مالك الشاب الحنون المحبوب.. رصاصة جندي غادر تسرق أحلامه وزهرة شبابه
وطن: دون خوف، ذهب نحو خلوده الشخصي راضيًا، مؤمنًا، بل أكثر من ذلك، مضى بخفٍّ وهو مقتنع بأن الإعذار عند إدراك الفكرة هو استسلام وهزيمة، كما قال الشهيد غسان كنفاني من قبل، إذ ستبقى لحظة الرحيل درسًا أبديًا، وأنت تُشيَّع على أكتاف الجماهير الغاضبة، إنه الشهيد مالك الحطاب من مخيم الجلزون، الذي سرق الاحتلال أحلامه وزهرة شبابه برصاصة أصابته في مقتل.
كان الحجر صوته أمام مشهد آلاف المحاصرين في غزة ، بالجوع، والعطش، والتعب، والخوف، وأطنان القنابل والدماء والأشلاء المتناثرة.
شيّعه الأهل والأحبة والأصدقاء إلى مثواه الأخير، اليوم الثلاثاء، في المخيم الذي طالما احتضنه واحتضن والديه وأجداده أملا بالعودة إلى ديارهم التي هُجروا منها على وقع الدمار والمجازر عام 1948.
في مشهدٍ مؤثر، عبّرت والدة الشهيد عن فخرها بابنها الذي لطالما تمنى الشهادة، قائلة لوطن للانباء: "مالك شب بطل، جدع، تمنى الشهادة ونالها، الله يرضى عليه ويجعل مثواه الجنة". وأضافت باكيةً: "كان حنون ومأدب، ما عمره زعل حدا، الكل بحبه".
أما والد الشهيد فقال لوطن: "ما شاء الله عنه، محبوب في المخيم، لم أسمع منه شكوى. لحظة إصابته عرفته من ملابسه، ركبت سيارتي مسرعًا لكنهم منعونا من الوصول إليه، وعلمت لاحقًا أن الشباب نقلوه إلى المستشفى".
من جهته، أوضح جد الشهيد لوطن، أنه التقى بمالك قبل استشهاده بنصف ساعة، حيث تحدثا عن أبنائي الأسرى في سجون الاحتلال، قبل أن يقطع الاحتلال الكهرباء عن المخيم، ويتبع ذلك إطلاق نار كثيف خرج على إثره مالك ليرى ما يحدث، لكنه أصيب برصاص الاحتلال.
عمة الشهيد وصفته لوطن للانباء، بـ"الحنون والشجاع"، مشيرةً إلى إصراره الدائم على مواجهة قوات الاحتلال رغم محاولاتها إقناعه بعدم الذهاب، مؤكدة أن "الشهادة كانت مكتوبة في عينيه".
أما حذيفة شقيق الشهيد، فتحدث لوطن للانباء، عن آخر لحظات جمعتهما قبل الاستشهاد: "أخذني إلى السوق، أطعمني، وعاد بي إلى البيت، وبعدها بدأت الأخبار تتوالى عن اقتحام المخيم وإصابته، وتأكدنا أنه داخل العناية المكثفة، إلى أن أعلن استشهاده".