الشعبونية.. تقليد نابلسي يجمع نساء العائلة على مائدة الطعام
وطن: "الشعبونية" عادة نابلسية امتازت بها المدينة دون غيرها من المدن الفلسطينة منذ عقود طويلة، يحتفل بها خلال شهر شعبان، حيث يقوم رب الأسرة بدعوة النساء من صلة الرحم على مائدة الطعام، كنوع من المحبة والألفة بين العائلات.
مع زيادة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه الكثيرُ من سكان مدينة نابلس، بدأ تقليد "الشعبونية" يتلاشى تدريجياً من العادات والتقاليد، ومع مرور الزمن وتراكم التحديات الاقتصادية، تبقى هذه العادة مهددة بالزوال.
وقال المواطن أحمد أبو خميس لـوطن: إن عادة الشعبونية تكون قبل قدوم شهر رمضان، حيث يقوم الأب بعزيمة شقيقاته وبناته وعماته وخالاته على مائدة واحدة، لاسترجاع الذكريات وتقارب الود ما بين العائلات.
وبدوره قال المواطن جمال الشنتير لـوطن: إن الشعبونية تعتبر صلة رحم وجبران خاطر للأقارب، وهذه عادة منذ أكثر من 100 عام، ولا تعتبر بديلاً عن عزائم رمضان، لكن هذه العادة قلت بنسبة 60% بين الأهالي بسبب الأوضاع الإقتصادية في الأونة الأخيرة.
ونوه المواطن خضر أبو زنط لـوطن، إلى أن عزيمة شعبان"الشعبونية" تأتي توديعة لرمضان، لكن وبسبب تضيقات الاحتلال والوضع الاقتصادي تراجعت هذه العادة عن العديد من الأهالي، وباتوا يكتفون بعزيمة رمضان.
وأكدت المواطنة أم عارف لـوطن: أن الشعبونية تعمل على تقارب الأرحام بين بعضهم البعض، فهي تشهد الشعبونيات منذ أكثر من 55 عاماً، لكن هذه العادة تندثر بشكل تدريجي، منوهة بأن بعض العائلات في نابلس لا زالت متمسكة بها.
الشعبونية ليست مجرد عادة تقليدية تنقضي بانقضاء أيام شهر شعبان، بل هي صلةُ رحم حية في قلوب أهالي مدينة نابلس، تتمثل بتماسك الروابط الاجتماعية.