من يزور معذبي المجازر الفلسطينية؟..عبدالله شنيور دويكات

29.03.2014 09:42 PM

لقد المني زيارة عدد من طلبة الجامعات الفلسطينية وعددهم 30 طالبا إلى معسكر "بيركيناو" في ألمانيا وهو إحدى معسكرات الإبادة النازية , نعم نحن بشر نرفض إبادة أي إنسان لدينه أو لجنسه أو لرأيه السياسي ولكن إنسانيتنا أيضا ترفض القفز على جراحات شعبنا وآلامه, شعبنا الذي ذبح ويذبح كل يوم على أيدي المحتلين أليس أولى بطلبتنا وجامعتنا وأساتذتنا زيارة مخيم اليرموك للاجئين _وان ولم نستطع فالتركيز على معاناته_ أو زيارة مخيمات اللاجئين بلبنان لكي يروا المعاناة الحقيقة تتجسد أمرا واقعا يدمي قلب الحجر ثم أيا سادة أليس هم الذين رحلوا من ألمانيا لكي يسكنوا أرضنا ويغتصبوها أليس المحتلين هم من نفذوا مجازر دير ياسين وقرية الطنطورة وقانا ومجزرة الحرم الإبراهيمي وبالأمس القريب مخيم جنين ومن قبلة غزة والآلاف الشهداء في نابلس وكل مدن الضفة وغزة ومن قبله اجتياح لبنان عام 1982وقتل ما يزيد عن 3500 فلسطيني اعزل في مخيمي صبرا وشاتيلا, أليس المحتلين الذين تتباكوا عليهم اليوم استخدموا كل الأسلحة المحرمة دوليا أليس هم من نفذوا بنا أبشع من الهلوكوست أليس المحتل يا أساتذتنا يمضي كل يوم بالاستيطان وسلب الأرض وتهويد القدس وحصار غزة التي كانت أولى بالزيارة , وهم هم أنفسهم من يضربون كل يوم بعرض الحائط القرارات الدولية ويعتبرون أنفسهم فوق القانون , هذا تغييب للعقل الفلسطيني وقفز على الحقائق ونسيان لجراحاتنا وتعاطف مع ضحية الأمس الذي تحول إلى جلاد ضد ضحية الأمس الذي ما زال ضحية إلى اليوم , الطلبة الفلسطينيون سيمضون عدة أيام في "كراكوف" و "أوشفيتشيم"، تحت إشراف حركتين يهوديتين خاصة بالناجين من المحرقة  والأدهى أن هناك أصوات من هذا المعسكر تدعوا إلى تخصيص كتاب منهجي في المدارس والجامعات عن المحرقة ,عن من خرج من ألمانيا محروقا وصب ناره ومرضه النفسي على شعبنا المظلوم, وأنا هنا ادعوا الكتاب والأساتذة إلى الوقوف ضد تغييب واقعنا وتاريخنا المرير لان الأولى بنا الالتفات إلى شهداءنا وعوائلهم والمهجرين وعوائلهم ومساندتهم والتعاطف معهم , لا الحجيج إلى معسكرات النازية والتعاطف معهم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير