوني الذي قضى بالأسر 14 عام واحتجز جثمانه وخرج لهم جثة بعد الأسر ، فاللوحة منقولة عن صورة حقيقية للأم عندما حملت جثمان ابنها قبل دفنه.

وأوضحت والدة الشهيد قيس شجاعية لوطن: نحن كأهالي شهداء جئنا اليوم للمطالبة باسترداد جثامين أولادنا، ومن حقنا أن ندفن أولادنا في مقابرنا، ولا تغفى لنا أعين بالليل طول ما أولادنا داخل ثلاجات الاحتلال، ونشعر في برد الثلاجات عليهم، وهذا أبسط حق لنا هو أن ندفن اولادنا بجانبنا.

وأكد والد الشهيد محمد حماد روحي حماد  لوطن: على مطالبته بالإفراج الفوري عن جميع الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، فهم يحتجزوا جثامين الشهداء لعقابنا ولكن نحن نزداد قوة وصلابة أمامهم، وفهم يحتجزون الجثمان بالثلاجة فما الفائدة من هذا الموضوع فهم يريدون كسر عزيمة الشعب الفلسطيني . 

وقال الفنان التشكيلي فؤاد اليماني لوطن: هذه اللوحة هي تحاكي قضية استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، وهي رسمة لوالدة الشهيد الأسير ياسر الحمدوني، وهي صورة لعلاء بدارنة ، والتي ترمز للقضية الفلسطينية وتعبر عن صبر الأم ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال.