الشوق يعانق الحرية.. كيف حول الأسرى المحررين صبرهم إلى انتصار
وطن: في لحظة من الفرح الممزوج بالدموع، استقبل الأهالي أسراهم المحررين بعد خمس أيام من تأجيل الصفقة. الوجوه المرهقة تلمع بأمل جديد، بينما تحمل الأمهات الأطفال لاحتضان آلأباء الذين طال انتظارهم. لحظات تفوق الوصف، حاملةً رسائل الحرية.
وقف الأسرى المحررون على باب الحرية، لا يستطيعون إخفاء مشاعرهم المختلطة بين الفرح والتأثر. الهمسات من أهاليهم على جوانب الطريق، وأصوات الهتافات "الحرية للأسرى" تملأ الأجواء. رغم الصعاب التي مروا بها، بقوا صامدين يحققون الانتصار في النهاية.
إذن انتزع الاسرى حريتهم، بعد سنوات من العذاب داخل سجون الاحتلال، وانتظرت عائلاتهم رغم البرودة القارسة، لم يبالوا، لأن حرارة قلوبهم كانت أكبر من كل شيء، وهم يحتفلون بعودة أبنائهم بعد سنوات من السجون والحرمان.
أكد الأسير المحرر عدنان أبو ساري لوطن، أن شعور الحرية بعد سنوات من الأسر كان صعباً للغاية، موضحاً أن 38 أسيراً كانوا داخل حافلة واحدة ليلة السبت الماضي، وأن الاحتلال اتخذ كافة الإجراءات لتفريغهم، بما في ذلك فحوصات دقيقة. وأضاف أبو ساري أن لحظات الإطلاق كانت مليئة بالتوتر والقلق، إذ كان الجميع يترقبون اللحظة بفارغ الصبر.
أما الأسير المحرر جهاد جرار فقد وصف تلك اللحظات بأنها من أصعب ما مر به، قائلاً لوطن: "لم نكن مصدقين أننا في طريقنا للخروج، حتى وصلنا رام الله". وأشار إلى أن الأسري في الحافلة قاموا بركوب الحافلة أكثر من مرة، زكان لدى الأسرى خوف من أن تكون الصفقة قد تم إلغاؤها. كما أضاف أن بعض الأسرى رفضوا التخلص من ملابسهم القديمة حتى تأكدوا من أنهم خرجوا من الزنزانة نهائياً.
من جهته، عبر الأسير المحرر أياد رضوان لوطن عن مشاعر الحزن التي عايشها بعد وداعه لـ25 شهيداً في مستشفى الرملة، مشيراً إلى الألم الذي لا يمكن وصفه بعد هذه التجربة القاسية.
أما الأسير جبرا أبو عليا فقد تحدث لوطن عن صحته الجيدة بعد الإفراج عنه، معرباً عن سعادته بأن الصفقة قد تمت بنجاح. في نفس السياق، عبر الأسير المحرر صالح عطا لوطن عن شعور لا يوصف بعد التحرر، قائلاً: " المشهد يتحدث عن نفسه".
فيما ختم الأسير المحرر عاطف أبو عليا حديثه بالقول لوطن: "الحمد لله، شعورنا جميل جداً، ونشكر إخواننا الذين قاموا بتحريرنا، الذين دفعوا الثمن من أجلنا".