عمر عساف لوطن: الأسرى يعيشون اسوأ مرحلة في تاريخ الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال
رام الله – وطن: كانت الصورة الأولى لعضو الحراك الوطني الديمقراطي عمر عساف، لحظة الافراج عنه من سجون الاحتلال صادمة من يعرفه، نظرا لحجم التغير الذي طرأ عليه خلال 6 شهور من اعتقاله.
وقال عساف إن المرحلة التي يمر بها الأسرى حاليا هي مرحلة غير مسبوقة في تاريخ الحركة الأسيرة، مضيفا "إن أسوأ مرحلة يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال هي هذه المرحلة الصعبة" لافتا الى انه تعرض لاعتقالات عدة في فترات سابقة جميعها لم تكن مثل ما التجربة الأخيرة.
وأضاف عساف "أن الوضع الصعب الذي يعيشه الاسرى لا يتعلق بوجود حرب في غزة، أو بشخص بني غفير على عنصريته، ولكنه يتعلق بسياسة صهيونية مرسومة ومخطط لها يتم تنفيذها"، وهي تقوم على عدد من المحاور، منها القانون القومي الصهيوني، وحصار قطاع غزة، وتوسع الاستيطان غير المسبوق في الضفة الغربية، وتدنيس الأقصى والمقدسات، ومحاولة الهجوم على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وأشار عساف أن المحور الرئيس المرتبط بسياسة الاحتلال هو الأسرى، اذ يعتقد الاحتلال انه يستطيع خلال مرحلة الحرب، حسم الصراع وقضية الأسرى برمتها.
وحول تجربة الاعتقال الأخيرة روى عساف بعض تفاصيلها قائلا " إن الاعتقال خلال لهذه الفترة يختلف عن سابقاته منذ اللحظة الأولى" متابعا "منذ اللحظة الأولى للاعتقال تم تفجير باب منزلي ومنزل ابني" لافتا ان جيش الاحتلال استخدم هذا النوع من الترهيب والتخريب، بهدف إشعار الفلسطيني بأنه ضعيف وهو القوي.
وأشار عساف أن الأسرى يتم التنكيل بهم والاعتداء عليهم بالضرب منذ لحظة اعتقالهم حتى وصولهم إلى المراكز أو المعتقلات، بينما كشفت شهادات الأسرى بعض جوانب تلك الاعتداءات بقولهم إنهم تعرضوا بعد الاعتداء بالضرب والسحل والتنكيل لتبول جنود الاحتلال عليهم.
وتابع عساف "داخل سجون الاحتلال يوجد شباب بالعشرات بعضهم كُسرت أضلاعه وأطرافه، والبعض الآخر أصيبت عينه، وآخرين تعرضوا لكسور ورضوض في أجسادهم نتيجة الضرب المبرح خلال الاعتقال.
وأكد عساف على عدم تلقي الأسرى أي علاج، وعدم تجرأ الأسير على طلب العلاج نظرًا لأن الضرب لا يتوقف.
ولفت عساف الى ان الاحتلال اتبع سياسة التجويع بحق الأسرى، مشيرًا أن قوات الاحتلال كانت تقدم خلال السحور في شهر رمضان شريحتين من الخبز مع القليل من اللبنة، وعند الإفطار شريحتين خبز مع كأس أرز لأربعة أشخاص.
وروى عساف بعض تفاصيل إصابته في السجن، خاصة وهو يعاني من مرض القلب وقد تمكن من أخذ الدواء معه لحظة اعتقاله قائلا إنه أصيب بغيبوبة عن الوعي لعدم توفر الغذاء المناسب داخل السجن، ما جعل جسده يضعف ما تسبب بسقوطه وأصابته في رأسه، عندئذ جرى نقله للعلاج وقد تم تكبيس الجرح دون تخدير أو دواء ما أدى إلى التهاب في فروة الرأس كاملة، وتقيح ونزول الضغط، ما شكل خطرًا عليه استدعى نقله إلى العيادة لتقديم العلاج له.
وقال عساف أنه منذ اندلاع الحرب حتى يوم الافراج عنه كان أسرى قطاع غزة يتعرضون لشتى أنواع التعذيب اليومي والقاسي دون توقف.