مع اتساع نطاق عدوان الاحتلال على جنين.. مخاطر الموت المُحدق بمرضى القلب والأعصاب وأمراض الجهاز التنفسي تتصاعد في ظل نقص الأدوية
وطن: يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة وجنين ومخيمها، منذ الحادي والعشرين من كانون ثاني الماضي، وذلك في إطار عملياته العسكرية الوحشية على شمال الضفة الغربية المُحتلة، ويتعمد ضرب مقومات الحياة الانسانية الأساسية، وتدمير البُنية التحتية الحيوية، ما تسبب بتفاقم الأزمة الانسانية، لا سيّما مع إعلانه أن عدوانه على مدينة ومخميها متواصلٌ دون سقوف زمنية.
- نزوحٌ قسري في ظروف قاهرة
ومع استمرار العدوان الوحشي وإضطرار مُعظم العائلات للنزوح قسراً من مخيم جنين، تلوح نُذر كارثة انسانية، ويتصاعد خطرٌ محدقٌ بالمرضى من أفراد العائلات النازحة قسراً، خاصة مرضى القلب والأعصاب والأمراض التنفسية.
رئيسة جمعية بصمة خير في جنين ريما دلبح، توضح أن عديد العائلات اضطرت للنزوح في ظروف قاهرة، دون أخذ المُستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لأفرادها المرضى، وتقول في حديثها لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن أكثر المُناشدات التي تصل إلى طواقم الجمعية والجمعيات والمؤسسات الشريكة، تتعلق بتوفير الأدوية لمرضى القلب والأعصاب، وأمراض الجهاز التنفسي، بما فيها بخاخات الربو وأجهزة التبخيرة وغيرها.
- الحصار الظالم المفروض على جنين أدى إلى تراجع حجم الاستجابة المُجتمعية للمُناشدات
وتشير إلى أن الحصار الظالم المفروض على مدينة جنين ومُخيمها، والاقتحامات المُتكررة منذ السابع من أكتوبر 2023، أدت إلى تراجع حجم الاستجابة المُجتمعية للمُناشدات، نظراً لتراجع دورة الأعمال وتراجع المصالح الاقتصادية، جراء الحصار الخانق والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع الاستجابة إلى مستويات ما دون المُستويات الاعتيادية.
وتتساءل دلبح عبر "وطن"، ما الذي يمنع تضمين أدوية القلب والأعصاب وأمراض الجهاز التنفسي، في سلة دعم صمود العائلات النازحة قسراً؟ خاصة وأنها أدوية مرتفعة التكلفة وأن نقصها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، ولماذا لا يتم تأمينها ولو بالحد الأدنى في مديرية صحة جنين.
- مُناشداتٌ لوزارة الصحة لمعالجة نقص الأدوية لمرضى القلب والأعصاب والجهاز التنفسي من أفراد العائلات النازحة قسراً من مخيم جنين
وتُناشد وزارة الصحة لمعالجة نقص الأدوية لمرضى القلب والأعصاب والجهاز التنفسي، وتأمينها لمُستحقيها في مديرية صحة جنين على وجه السرعة، في ظل اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي على محافظة جنين، وتراجع القدرة المادية للعائلات النازحة قسراً، جراء استمرار العدوان.
من جهة أخرى تُشير ضيفتُنا إلى صعوبة تنفيذ التدخلات الانسانية الطارئة، نظراً للظرف الأمني والميداني المُعقد، ومخاطر الحركة وصعوبة الوصول إلى العائلات العالقة داخل مخيم جنين، وذلك مع تكرار حوادث إطلاق النار من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على مُسعفي الهلال الأحمر، وعلى الفرق العاملة في المجال الانساني، ومنعهم من تأدية عملهم الانساني.
- غيابٌ كامل لخُطط الطوارئ المُستجيبة لاحتياجات المرضى في محافظة جنين
ومع اتساع نطاق العدوان مكانياً وزمانياً من جهة، ونقص الأدوية من جهة أخرى، تتصاعد مخاطر الموت المُحدق بمرضى القلب والأعصاب وأمراض الجهاز التنفسي، وحول ذلك تقول دلبح: "نُحذر من كارثة انسانية، جراء بقاء الحال على ما هي عليه، وعدم السعي جدياً لمعالجة نقص الأدوية الخاصة بمرضى القلب والأعصاب وأمراض الجهاز التنفسي، ونخشى من تفاقم الحالة الصحية لهؤلاء المرضى إلى حدود خطيرة، إذ يُشكل نقصها خطراً حقيقياً على حياتهم، وفرصتهم في النجاة والبقاء".
وفي ختام حديثها تطرح دلبح التي عملت منذ سنوات طويلة ولا تزال في المجال الانساني، ومجال الخدمات العلاجية والانسانية للأشخاص ذوي الإعاقة في جنين، تساؤلاً مُهماً حول غياب خُطط الطوارئ المُستجيبة لاحتياجات مرضى القلب والأعصاب وأمراض الجهاز التنفسي في محافظة جنين، التي تتعرض لاعتداءات إسرائيلية مُتكررة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتُشدد على ضرورة تحمل وزارة الصحية لمسؤوليتها الحكومية والانسانية والأخلاقية تجاه المرضى من أفراد العائلات النازحة قسراً من مخيم جنين.