نجل الأسير أيمن الشرباتي يروي قصة والده عبر "وطن"
قصة الأسير أيمن الشرباتي "المواطن".. حكمٌ طويل بـ100 عام وعزلٌ انفراديٌ واتصالٌ مقطوع
وطن: منذ السابع من أكتوبر الماضي ينقطع اتصال الأسير أيمن الشرباتي من مدينة القدس مع عائلته، وما يزيد قلق العائلة هو ورود أنباء عن تعرضه للضرب وعزله انفراديا.
محكوم بـ100 عام قضى منها 27 عاماً
اعتقل الشرباتي في 17 آذار من العام 1998 وحكم عليه بالسجن لـ100 عام، وعاش أبناؤه طفولتهم، ويعيشون اليوم شبابهم بعيداً عن والدهم، ودون أن يسمح لهم حتى بالسلام عليه، خلال الزيارات التي كان يسمح بها قبل وقفها كليا منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي.
علاء الشرباتي نجل الأسير أيمن الشرباتي المُلقب بـ(المواطن)، يستعرض خلال حديثه لبرنامج "وطن وحرية" ويقدمه ازميل عبد الفتاح دولة عبر شبكة وطن الإعلامية، محطات في حياة العائلة وحياة والده داخل السجن، وليوضح لنا كيف حمل لقب "المواطن"، الذي عرف به الأسير أيمن الشرباتي بين الأسرى.
يقول علاء إن الاحتلال يشن هجمة شرسة جداً على الاسرى الفلسطينيين داخل السجون منذ السابع من كتوبر الماضي، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة، ليغطي على جرائمه بحق الاسرى، ويستفرد بهم، مشيراً إلى أن الأسرى يتعرضون لجريمة مكتملة الأركان والأوصاف، حيث التعذيب الشديد والمعاملة الحاطة للكرامة الانسانية، ويُضاف إلى ذلك تجويع وتعطيش الأسرى.
ويتابع: قصة والدي تشكل نموذجاً مُصغراً لما يحصل داخل السجون مع كل الأسرى، حيث يسعى الاحتلال لمصادرة انجازات الحركة الاسيرة، هذا وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إنّ إدارة سجون الاحتلال، في سجن نفحة، اعتدت بالضرب المبرح على الأسير الشرباتي، بسبب احتجاجه ورفضه للإجراءات الظالمة وغير الإنسانية، التي تتعامل بها إدارة السجون مع الأسرى الفلسطينيين .
تعتيمٌ إعلاميٌ ومعلوماتٌ شحيحة
وفيما علمت العائلة من معلومات شحيحة حول ما حدث مع الوالد، في ظل تعليق الزيارات العائلية وزيارات المحامين، وقطع الاتصال منذ السابع من أكتوبر الماضي، يقول علاء إن إدارة السجون اعتدت على والدي بالضرب المبرح، ثم اقتياده لغرفة أخرى وضربه بشكل جماعي من قبل مجموعة من السجانين، ثم عزله انفرادياً، ويوضح علاء أن مصادر المعلومات شحيحة، وأن العائلة علمت بتنكيله وعزله انفرادياً من خلال أحد الأسرى المحررين مؤخراً.
ولم تتمكن العائلة حتى الآن من معرفة أي معلومات جديدة ودقيقة، حول حالته الصحية والاعتقالية، حيث إن حكومة الاحتلال حولت السجون لمقابر جماعية للأحياء، ورغم الموافقة والتنسيق للزيارة، يؤكد علاء أن العائلة لم تتمكن من زيارة الأسير الشرباتي المتواجد في زنازين العزل.
عائلة الشرباتي تحمّل سلطات الاحتلال المسوؤلية الكاملة عن حياته وصحته
وتحمل عائلة الشرباتي إدارة السجون وحكومة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير أيمن الشرباتي (المواطن)، وعن صحته الجسدية والنفسية، وتناشد أبناء الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، والجهات ذات العلاقة وعلى رأسها منظمة الصليب الاحمر، لممارسة دورها وتحمل مسؤولياتها تجاه الأسير الشرباتي، وتجاه كل الأسرى، ويقول علاء: "الأسرى دفعوا أعمارهم من أجل شعبهم فعلى الجميع نصرتهم والوقوف معهم".
ويتحدث علاء نجل الأسير أيمن عن ألم عائلته في ظل غياب والده، وعن محطات مهمة في حياة أسرته، فالوالد اعتقل فيما لم تكن ابنته يارا قد رأت النور، وهي اليوم أم لطفل، أما علاء فكان في سن الخامسة، واليوم أنهى تعليمه الثانوي والجامعي، وعلى أبواب نيل درجة الدكتوراه في القانون الدولي من الجامعات الفرنسية، دون مشاركة والده أيا من محطات الفرح هذه.
ورغم قيود وألم السجن، يقول علاء إن والده المحكوم بالسجن 100 عام يشغل نفسه بحب الوطن، وحصل خلال سجنه على درجة البكالوريوس، وأصدر كتابين يوثق فيهما تجربة الاعتقال وحياة الأسرى.
ويُشار إلى ان الأسير الشرباتي تعرض للعزل انفرادياً لمدة 6 أشهر قبل السابع من أكتوبر، عقب ارتقاء الأسير ناصر أبو حميد داخل سجون الاحتلال.