"وطن" تلتقي عائلة الشهيد القائد خالد الشاويش
الشهيد القائد "خالد الشاويش" مقاومٌ صلبٌ وشديدٌ لم يُكسر، ووالدٌ حنونٌ كما لم يكن والدٌ في البلاد

وطن: ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 بلغ (247) باستشهاد الأسير القائد خالد الشاويش، وباستشهاد الشاويش فإنّ عدد الأسرى الذين ارتقوا داخل سجون الاحتلال الإسرائيليّ، بعد السابع من أكتوبر الماضي يرتفع إلى تسعة، بالإضافة إلى الشهيد المعتقل محمد أبو سنينه الذي استشهد في مستشفى (هداسا) متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال.
نجل الأسير الشهيد القائد خالد الشاويش قتيبة الشاويش، يقول إن العائلة تلقت نبأ استشهاد الوالد المقاوم بثبات واحتساب، ويقول إن والده ضحى بحياته فداءً لفلسطين.
لم يحظى قتيبة بفرصة العيش مع والده طفولة طبيعية وعادية كسائر أقرانه الأطفال، اعتقل والده وهو طفلٌ لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، وفي سن الشباب تجدد لقاؤه بوالده خلف قضبان السجن، وهناك عاشا معاً أربع سنوات، قبل أن يُفرج عن الابن قتيبة، بعد أن مضى فترة محكوميته البالغة 4 سنوات، ويظل الوالد القائد "خالد الشاويش" أسيراً مريضاَ مقعداً، يواجه حكما بالسجن المؤبد إحدى عشرة مرة.
يتحدث قتيبة عن رفاق والده الشهداء مهند حلاوة، وناصر عويس، وناصر أبو حميد، وارتقوا جميعاً على درب الحرية، ويقول: "كتب الله لوالدي بأن يُصاب بـ14 رصاصة استقرت في جسده، أصيب على إثرها بشلل نصفي، ثم عاش جريحاً مُطارداً إلى أن تم اعتقاله في العام 2007، وارتقى شهيداً في سجون الاحتلال، في العام 2024".
وعن تجربة الأسر رفقة الوالد القائد يقول قتيبة لبرنامج "وطن وحرية" ويقدمه الزميل عبد الفتح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية: "تعرض والدي للإعدام الطبي داخل سجون الاحتلال، وكان يعاني اوجاعاً مختلفة على مدار الساعة، دون أي اهتمام أو رعاية صحية تتناسب مع حالته الصحية المُعقدة، حيث استقرت رصاصات الاحتلال في عموده الفقري، وفي تجمعات الأعصاب الحسية في الظهر".
ويضيف: منذ خمسة أشهر تقريباً نقلت إدارة السجون والدي من سجن الرملة، إلى زنازين العزل، وهو الأمر الذي فاقم حالته الصحية، وكان شعورنا بالقلق والخشية، حيال مُستجدات الحالة الصحية والاعتقالية للوالد، يتصاعد في ظل انقطاع الاتصال مع السجون والأسرى منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتعليق زيارات العائلات والمحاميين.
ويتحدث قتيبة عن عديد الأسئلة التي دارت في داخل كل فرد من أفراد عائلة القائد "خالد الشاويش"، منذ عزله مؤخراً، كيف يُصلي؟ كيف يتدبر أمره وهو المُقعد الذي يحتاج لمساعدة رفاقه الأسرى لتلبية أبسط احتياجاته اليومية داخل السجن؟ كيف يذهب إلى الحمام؟ كيف يأكل؟ هل يأكل؟ هل يشعر بألم في ظهره؟ هل اشتدت عليه آلام الظهر بسبب الإصابة والعزل والبرد؟ هل أبقوا له دوائه أم سحبوا منه مسكن آلامه الكثيرة؟ وكثيرٌ من الأسئلة التي كُنا نتوقع إجاباتها في ظل الهجمة الإسرائيلية المسعورة على الأسرى منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي ختام اللقاء يقول: كان والدي مقاوماً صلباً وشديداً، لم يُكسر رغم الإصابة والمطاردة والاعتقال، ولكنه معنا كان طيباً حنوناً وليناً كما لم يكن والدٌ في البلاد.
وكان الأسير الشاويش قد تعرض لإصابة بليغة برصاص جيش الاحتلال في العام 2001م، وأدت إلى إصابته بالشلل، وبعشرات الشظايا في جسده، وبعد ستة أعوام على إصابته ومطاردته، اعتقلته قوات الاحتلال في الـ28 من شهر تموز في العام 2007م، وحكمت عليه بالسّجن المؤبد المكرر (11) مرة.