خالد منصور يكتب..وقفنا مع الشيخ احمد الحاج علي لأنه يستحق ولان عدونا وعدوه واحد

19.12.2022 11:53 AM

من يوميات المقاومة الشعبية

الشيخ الجليل احمد الشيخ علي هو أحد أبرز قادة التيار الإسلامي في فلسطين، لاجئ فلسطيني ولد في مدينة قيساريا عام 1940 عاش معظم سنين عمره في مخيم العين المحاذي لمدينة نابلس من جهة الغرب، رجل امتاز بالبساطة والتواضع وسمو الاخلاق وسعة المعرفة والثقافة .. وطني حتى النخاع وانخرط في العمل ضد الاحتلال منذ ان وعي على النكبة والاحتلال .. وتعرض للاعتقال 17 مرة ومنها الاعتقال الإداري في العام 1982 كان نائبا عن حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني عن محافظة نابلس.

ورغم ان بيني وبينه خلاف سياسي وعقائدي .. الا انني وانا المنتمي لحزب الشعب الفلسطيني ( الشيوعي سابقا) كنت وما زلت احترمه لصدق انتمائه للوطن وحسن اخلاقه .. وفوق كل ذلك انه كان صديقا عزيزا لوالدي رحمه الله .. وفي كل مرة كنت القاه كان يترحم على والدي ويقول لي كلمة ( طبيعي ان تكون مثل ابوك وتجدد سيرته) .. واحترامي الكبير له يأتي من ايماني بان الخلافات والتباينات لا يجب ان تفرق الصف الوطني وتحول العلاقة بين مكوناته الى علاقة تناحرية وعداء .. ما دمنا نرفض التكفير والتخوين فيما بيننا كشركاء في مهمة تحرير الوطن من المحتل .. كان هذا موقفي وهكذا تعاملت طوال حياتي .. فمهما كان الخلاف السياسي والعقائدي كلنا أبناء لهذا الوطن وانتماؤنا الوطني يلزمنا بالوقوف حتى مع من نختلف معهم .. فنحن نختلف في الوطن ولا نختلف على تحرير الوطن .

وتأكيدا لهذا الموقف المبدئي عندي ذهبت يوم 8/9/2014 لاقف متضامنا وداعما للشيخ احمد .. حين اصبح مطاردا للاحتلال ومهددا بالاغتيال لما يزيد عن 6 اشهر .. يومها شعرت ان من واجبي التعبير عن احترامي لهذا المناضل .. ولو بالمشاركة بالوقفة التضامنية التي نظمها بعض الاخوة والاخوات معه امام منزله في مسكنه القديم في مخيم العين ( عين بيت الما ) ..

يومها ذهبت ومعي رفيقي نصر أبو جيش .. وكنا نظن ان الوقفة امام بيته بحي المعاجين .. وهناك انتظرنا لبعض الوقت .. وحين لم يحضر أحد سألنا القائمين على الوقفة .. فابلغونا بمكانها في مخيم العين .. وصلنا الى هناك ووجدنا حشدا من المتضامنين نساء ورجال .. يحملون بوسترات عليها صوره .. ولافتات تحمل عبارات ضد الاحتلال .. وأخرى تطالب السلطة الوطنية بتامين الحماية لهذا المناضل الكبير بالقدر وبالسن فحملنا ورفعنا البوسترات.. وما زلت اذكر حضور الأخ الدكتور حسن خريشة والدكتور معاوية المصري والاخوات منى منصور ونجاة أبو بكر واخرين نسيت أسماءهم .. وقفنا لاكثر من نصف ساعة، والقى بعض المشاركين كلمات معبرة دعما للشيخ ولمسيرته النضالية .. ثم انهى المنظمون الوقفة وعدنا الى بيوتنا ..

اما الشيخ فقد تخلص من المطاردة التي استمرت لستة شهور .. ويبدو ان الاحتلال وصل لقناعة ان اعتقال هذا الشيخ الكبير بالسن لا فائدة منه .. فالشيخ لن يدلي باي معلومات كعادته .. وان اعتقال رجل بعمره (على أبواب الثمانين ) سيؤجج مطالبات محلية وعربية ودولية للإفراج عنه ..

قد يستغرب البعض - الغير عالم بمبادئ وأفكار وتاريخ حزبنا – هذا التصرف مني ومن رفيقي نصر أبو جيش .. لكننا ونحن نحمل مبادئ ومثل سامية نعتبر انفسنا وطنيين أولا .. ونجد لزاما علينا ان نقف مع الكل الوطني .. كما وانني شخصيا ارى ان تسمية قوى وطنية وإسلامية تسمية ضارة بالكل .. وكأن الاسلامي غير وطني وان الوطني غير مسلم .

التحية والاحترام لهذا الشيخ المناضل مع اصدق الاماني له بطول العمر والصحة والعافية
خالد منصور – عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير