قطاع النقل التجاري ينفي عبر "وطن" ما يُثار بشأن استئناف إدخال المُساعدات إلى غزة ويؤكد عدم تلقيه أي إشارات لاستئناف العمل على المعابر
وطن: ضج الشارع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، بشأن نوايا الاحتلال استئناف إدخال المُساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لفيديو قصير يظهر فيه أحد السائقين مُتحدثاً عن استعدادات لاستئناف إدخال المُساعدات الانسانية إلى القطاع منتصف نيسان الجاري.
وتواصل "إسرائيل" فرض حصار خانق ومشدد على قطاع غزة، وتمنع إدخال المساعدات الانسانية وإدخال البضائع التجارية، ومنذ الثاني من آذار الماضي لم تسمح إسرائيل بإدخال حبة قمح واحدة أو شربة ماء إلى القطاع المنكوب، في الوقت الذي يؤكد فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة هو "الأسوأ على الأرجح" منذ بدء إسرائيل الحرب على القطاع، وذلك جراء منع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إليه.
وقال المكتب في بيان، صدر عنه أمس الاثنين، "إن الوضع الإنساني الآن هو الأسوأ على الأرجح في الأشهر الـ18 منذ اندلاع الحرب"، مشيراً إلى مرور شهر ونصف على عدم السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، وهي أطول فترة يتوقف فيها الإمداد حتى الآن.
وفي محاولة للوقوف على حقيقة ما يُثار على نطاق واسع بشأن قرار الاحتلال الإسرائيلي استئناف إدخال المُساعدات إلى غزة، منتصف الشهر الجاري، تواصلت "نشرة وطن الاقتصادية"، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، مع مسؤول قطاع النقل التجاري في فلسطين عادل عمرو، الذي نفى ما يُشاع ويُثار بشأن قرار الاحتلال الإسرائيلي استئناف إدخال المُساعدات إلى غزة.
- لا تتوفر لدينا أي معلومات بشأن استئناف إدخال المُساعدات إلى غزة، ، ولم يتم التواصل معنا في هذا الخصوص
ويؤكد عمرو عدم تلقي أي إشارت من السُلطات الإسرائيلية، بشأن الاستعدادات لاستئناف إدخال المُساعدات الانسانية إلى القطاع، ويقول: "لا تتوفر لدينا أي معلومات بشأن استئناف إدخال المُساعدات إلى غزة، ولم يتم التواصل معنا في هذا الخصوص".
- 4 مؤشرات لعدم وجود أي بوادر "إسرائيلية" لاستئناف إدخال المساعدات الانسانية إلى غزة، ما هي؟
وأكثر من ذلك يُشير عمرو إلى عدم وجود أي بوادر لاستئناف إدخال المساعدات الانسانية والبضائع التجارية إلى غزة، موضحاً إجراء اتصالات مع إدارات المؤسسات الانسانية الدولية للتأكد من تلقيها إشارات بشأن استئناف إدخال المُساعدات، وأكدت بدورها عدم تلقيها لأي إشارات من السُلطات الإسرائيلية بشأن ذلك.
- الصليب الأحمر ينفي علمه أو إبلاغه بفتح وشيك للمعابر أمام الدعم الانساني
ويلفت عمرو إلى توضيح رسمي صدر عن منظمة الصليب الأحمر الدولية يوم الجمعة الماضي في هذا الخصوص، ونفت علمها او إبلاغها بفتح وشيك للمعابر أمام الدعم الانساني، وقالت في بيانها: "لم يُطلب من اللجنة الدولية تنسيق إدخال أي دعم انساني إلى قطاع غزة".
ومن الإشارات الدالة على عدم وجود بوادر لاستئناف الدعم الانساني إلى غزة في الفترة الحالية، نقل محتويات مخازن تابعة لمؤسسة إنقاذ الطفل من مدينة الخليل إلى مدينة نابلس، بناءً على توجيهات من إدارة المؤسسة يقول عمرو.
من جهة أخرى يلفت ضيفُنا إلى أن استئناف الدعم الانساني والعمل على المعابر، يحتاج يومين إلى 3 أيام على أقل تقدير، لإستكمال الإجراءات المُعقدة التي تفرضها سُلطات الاحتلال لإنجاز التنسيقات اللازمة، والمتعلقة بأسماء السائقين وبياناتهم وأرقام الشاحنات والعربات، وتفاصيل الحُمولة، ثم إجراءات التفتيش المُعقدة، لاحقاً لإنجاز التنسيقات اللازمة، وبالتالي فإن استئناف الدعم الانساني لغزة ليس "كبسة زر"، يقول عمرو.
وفي ظل واقع التجويع والتعطيش المُمنهج يتعطش مواطنو القطاع لسماع أخبار جديدة تتعلق باستئناف الدعم الانساني، بينما سيبقى استئناف الدعم الانساني إلى قطاع غزة احتمالاً غير وارد الحدوث في المنظور القريب، بالاستناد إلى المُعطيات السابقة.
- بحجج وذرائع أمنية.. الاحتلال يقرر منع نحو 250 سائقاً من العمل على كافة المعابر الإسرائيلية في الضفة الغربية
وفي تطور خطير يُشير عمرو إلى قرار الاحتلال منع نحو 250 سائقاً من العاملين في قطاع النقل التجاري، من العمل على كافة المعابر الإسرائيلية في الضفة الغربية، بحجج وذرائع أمنية، مُشدداً على أن السلوك الإسرائيلي الأخير تجاه السائقين يندرج في إطار العقوبات الجماعية، التي يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني.
ويلفت إلى التحرك في مسارات قانونية وحقوقية ونقابية مُختلفة، لمعالجة أمر المنع الأمني لنحو 250 سائقاً من العاملين في قطاع النقل التجاري، لم تُسفر حتى الآن عن مُعالجات حقيقية جراء تعنت الاحتلال الإسرائيلي، مُشيراً إلى أن المنع الأمني لا يقتصر على العمل على معبر ترقوميا جنوب الخليل، إنما على مُختلف المعابر الإسرائيلية في الضفة الغربية المُحتلة، وهو الأمر الذي سيُفاقم خسائر قطاع النقل التجاري، وتكبد هذ القطاع خسائر فادحة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة للعام الثاني على التوالي.