التفكجي: "إسرائيل" تسعى من خلال فتح الانفاق إلى ربط الساحل بالأغوار وصولا إلى الأردن بحيث يدخل السائح إليها ويخرج دون أن يرى فلسطينيا واحدا

14.04.2021 12:49 PM

وطن- وفاء عاروري: قال خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس لوطن، إن الأربعة أنفاق التهويدية الجديدة التي تخترق أحياء القدس، وقد بدأ الاحتلال بشقها، تهدف لربط المستوطنات التي تقع خارج حدود بلدية الاحتلال في القدس مع داخل حدود البلدية، وتربط المنطقة الساحلية مع الأغوار وصولا الى جسر الملك عبد الله.

وبين خلال برنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي يقدمه الزميل سامر خويرة عبر شبكة وطن الإعلامية، أن هذه الخطوة هي جزء من مخططات الاحتلال، الذي يبحث في مجموعة من المشاريع الاستيطانية التي تبدأ من قضية القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي، التي تعادل 10% من مساحة الضفة، وهي جزء أيضا من مخطط الاحتلال الذي يخطط الى إقامة أكبر مطار في النبي موسى، وإقامة شبكة من الطرق الحديثة والسكك الحديدية.

وقال: هناك مجموعة فوائد وأهداف استراتيجية من إنشاء هذه الأنفاق للاحتلال من أجل السيطرة على ما تحت الأرض وفوق الأرض والفضاء، تحت الأرض من خلال الانفاق وفوق الأرض من خلال المستعمرات، والفضاء من خلال التل فريك.

وأضاف: وفي نفس الوقت إقامة بنية تحتية متكاملة للمستعمرات لربط مكان الإقامة مع العمل إلى جانب أن هذه المخططات تأخذ بعين الاعتبار المستقبل، بمعنى إذا اقيمت دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تكون هذه الانفاق ليست عائقا في إقامة هذه البنية التحتية.

وتابع: الهدف في النهاية أنه اذا مر المستوطن بهذه الانفاق من تل أبيب أي من المنطقة الساحلية الى الاغوار لن يشاهد عربيا واحدا، وهو المطلوب أن السائح القادم من الخارج سيدخل ويخرج إلى دولة الاحتلال دون ان يرى عربيا واحدا.

وأشار إلى أن هذا بالتأكيد يؤثر على الاحياء الفلسطينية، التي لن يمر السياح منها بتاتا.

واكد ان "إسرائيل" ليست لديها مشكلة في التكاليف وهي على استعداد لتضع مليارات الدولارات في هذه المشاريع، مشيرا ان التكاليف حتى الآن تتراوح بين 20 الى 40 مليون دولار امريكي ولكنها ستصل الى مليارات الدولارات لإتمام جميع المخططات.

وحول مدى تحمل البنية التحتية لمدينة القدس لمثل هذه المشاريع قال التفكجي إن هناك بنيتين تحتيتين في القدس الأولى للمستعمرات الإسرائيلية وهي من أحدث ما يمكن، حيث بناه الاحتلال بناء على خطط مستقبلية بأنه سيكون هناك اكثر من مليون مستوطن في القدس والفلسطينيين سيكونون أقلية تمهيدا لطردهم من القدس.

وأضاف: اما البنية التحتية الثانية للبيوت الفلسطينية فهي منهارة ولا تتحمل ضغوطات.

واكد ان الاحتلال عندما كان شارون وزير إسكان عام 1990 وضع هذا المخطط الذي يقضي بإقامة جسور وأنفاق وسكك حديدية وما يتعلق بالبنية التحتية وكان حينها يفكر بالمستقبل كيف ستكون "إسرائيل" عام 2050، لذلك اليوم نتكلم عن مطار يتسع لـ 35 مليون مسافر و12 مليون سائح وبالتالي نحتاج الى بنية تحتية كاملة وأنفاق وجسور.

وبين انه من ضمن المخططات الإسرائيلية إقامة اعلى جسر في إسرائيل واطول جسر فوق وادي النار بين الشيخ سعد ومنطقة أبو ديس ضمن الشارع الأمريكي الذي يجري فتحه الآن مع نفقين تحت أبو ديس وجبل الزيتون.

وأكد أن هذه البنية التحتية التي يبنيها الاحتلال هي من أحسن البنى التحتية في العالم، وقد يتاح للفلسطينيين أن يستعملوها ولكنها ليست لدولة فلسطينية بتاتا.

وأشار إلى أن إيقاف هذه المخططات غير ممكن فدولة الاحتلال  لديها مخطط لعام 2050، والمشكلة اننا نحن كفلسطينيين ليس لدينا مخططات لهذه المدينة غير القول إن القدس هي العاصمة الأبدية والتصريحات المستمرة، ولكننا في المقابل لا نفعل شيئا على أرض الواقع، ولا يوجد لدينا برنامج، فنحن نحتاج برنامجا على المستوى الاقتصادي والسياسي.

وأكد أن الأولوية دعم الفلسطينيين في السكن لأن الصراع يجري على المتر الواحد في القدس، فمثلا هناك 30 دونم صادرها الاحتلال عام 1968 يعمل حاليا على تحويلها إلى حدائق عامة.

وقال: إذا أردنا أن نخطط لدعم أهالي القدس علينا أن ندعم الإسكان بالدرجة الأولى وندعم الترميم بالدرجة الثانية، وندعم القطاع الاقتصادي المقدسي بالدرجة الثالثة لأن أهل القدس هم رأس الحربة ضد الاحتلال، وتنفيذ هذه الخطوات يحتاج إلى 30 مليون دولار شهريا في القدس.

وأكد أن القيادة قادرة على دعم الوجود المقدسي في القدس، وهذه معركة يجب أن يخوضها الكل الفلسطيني وليس المقدسيين وحدهم، مشيرا إلى أن أهالي القدس غامروا ببناء 22 ألف منزل دون ترخيص في القدس، وقال: جزء منها هدمه الاحتلال ولكن حتى اللحظة نسير في نفس الاتجاه.

وحول إمكانية الاستفادة من الدعم العربي في هذا المجال، بين أن الأموال العربية التي تدفع للقدس تافهة وقليلة جدا، ولذلك نحن بحاجة لمؤسسة سياسية فلسطينية، لديها الرؤية الواضحة تجاه المدينة أما الأموال العربية فهي مسيسة وقليلة، في المقابل أشار الى أن ملياردير واحد في إسرائيل يستطيع دعم مشاريع استيطانية كبيرة جدا.

وبين أن المقدسي يدرك خطورة هذه المشاريع وهو من يوقف في كل معارك القدس للدفاع عنها، وهذا ما رأينا في معركة البوابات، ثم توالت فيما بعد الانتصارات العربية لتنسب الانتصار لها.

وتابع: وهو الذي يقاتل لأجل القدس وهو الذي صلى على الاسفلت تحت الشمس والمطر، وهو الصامد دوما على اعتبار ان ذرة من تراب القدس تساوي شيء كبير بالنسبة له.

وقال: وما نشاهده في البلدة القديمة بالقدس أن هناك 32 ألف فلسطيني، مقابل 4 الاف مستوطن، وبالنسبة لهم هذه مشكلة كبيرة جدا ولذلك اليوم هم يركزون في مشاريعهم الاستيطانية على البلدة القديمة.

تصميم وتطوير