"أصوات عربية حرة": تركيز الاحتلال على القارة الأفريقية سعيا للسيطرة على ثرواتها ومُقدراتها الطبيعية

لبنانيون ويمنيون لـ"وطن":" التطبيع مع الدول العربية هدفه إقصاء القضية الفلسطينية وطي صفحتها إلى غير رجعة

24.11.2021 01:54 PM

- قوى المقاومة الحية هي التي تقف سدا منيعا في وجه التمدد الإسرائيلي في المنطقة
- استمرار التشرذم العربي مصلحة إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية والولوج إلى العمق العربي
- الشعوب تراهن على نفسها وعلى وعيها وهي قادرة على إفشال كل المخططات الرامية إلى التطبيع مع الاحتلال

وطن: أكد ضيفا برنامج "أصوات عربية حرة" على أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولاته للسيطرة على القارة الأفريقية والتطبيع مع الدول العربية خاصة تلك التي تعاني من انقسامات داخلية عميقة مثل ليبيا، مستغلا وصول شخصيات تحمل فكرا انهزاميا للتواصل معها واقناعها بالقيام بتلك الخطوة.

بالمقابل، شدد الضيفان على أن التيار الشعبي الجارف في اليمن، يرفض رفضا قاطعا كل محاولات التطبيع مع الاحتلال، الذي يسعى ضمنيا للسيطرة على المواقع الحساسة والاستراتيجية ذات الصلة لحركة الملاحة الدولية.

الحلقة الجديدة من البرنامج الذي يقدمه الصحفي سامر خويرة، استضافت من لبنان خليل نصر الله، وهو صحفي متخصص في الشؤون الإقليمية، والناشط السياسي العميد نصر الشاذلي من اليمن، وكانت بعنوان "التطبيع مع "إفريقيا" ومخاطره على القضية الفلسطينية".

وأوضح نصر الله أن كل ذلك هدفه إقصاء القضية الفلسطينية وطي صفحة "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" إلى غير رجعة. حيث أن ما يجري من محاولات التطبيع هي جزء من صفقة القرن، ومؤتمر المنامة الذي رفع شعار "التطبيع مقابل الازدهار"، لكن هذا المسار فشل بعد صمود قوى المقاومة الحية في المنطقة، وتوج ذلك بالانتصار المبين في معركة "سيف القدس".

ورأى نصر الله أن تلك الانتصارات ارعبت المطبعين، وبات اليوم لا يوجد من تلك الأنظمة يتحمل تبعات التطبيع، لأنه يدرك تماما أن الوعي الشعبي بات متيقظا جدا، ولن يسكت على محاولات التقرب من دولة العدو.

وحذر من المساعي الإسرائيلية الدؤوبة للنفاذ إلى العمق الأفريقي، وهو ما ظهر جليا في حصول إسرائيل على منصب عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، مشيدا بالجهود الرافضة لهذه الخطوة وعلى رأسها الجزائر، التي تسعى لنفي هذه الصفة عن دولة الاحتلال وطردها.

وتابع "يغضبنا جدا ما صدر من مواقف من بعض الجهات في ليبيا حول استعدادهم للتطبيع. للأسف ليبيا اليوم كعكة يريد الكل تقاسمها، فهي تعيش تشرذما كبيرا، وبالتالي استغلت إسرائيل ذلك للتواصل مع جهات تفرض سيطرتها على بعض المواقع هناك، وبعلم وموافقة عربية.

أما العميد الشاذلي، فأكد أن استهداف دول الطوق "سوريا، لبنان، المقاومة في فلسطين وتحديدا غزة"، كان الهدف منه تسهيل المرور إلى العمق العربي، والولوج إلى الداخل الأفريقي، لكن صمود المقاومة أفشل هذا المخطط. 

وتابع "اليمن منذ الأزل محسوبة على تيار المقاومة، والشعب اليمني يعشق فلسطين، ولم ولن يسمح يوما بالتطبيع مع دولة الكيان. وما ثوراته المتعددة إلا لحماية نفسه وحماية المبادئ التي يؤمن بها، وفي مقدمة ذلك وقوفه إلى جانب فلسطين، والعمل على تحريرها من الاحتلال.

وأعرب الشاذلي عن استياء يمني عارم من الأنباء التي تتحدث عن وجود إسرائيلي بدعم إماراتي في جزيرة سقطرى اليمنية.
وسبق أن نشرت وسائل اعلام أن "الإماراتيين أصدروا تأشيرات خاصة للسياح الأجانب من جنسيات مختلفة (منهم إسرائيلية) إلى جزيرة سقطرى دون الرجوع للحكومة اليمنية والموافقة عليها".

وقال الشاذلي إن ذلك مخالف للقانون الدولي كون سقطرى يمنية ومحتلة من التحالف السعودي الإماراتي"، معتبرا أن ذلك يأتي في إطار خطوات تطبيع الإمارات مع الكيان الصهيوني، وما تقوم به الإمارات يمثل اعتداء صارخا على السيادة اليمنية، وهو أمر غير مقبول.
وقال "نحن في اليمن موقفنا واضح من القضية الفلسطينية، نحن ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهذا موقف شعبي وحكومي لا لبس فيه".

ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا على سقطرى منذ يونيو/حزيران 2020 بعد مواجهات مع القوات الحكومية.
وسبق أن وجه مسؤولون يمنيون اتهامات متكررة للإمارات بأنها تسعى إلى تقسيم اليمن والسيطرة على جزره وموانئه الاستراتيجية من أجل التحكم بثرواته وبسط نفوذها عليها، فيما تنفي أبو ظبي مثل هذه الاتهامات.

ومنذ مارس/آذار 2015 تشارك الإمارات بصورة رئيسية في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يواجه الحوثيين دعما للقوات الحكومية.

بدوره، أشار نصر الله إلى أن الشعوب العربية قاطبة وحتى التي تعيش تحت سيطرة الأنظمة التي سبق وطبعت مع الاحتلال، ترفض رفضا قاطعا التطبيع، ولا تقبل بوجود الإسرائيلي بينها.

ولفت إلى الموقف الشعبي السوداني، وهو صاحب "اللاءات الثلاثة"، وما يزال مصرا عليها منذ السبعينات، لكن النظام الحالي متخاذل، وقد تم تغريره بالتطبيع من خلال رفض اسم السودان عن قوائم الإرهاب ودعمه ماليا، لكن هذا غير صحيح ولن يكون.
وهنا تكمن أهمية التوعية الشعبية والمجتمعية التي يجب أن يقوم بها كل الأحرار في العالم العربي، وفي كل البلدان الداعمة للقضية الفلسطينية وللمقاومة.

ويوافقه العميد الشاذلي الموقف بتأكيده أن التطبيع جريمة وهو تفريط غير مقبول من الأنظمة التي باعت نفسها للشيطان، لذا علينا المراهنة على المقاومة التي تحققا يوما بعد يوم نصرا مؤزرا في مواجهة كل الدعوات الاستسلامية.

تصميم وتطوير