نائل وأرضه.. التصاق أبدي رغم الإبعاد
وطن: بين الأرض والإنسان والتاريخ تتشكل قصة الأسير نائل البرغوثي، متجذرًا في أرض كوبر شمل غرب رام الله، حيث نشأ وأحبها. هناك زرع ذكرياته وأمل الحرية، ليبقى حبه للأرض حاضرا رغم سنوات الأسر.
بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، تنقل نائل بين لحظات السعادة والوجع، بين الأرض التي يعشقها، والتاريخ الذي يعاش. كل لحظة كانت تذكره بأحلامه وآلامه على هذه الأرض، التي حملت ذكرياته.
الصور على جدران منزله تعكس فصول حياته في السجن وبعده، تبين معاناته وسعادته، وتروي قصة زواجهما وفرحتهما التي تعود مع كل لحظة لقاء.
زوجته إيمان نافع تحدثت عن الأمل والألم بعد منعها من السفر من قبل الاحتلال للقاء زوجها المقرر تحرره في الدفعة السابعة التي لا زال الاحتلال يتعنت بالافراج عنها.
تقول إيمان لوطن، "نائل كان دائمًا رافضًا للإبعاد رغم العروض المتكررة من الاحتلال، فهو رافض لفكرة الرحيل عن أرضه مهما كانت الظروف." وأضافت: "بعدما قضى نائل 33 عامًا ونصف في السجون، عُرض عليه الإبعاد في صفقة وفاء الأحرار، وتأخرت الصفقة حينها شهراً من أجل نائل، وظل موقفه ثابتًا في رفض الإبعاد."
وفيما يتعلق بمعتقلات الاحتلال، تحدثت إيمان عن لحظات صعبة عاشتها بعد إعادة اعتقال نائل مرة أخرى في عام 2014، عندما عرض عليه الاحتلال نفس العرض بالإبعاد. تقول إيمان لوطن: "رفض نائل الإبعاد مرة أخرى، وأكد موقفه عبر رسالة نقلها أسير محرر." ورغم إصراره على الرفض، أكدت إيمان أن نائل، كما هو الحال دائمًا، كان مستعدًا للتضحية من أجل الآخرين، ووافق على الإبعاد بعد أن تعهد بعدم تعطيل صفقة التبادل. هذه اللحظة كانت تعبيرًا عن تضحيته المستمرة من أجل قضية أكبر.
بينما لا يزال نائل يقبع في السجون، تعيش إيمان اللحظات الصعبة بانتظار تحرره. تقول "نائل يعيش الآن أسوأ اللحظات في السجن، فهو يعاني مثل بقية الأسرى الذين لم يتحرروا بعد، وظروفهم القاسية لا توصف. ولكن حتى في لحظة التحرر، يكون الأسير في جحيم إضافي، حيث يتعرض للتعذيب والتنكيل من الاحتلال."
إيمان تستمر في الحديث عن الأمل الذي يحيط بعائلتها، مشيرة إلى أن نائل سيعود إلى وطنه قريبًا، مؤكدة أن مطالبتهم بالحرية ستظل قائمة. تقول "نحن نعمل بجهد من أجل عودة نائل، وفي النهاية ستتحقق الحرية، إن شاء الله." تضيف "كل الأسرى الفلسطينيين يستحقون الحرية، وأملنا أن يضغط المجتمع الدولي على الاحتلال للإفراج عنهم."
كما اختتمت إيمان حديثها بالتأكيد على المبادئ الإنسانية التي يؤمن بها الشعب الفلسطيني، والدين الإسلامي الذي ينادي بالرحمة وعدم تعذيب الإنسان مهما كانت الظروف.