خليل الشقاقي لوطن: تصريحات الرئيس عباس بشأن المحرقة أضرت بالقضية الفلسطينية

12.09.2023 11:43 AM

رام الله – وطن: لا يزال البيان الذي أصدره عدد من الأكاديميين والناشطين الفلسطينيين، بشأن تصريحات الرئيس محمود عباس خلال اجتماع مجلس فتح الثوري مؤخرا حول المحرقة (الهولوكوست)، يثير تفاعلات وتداعيات عدة، في ظل اعتبار البعض ان البيان جاء مجتزءاً ومتساوقا مع الحملة الإسرائيلية والصهيونية.

وتعقيبا على ذلك قال مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله خليل الشقاقي أحد الموقعين على البيان، وردا على سؤال ان البيان كان غير موفق ومتساوق مع التحريض والرواية الإسرائيلية قال الشقاقي ان " تصريحات الرئيس عباس هي التي كانت غير موفقة، لأنه تحدث بكلام غير صحيح تاريخيا".

وفي تعقيب على تصريح الرئيس عباس الذي استند فيه الى العديد من المؤرخين بمن فيهم يهودا قالوا بـ"ان ألمانيا النازية استهدفت اليهود بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب دياناتهم" قال الشقاقي " صحيح ان هناك بعض المؤرخين الذين لديهم الكثير من المواقف المعادية لليهود، والذين كتبوا في هذا السياق، لكن أغلب المؤرخين الرئيسيين يرفضون هذا الكلام، وكان واضحا ان النازية عنصرية جدا، ليس بسبب قضية سلوك اجتماعي، وانما بسبب نظرية الجنس الاري، والنظرة لباقي الاجناس ووجوب هيمنته على العالم والنظرة للمجتمعات والأعراق الأخرى، وبالتالي فقد كان واضحا ان أي كلام اخر بعيدا عن هذه الأسباب مجرد كلام فارغ".

وتابع الشقاقي " ان الرئيس لا علاقة له بالتاريخ ولا يجب ان يتحدث بالتاريخ فهو ليس مؤرخ، وانما هو رئيس السلطة الفلسطينية وكل كلمة يتحدث بها ويقولها تؤثر جدا على القضية الفلسطينية، والرئيس بتصريحاته الأخيرة أضر بالقضية الفلسطينية بشكل كبير جدا في كل العالم، وان احترام الشعوب والدول للرئيس والسلطة الفلسطينية سيقل لان الرئيس تدخل في أمور لا تهم الشعب الفلسطيني".

وتابع الشقاقي "المحرقة هي قضية أوروبية والشعب الفلسطيني هو من يدفع ثمنها، والرئيس يزيد من هموم الشعب الفلسطيني، بكلام لا أساس له من الصحة، يستند فيه الى كلام بعض المؤرخين الهامشيين، ولذلك نحن أصدرنا البيان لاعتقادنا ان ما تحدث به الرئيس يضر بالقضية الفلسطينية".

وحول مدى تماهي البيان مع الخطاب والتحريض الإسرائيلي، وان كانوا أوصياء في الدفاع عن المحرقة قال الشقاقي: "نحن لا نتدخل في قضية التاريخ، بل نحن مجموعة مثقفين فلسطينيين نقول ان هناك استعمار استيطاني للأرض الفلسطينية وأن إسرائيل أصبحت دولة فصل عنصري، وهذا ما كتبناه في البيان، فكيف يمكن ان يتوافق هذا مع الرواية الإسرائيلية ويتماهى معها". 

وأضاف الشقاقي "ان هناك احترام وتأييد للعالم لنا، وإذا شعر ورأى العالم ان الشعب الفلسطيني يؤيد ما تحدث به الرئيس، فهذا سيعني بالنسبة لهم ان الشعب الفلسطيني عنصري، وهذا يعني لهم ان هناك استعمار استيطاني عنصري، وايضا فلسطينيين عنصريين، وبالتالي سيضعوننا نحن والاستيطان والعنصرية الإسرائيلية في نفس الخندق ".

وتابع الشقاقي "نحن روايتنا غير قائمة على قوتنا وانما على قيمتنا وقيمة قضيتنا الأخلاقية، وبالتالي نحن إذا أصبحنا في بوتقة واحدة من العنصرية ومن عداء السامية فقد أصبحنا لا نختلف عن المحتل".

وحول إمكانية استغلال بيانهم إسرائيليا وامريكيا في استمرار التحريض على الفلسطينيين قال الشقاقي " نأمل ان يتم استغلال البيان للأفضل، بان يرى العالم ان الشعب الفلسطيني لا يقبل الحديث الصادر عن الرئيس، خاصة ان ولايته الانتخابية انتهت منذ 13 عاما، وأن يرى العالم ان الشعب الفلسطيني لا يقبل الحديث الذي تحدث به الرئيس، وان الشعب يرفض العداء للسامية".

اقرأ المزيد: بيان لأكاديميين ونشطاء فلسطينيين مغتربين يثير استهجانا فلسطينيا

تصميم وتطوير