المختارة فاتن حرب لوطن: واجهت بدايات صعبة في مهنتي لكن الآن اصبح الرجال يتوجون الي لحل مشاكلهم
الشيخ ماجد صقر لـوطن: يجب العمل على الخطاب الديني بالتنسيق مع التربية والتعليم والإعلام لتغيير نظرة المجتمع اتجاه المرأة ووصولها الى مراكز صنع القرار
وطن: قال المفكر الاسلامي ومدير دائرة اعداد الدعاة في وزارة الاوقاف، الشيخ ماجد صقر إن الخطاب الديني في تطور ونظرة المجتمع للمرأة وكذلك نظرة المرأة لنفسها في تطور.
وخلال مشاركته في برنامج " شوفونا " الذي تقدمه نادية حرحش عبر شبكة وطن الاعلامية أضاف الشيخ صقر أن الخطاب الديني بحاجة لوعي، فالمرأة تعيش بين ظلمين في مجتمعاتنا العربية، بين الفهم المغلوط للنصوص الدينية تجاه المرأة، وبين الظلم الموروث الواقع على المرأة ، مضيفا: الاسلام أعطى المرأة حقوقها مثلما اعطاى الرجل لكن الامر الوحيد الذي اختلف به الفقهاء، هو الخليفة، اي هل يجوز ان يكون الخليفة امرأة؟ فهذا هو خلافي وغير ذلك لا تختلف المرأة عن الرجل.
وعن دور المساجد في الخطاب الديني، أوضح الشيخ صقر أن الخطاب الديني هو عبارة عن فهم قد يكون صحيحا وقد لا يكون صحيح، فهو خطاب قد يكون قاصرا ونابعا من خطابات بالية ، لذلك يجب ان نميز بين الدين والتدين.
واعتبر أن الخطاب الديني هو أسرع طريقة للتغيير، لكن يجب العمل على الثقافة المجتمعية لأنه في كثير من الاحيان، لاتزال تؤثر ثقافتنا البالية على فهمنا للدين، مما يؤثر في نظرة الانسان للمرأة، لذلك يجب أن يكون الخطاب الديني مدروساً وأن يكون جمعياً وليس بشكل شخصي.
وقال إنه للتغير الحقيقي يجب العمل على ثلاثة امور بتوازن، أولها الخطاب الديني والذي هو في حالة تطوير، وثانياً التربية والتعليم منذ الروضة حتى نهاية المرحلة التعليمية حتى نصنع جيلا يتقبل المرأة بأنها شريكة في كل شيء، ثالثاً الاعلام الذي يصنع المرأة القادرة على القيادة السياسية.
وقال إن المرأة لا زالت غير مقتنعة بأنها قادرة على تغيير نظرة المجتمع لها، وأكثر من يظلم المرأة في الميراث او الانتخابات هي المرأة بسبب الغيرة، بالتالي الاصل ان تبرز نسبة النساء في كفائتهن وليس بعددهن. مضيفاً: ارفض نظام "الكوتة" في الانتخابات التي فرضت علينا، بل يجب ان يكون العدد أكبر في نسبة النساء، وعلى المرأة ان تنافس في الانتخابات بالكفاءة وليس بالعدد ويجب ان تكون قائدة حقيقية وليست نسبة وتناسب.
وأوضح أن الدين الإسلامي يلغي الذكورية والانوثة، وقال "بعضكم من بعض، ولهن مثل الذي عليهن".
ورفض ادعاء البعض بأن المرأة وصوتها واسمها عورة، قائلاً: المرأة ليست بعورة ولم يكن اسمها عورة، وهذا خطأ فالمرأة تشارك مثل الرجل، وهناك خلل في فهم دور المرأة... وإذا فقدت المرأة فقد النجاح.
من جانبها، قالت المختارة فاتن حرب من غزة، إن السلطة الذكورية والعادات والتقاليد هي التي تقف حاجزاً أمام المرأة، لذلك يجب ان يكون هناك توعية من الوعظاء بالتعريف بأهمية المرأة وتمكينها.
وأكدت أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية والمصالحة المجتمعية مهم لانها هي من تدخل المنازل وتعلم بمشاعر النساء ومشاكلهن، لذلك سيكون لها بصمة فعالة ، معربة عن اعتقادها أن أحد اسباب فشل المصالحة الفلسطينية عدم وجود نساء في لجان الحوار.
وبشأن مهنتها، قالت حرب إنها كانت حالة اشكالية كبيرة كون امرأة تتقلد عمل ظل حكرا للرجال، لكن بسبب الاوضاع الصعبة في غزة وازدياد مشاكل النساء، كان لا بد من وجود مختارة لحل مشاكلهن، بسبب العادات والتقاليد التي تحكمنا، خاصة ان بعض القضايا الحساسة التي لا تستطيع فيها النساء البوح بمشاكلهن للمختار الرجل، وقد سعينا في كثير من الاحيان لوضع بصمة في تغيير واقع المرأة في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية.
وأضافت: كانت البدايات صعبة بسبب نظرة المجتمع الذكوري الى هذه المهنة، والبعض نظر الى ذلك كنوع من التنافس، وكانت هناك هجمة على دورنا في المجتمع، لكن الميدان كان هو الفيصل في ذلك، ونجحنا كمختارات في المحافظة على النسيج المجتمعي وحل الكثير من القضايا، والان عملنا تطور وتقدم وأصبح هناك رجال يتوجهون الينا لحل مشاكلهم.