من وسط الدمار.. نداء عيطة تبدع في إنجاح مشروع "إبرة وخيط" في غزة
وطن: وسط الدمار والظروف الصعبة التي خلفها العدوان على قطاع غزة، نشأت قصة ترويها صاحبة مشروع "إبرة وخيط"، نداء عيطة.
بدأت قصتها قبل الحرب اي قبل ثلاثة أعوام، عندما كانت تدير وحدة "ماجدات بلادي الإنتاجية" التي ضمت 22 سيدة خريجة، معظمهن معيلات لأسرهن، وكان هدفها خلق فرص عمل وتوفير دخل ثابت للنساء في المجتمع الفلسطيني.
كانت الوحدة بمثابة تجمع ائتلافي نسائي يعمل على خطوط إنتاج رئيسية تشمل صناعة الكعك والمفتول والمربى، مما أضفى روح الإنتاجية والأمل في وقت الحصار الصعب.
لم تقتصر مسيرة نداء على العمل الميداني فقط؛ فقد عملت أيضًا كمحاضرة جامعية في غزة، مما أكسبها خبرة وشهرة أكاديمية، و حصلت على عضوية في الغرفة التجارية وملتقى سيدات الأعمال، لكن الحرب دمرت تلك الإنجازات، واستشهد العديد من أعضاء فريقها الذين كانوا جزءًا من هذه المسيرة.
رغم كل ذلك، لم تفقد نداء عزيمتها وشغفها؛ ففي آخر نزوح، قررت هي وفريقها التطوعي تقديم خدمات للمخيمات الإغاثية العاجلة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين النازحين.
من خلال جهودهم التطوعية، استطاعوا تفصيل مخيمات النزوح وتأسيس خيم تعليمية، كما تم إنشاء فرق تصنيع غذائي تابعة لوحدة "ماجدات بلادي الإنتاجية".
وفي ظل هذه الظروف، انطلقت فكرة مشروع "إبرة وخيط"، حيث جمع المشروع مجموعة من السيدات الموجودات في مخيمات النزوح، ويمتهن الخياطة، خاصة بعد أن فقدت العديد منهن مصادر رزقهن بفعل الحرب.
وقالت ابو عيطة انه في البداية، كانت الفكرة تبدو غير مقنعة عندما كانت الفكرة الأساسية تحويل البطانيات إلى ملابس، لكن بعد إنتاج أول عينة تجريبية، طلب أكثر من 15 شخصًا نفس التصميم، مما أعطى المشروع دفعة قوية للاستمرار.
ولفتت الى انها وفريقها واجهن تحديات عدة، من بينها عدم توفر الازرارّ اللازمة لإغلاق الملابس، فابتكروا بديلًا باستخدام صدف البحر ونوى البلح، لافته الى انه ايضا بدأت الخياطة يدويًا، ولكن مع ازدياد الطلب، قرروا شراء ماكينة خياطة، رغم أن الماكينة تحتاج إلى كهرباء، فشغلوا الجهاز بواسطة دراجة هوائية.
وانهت قولها انه تم اطلاق مبادرة " البطانية عليك والتصميم علينا"، حيث يتم طلب مبالغ رمزية بسيطة لدعم السيدات العاملات، وإثبات أن كل فكرة عمل تم تنفيذها تهدف إلى كسر ما يسعى له الاحتلال، وتأكيد أن الشعب الفلسطيني منتج ويستحق الحياة بكرامة.
قصة نداء عيطة تعكس روح المثابرة والإبداع لدى المرأة الفلسطينية، لتكون مثالًا يحتذى به لكل سيدة تسعى لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمعها ومواجهة الظروف الصعبه.
انتجت هذه القصة ضمن برنامج (حماية) النسوية من أجل حقوق النساء الاقتصادية "فيمباور"، بالتحالف مع 4 مؤسسات تعمل في مجال حقوق النساء في تونس ولبنان والأردن وفلسطين، الذي تنفذه في فلسطين جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع تحالف يضم 11 مؤسسة فلسطينية، وبشراكة إعلامية مع شبكة وطن الإعلامية.