الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال لوطن: الاحتلال ارتكب انتهاكات جسيمة بحق الاطفال خلال العدوان على شمال الضفة الغربية
رام الله - وطن: مع تصاعد عدوان الاحتلال في شمال الضفة الغربية، يزداد تدهور الأوضاع الإنسانية والحقوقية خاصة للأطفال كونها الفئة الأكثر تأثرا من وطأة العدوان، وسط تحذيرات منظمة اليونيسف من تدهور وضع الأطفال في الضفة الغربية مع ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والنازحين منهم.
وقال عايد قطيش مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية إن "هناك تدهورا في حالة حقوق الأطفال في مناطق الضفة الغربية هذا العام، فقد وثقنا حتى اللحظة استشهاد 16 طفلا في الضفة الغربية 14 منهم في الشمال بينهم طفلتين خلال العدوان العسكري الذي يشنه الاحتلال على جنين وطولكرم".
وأضاف أن هناك حالات اعتقالات في صفوف الأطفال بالتزامن مع عملية التهجير، ما تسبب بحرمان الأطفال من كل حقوقهم سواء حقهم في الحياة والأمان والتعليم والحقوق الصحية.
وأوضح ان الحركة العالمية وثقت العديد من الانتهاكات، منها منع سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى، والاعتداء على طلبة المدارس بالإضافة الى حرمان المئات منهم من التعليم مع استمرار إغلاق المدارس، لافتا الى أن هناك انعكاسات إنسانية كبيرة نتيجة الانتهاكات المتواصلة المتمثلة بهدم البيوت والتهجير دون قدرة الأهالي على أخذ أي من مقتنياتهم، مؤكدا ان الأطفال هم ضحايا كل هذا العنف.
وأشار قطيش الى ارتفاع أعداد الأطفال المعتقلين، حيث بات التعذيب وإساءة المعاملة جزءا أساسيا من عمليات الاعتقال مشيرا الى أن كل الأطفال الذين تم اعتقالهم والتحقيق معهم تعرضوا لأشكال مختلفة للتعذيب زادت وتيرتها منذ السابع من أكتوبر عام 2023.
وأشار قطيش الى خطر تدهور الأوضاع داخل السجون، فالأطفال باتوا معزولين بشكل كامل عن العالم الخارجي، ومحرومين من زيارات الأهالي وزيارات المحامين، إضافة الى مثولهم أمام المحاكم العسكرية دون حضور محاميهم، لافتا الى ان أفراد الأسرة أثناء الاستجواب يحضرون الجلسات عن بعد مع تصاعد فرض أوامر الاعتقال الإداري بحق الأطفال.
وقال قطيش " مع نهاية كانون أول عام 2024 اشارت مصلحة سجون الاحتلال الى وجود 300 طفل داخل السجون، من ضمنهم 112 طفلا رهن الاعتقال الإداري".
وأوضح قطيش أن الحركة العالمية تتابع خطورة هذا التصعيد وتقوم بتوثيقها والدفاع عن الأطفال خاصة امام المحاكم العسكرية الاسرائيلية بالرغم من قناعتنا بافتقادها لكل معايير المحاكمة العادلة.
وتابع "نحاول أن نكون مع الأطفال في هذه المحاكم، الى جانب تفعيل المناصرة على المستوى الدولي، ولكن للأسف أصبح واضحا ان هناك تواطئ من قبل عدد من دول العالم مع ممارسات الاحتلال بحق الأطفال وهي تشكل ضوء أخضر لاستمرار الجرائم بحقهم".
وحول تأثير العنف النفسي والجسدي على الأطفال أكد قطيش "أن الظروف التي يعيشها الأطفال الفلسطينيين لها تأثير مباشر على حالتهم النفسية وتبعات بعيدة المدى نتيجة هذه السلوكيات الهادفة لزعزعة الروح المعنوية للأطفال، فمعظم الأطفال الذين اعتقلوا بحاجة لمتابعة نفسية لتجاوز التجربة المريرة التي مروا فيها".