الرئيس: لا رواتب كاملة .. وعلى الاحتجاجات أن تكون سلمية

08.09.2012 11:32 PM
رام الله – "وطن" – يوسف الشايب: أكد الرئيس محمود عباس، أن لا رواتب كاملة للموظفين العموميين هذا الشهر، "بسبب الحصار المفروض علينا كي لا نتوجه للأمم المتحدة، لكننا ذاهبون إلى الأمم المتحدة، وعلينا أن نتحمل ذلك".

وقال في مؤتمر صحافي عقده بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، اليوم "معناش ندفع الرواتب .. وفي ناس بدهاش تدفع وبدهم ايانا نركع ومش راح نركع".

وشدد عباس، على ضرورة أن تكون الاحتجاجات ضد الغلاء وارتفاع الأسعار سلمية، مؤكداً تفهمه لمطالب الحراك الشعبي المحقة، وأن الشرطة والأجهزة الأمنية لن تعترض الاعتصامات السلمية حتى "لو استهدفتني الهتافات" .. وقال: من حق الناس الخروج إلى الشوارع والتظاهر، والتعبير عن رأيهم ليصل صوتهم إلى العالم، إنما بهدوء وبسلمية، ودون تخريب للأموال العامة والخاصة، وإغلاق الطرق، وإجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاقها .. "وقف ع الرصيف واحكي اللي بدك اياه (يسقط .. يعيش .. الشعب يريد)"، ونلبي بما نستطيع".. سنتصدي لأية محاولات تندرج في إطار الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة أو إشاعة الفوضى، لكن الأساس أن هذه الاحتجاجات محمية، ولا أريد إصدار أوامر بالتصدي لها من قبل الشرطة، كي لا تحدث أية تجاوزات ضد الاحتجاجات السلمية، ولو بنسبة ضئيلة.

وأشار عباس إلى أنه أوعز إلى اللجنة الاقتصادية في الحكومة بالبدء في مشاورات مع خبراء اقتصاديين، ومؤسسات المجتمع المدني، بهدف الوصول إلى حلول "متوازنة" للخروج من الأزمة .. مؤكداً أن إسرائيل تتحمل مسؤولية ذلك .. وقال: لا نريد أن "نعملها مشكلة بيننا"، و"إذا كنا مخطئين أو مقصرين فلنحاسب وفق القانون".

وأكد عباس: لا فرق بيني وبين الحكومة .. الحكومة تلتزم بأوامري، وتقوم بما أقول له .. نريد اقتراحات جدية بعيداً عن مبدأ "وعلينا" .. اللجنة الاقتصادية في الحكومة ذات اختصاص، وما تقرره ألتزم به.. أنا أول من يتحمل المسؤولية، و"حرام أن نحمل سلام فياض المسؤولية"، والهتاف ضده بعضها لأسباب شخصية، وبعضها تضليل، وبعضها من باب الحرية، وهنك هتافات قد تكون ضدي، و"تابعوا الفيسبوك .. في ناس بتهاجمني هناك" .. و"نحن لسنا مقدسين".

وتطرق الرئيس إلى محاولات إحراق الذات، وضرب على ذلك مثالاً بالمواطن حسين قهوجي، الذي حاول إحراق نفسه وابنته وسط رام الله قبل أيام، وقال: حسين قهوجي هذا يتلقى معونات من الرئاسة، وكذلك من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ولم يكن ينوي حرق نفسه، حيث تبين أن ما سكبه على جسده وجسد ابنته ماء لا أكثر، مضيفاً: قتل النفس حرام، ولا أدري لماذا يفكر أي شخص بحرق نفسه .. من قتل نفساً بغير نفس فكأنه قتل الناس جميعاً.

الأمم المتحدة
وأكد عباس أن القيادة الفلسطينية متوجهة إلى الأمم المتحدة، رغم كل الضغوطات التي تمارس علينا من إسرائيل، والولايات المتحدة وجهات أخرى، كون أن إسرائيل ترفض الاعتراف بحدود العام 1967، وترفض وقف الاستيطان وتهويد القدس، وترفض عودة اللاجئين، وترسيم الحدود، وحتى الاتفاق على ما اتفقنا عليه في الأمن، وبالتالي "نريد الحصول على دولة برسم الأمم المتحدة، وبرسم قانون جنيف، الذي ينطبق على جميع الدول المحتلة واضحة الحدود".

واستهجن عباس طلب سلطات الاحتلال البقاء على طول ضفاف نهر الأردن لأربعين عاماً، وهو "ما رفضناه ونرفضه"، وكذلك سياسة المماطلة في الحصول على "الحقوق" .. وقال: نذهب إلى الأمم المتحدة لتثبيت حدود الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة في العام 1967، ويعترف بها العالم كله، بمن فيها الولايات المتحدة، فقد سبق لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس، أن أكدت لنا وللإسرائيليين بأن الأراضي المحتلة تعني قطاع غزة، والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، والبحر الميت، ونهر الأردن، وتفاوضنا على هذا الأساس، إلى أن جاءت الحكومة الإسرائيلية الحالية ورفضت كل ذلك، بل هي مستمرة في الاستيطان، وتتعامل مع الأرض الفلسطينية على أنها أرض متنازع عليها، و"هذا خطير"، و"غير مقبول"، ويتساوق مع سياسة إسرائيلية قديمة عبر عنها بن غوريون حيث قال بأن "حدود إسرائيل إلى حيث تقف أقدام جنود جيشها"، وإلى حيث "البرج والسلك".

وتابع: إسرائيل تقول "ما في قدس .. ما في حدود 1967 .. ما في أمن .. ما في عودة للاجئين .. وتعالوا نتفاهم .. نتفاهم ع شو؟!".

وأكد: نحن ذاهبون إلى الأمم المتحدة لثبيت أننا دولة تحت الاحتلال تنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة، بحيث تكون ذات حدود معروفة .. ورغم كل الضغوط على مختلف المستويات، ورغم شراسة الهجمة الموجهة ضدنا، فإننا ذاهبون إلى الأمم المتحدة، خاصة أن 133 دولة في العالم تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.

وشدد عباس: إما أن نذهب ونحن نعرف ما ينتظرنا، أو نخسر فلسطين .. علينا على الأقل أن نحافظ على فلسطين باسم الشرعية الدولية واتفاقية جنيف.

المصالحة
وربط عباس المصالحة بالانتخابات، وقال: لا مصالحة دون انتخابات، وهذا ما اتفقنا عليه في الدوحة، وأكدنا عليه في القاهرة، ولكنا تفاجأنا بتعطيل عمل لجنة الانتخابات في غزة .. المصالحة عنوانها الانتخابات، رافضاً تقسيم التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني.
وقال عباس: أستغرب من يتحدث عن الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين، أو أن على الطرفين أن يتفقا .. اتفقنا وحركة حماس، وبشكل مكتوب في الدوحة وترجم في القاهرة، على أن نذهب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات للمجلس الوطني، وبالتالي من ينجح يتسلم السلطة، ويتولى أمر البلد، ولنا تجربة مشهود لها في شفافية الانتخابات، والتي سبق لحماس وفازت فيها العام 2006، وحين طلبوا منا إجراء تغييرات على تركيبة لجنة الانتخابات تم ذلك، وتوجهت اللجنة إلى غزة على أن تنهي مرحلة التحضير في 2 تموز الماضي، لتبدأ العمل في 3 تموز الماضي، لكنا فوجئنا بـ"أبو زهري" يطالب اللجنة بالرحيل، و"حتى الآن لا أدري لماذا؟!" .. تارة يقولون إن اللجنة لم تعين فلاناً أم علاناً، وتارة يقولون بأن ثمة معتقلين سياسيين في الضفة، وهي سيموفنية اعتدنا عليها.

وأضاف: لا معتقلين سياسيين في الضفة، وكل من يهرب السلاح والأموال يعاقب وفق القانون، ومؤخراً كانت الاعتقالات لأفراد من حركة فتح .. هم يرفضون المصالحة، والمصالحة هي الانتخابات.

وحول وحدانية التمثيل السياسي الفلسطيني، قال عباس: دعينا إلى مؤتمر عدم الانحياز في طهران، ولبينا الدعوة، وعندما جرى الحديث عن دعوة وجهت لإسماعيل هنية، الذي هو "ليس رئيساً للوزراء ولا علاقة له بشيء"، ولن نسمح له بذلك، وقلنا لن نذهب، وقررنا الانسحاب "إذا في ريحة واحد منهم"، لأننا نرفض محاولات ضرب وحدانية التقسيم الفلسطيني .. في حوار صريح ومكشوف مع الرئيس الإيراني أكد أنه لم يوجه دعوة لا لهنية، ولا لأي من "هؤلاء"، وعندما وجه دعوة لنا للحوار في طهران، اكدنا بأن أي حوار حال تم سيتم في القاهرة.

وأكد عباس: لا حوار مع حماس .. الحل في توجه لجنة الانتخابات إلى غزة والبدء في عملها، وبالتالي إجراء الانتخابات بعد ثلاثة أشهر .. لقد اتفقنا على كل شيء، وإذا كانت ثمة إشكالات داخلية في حماس فلا علاقة لنا بذلك .. قلتها بصراحة في الجامعة العربية بأننا نرفض تقسيم التمثيل الفلسطيني، ومن يستقبل هنية كرئيس حكومة فإنه يساعد على هذا التقسيم، وهي سقطة لمن يقوم بذلك، لا نقبلها.

اغتيال عرفات
وحول مسار التحقيق في استشهاد الرئيس ياسر عرفات، قال عباس: نحن مستعدون لذلك، بل ونرحب بأي تحقيق، خاصة أن الشرع لا يمنع .. مستعدون لاستقبال أية لجنة تحقيق سواء أكانت فرنسية أم سويسرية أم تابعة للأمم المتحدة، لكننا وضعنا جامعة الدول العربية في صورة الأمر، وهي تتابعه الآن.

وأضاف: أرسلت عبد الله البشير رئيس لجنة التحقيق الطبية ليحمل كاقة الملفات إلى الجامعة العربية لتسهيل مهامها .. نرحب بأي تحقيق، لأننا نريد ونحب أن نعرف الحقيقة .. بالتأكيد نحن حريصون كيف تم اغتيال الرئيس ياسر عرفات، ويمكن لنا أن نتعرف على الكيفية التي من خلالها قد يغتال غيره.

الانتخابات المحلية
وفي خصوص الانتخابات المحلية، أكد عباس: حين حددنا العشرين من الشهر المقبل موعداً لانتخابات محلية، أكدنا على أنها ليست "انتخابات سياسية"، وشددت على أنه يجب الابتعاد عن تسييسها، وانتخاب الأفضل لخدمة الشعب، وليس بناء على الانتماء إلى التنظيم أو العائلة، مشدداً على إصداره تعليمات بعدم ازدواجية القوائم في حركة فتح التي يترأسها.

تصريحات ليبرمان

وحول تهديدات وزير خارجية الاحتلال افيغدور ليبرمان، أجاب عباس: نحن لسنا محميون، ليس لدينا قبة حديدية، أو صواريخ، أو غيرها، نحن تحت الاحتلال، لكن نؤكد أننا لن نرحل .. يطالب باغتيالي أو حصاري، وهذا وارد .. لكننا باقون هنا على أرضنا، ولن نكرر مأساة العام 1948، والعام 1967.


الفساد
وفي رد على سؤال حول مكافحة الفساد، أجاب الرئيس: شكلنا هيئة لمكافحة الفساد، وتقوم بدورها في تلقي الشكاوى ضد الفاسدين، والتحقيق فيها .. هناك من يقول إننا نخفي أو نخبئ بعض الملفات، وهذا غير صحيح، وأتحدى .. على كل من يملك أدلة على فساد أي كان "مني وانزل" أن يتقدم بها للهيئة .. لا أحد فوق القانون، هناك من حوكموا، وهناك من سيحاكمون، وأطلب من كل من يملك ملفات تدين أي فاسد، بغض النظر عن موقعه، التقدم بها للهيئة، ولكن علينا الابتعاد على إلقاء التهم جزافاً.
تصميم وتطوير