بعد أسبوعين على ارتفاع أسعار بعضها وانهيار أسعار بعضها الآخر

ثلاثة أسباب لعودة أسعار الخُضار إلى الاعتدال في الأسواق المحلية، ما هي؟

08.02.2025 06:39 PM

وطن: عادت أسعار الخُضار في الأسواق المحلية إلى الاعتدال، وذلك بعد مرور نحو 3 أسابيع على ارتفاع بعضها وانهيار بعضها الآخر، إذ شهدت بعض أصناف الخُضار مثل الخيار والكوسا ارتفاعات قياسية ومجنونة خلال الفترة الماضية، وتراوحت أسعار كيلو الخيار بين 10 – 12 شيكلاً، بينما ترواحت أسعار كيلو الكوسا بين 12 – 15 شيكلاً قبل نحو أسبوعين، وبالمقابل شهدت أسعار بعض أصناف الخُضار الموسمية مثل الزهرة والملفوف والحمضيات انهيارات كبيرة، حيث لم يتجاوز سعر الكيلو الواحد من هذه الأصناف حاجز الشيكل الواحد، وأكثر من ذلك رصدت نشرة وطن الاقتصادية عزوف مزارعي الجفتلك وغيرها من مناطق الأغوار عن جني ثمار هذه المحاصيل، جراء انهيار أسعارها في الأسواق.

- أسعارُ بعض أصناف الخضار شهدت انهيارات مُتتالية، نظراً لوفرتها إلى حد الطفرة في أسواق الخُضار المركزية
ويُعزى ذلك إلى 3 أسباب رئيسية، يوضحها مدير سوق الخضار المركزي في بيتا، أحمد بني شمسة، في المقام الأول يُرد ذلك إلى زيادة العرض وقلة الطلب، مشيراً إلى وفرة المُنتجات الزراعية في الأسواق المركزية حالياً مع تراجع الطلب نظراً لتراجع القدرة الشرائية لدى عموم الأسر الفلسطينية جراء الظرف السياسي والاقتصادي الراهن، رغم اعتدال الأسعار.

ويضيف: "ترتفع أسعار الخُضار الموسمية مثل الملفوف والزهرة في بداية المواسم الزراعية فقط، نظراً لارتفاع الطلب وقلة العرض، ثم تعود إلى الاعتدال في مُنتصف الموسم"، موضحاً أن أسعارها شهدت انهيارات مُتتالية نظراً لوفرتها إلى حد الطفرة في أسواق الخُضار المركزية.

- حصارُ غزة .. يؤدي إلى تراكم كميات الانتاج الزراعي من الضفة في أسواقها
وفي المقام الثاني يقول بني شمسة إن الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، أدى إلى تراكم كميات الانتاج الزراعي من الضفة في أسواقها، وحرمان وتعطيش أسواق القطاع، ما تسبب بخسائر فادحة تكبدها مزارعو الضفة على مدار أشهر العدوان الإسرائيلي على غزة.

- قيود الحركة في الضفة وضعف القدرة الشرائية تُكبد المزارعين والتُجار خسائر فادحة 
وفي حديثه لـ"نشرة وطن الاقتصادية"، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، يشير بني شمسة إلى السبب الثالث الذي تسبب بخسائر فادحة للمُزراعين ودفع أسعار الخُضار إلى الانهيار، ويتمثل بتشديد قيود الحركة على الأفراد والبضائع في الضفة الغربية.

وفي سياق حربها على اقتصاد الضفة، تنصب "إسرائيل" نحو 900 حاجز عسكري تُقطع من خلالها أوصال الضفة المُحتلة، وتتسبب بعرقلة حركة الأفراد والبضائع.

وحول ذلك يؤكد بني شمسة أن قيود الحركة تؤثر على انسابية وتدفق المُنتجات الزراعية من المزارع إلى أسواق الخضار المركزية، ومن أسواق الخُضار المركزية إلى أسواق الخُضار الفرعية في المحافظات الأخرى، وإلى كبار تُجار التجزئة.

ويُشير إلى أن العدوان الإسرائيلي المُتواصل على جنين للأسبوع الثالث على التوالي، تسبب بعرقلة تدفق الخُضار إلى أسواق جنين، أضف إلى ذلك الحصار المُشدد على مدينة نابلس وغيرها من مدن وبلدات الضفة المُحتلة.  

ويقول إن الأوضاع الحالية تسببت بتراكم المُنتجات الزراعية في الأسواق المركزية، موضحاً أن التُجار يواجهون صعوبات كبيرة في الحركة والتنقل، وأدى ذلك في عديد الحالات إلى تلف الكميات قبل الاستلام.

- مُناشداتٌ لتسهيل وصول المُنتجات الزراعية من الضفة الغربية إلى أسواق قطاع غزة
ويُناشد عبر "وطن" المؤسسات الدولية التي يتُشرف على تسيير المُساعدات الانسانية لقطاع غزة، لتسهيل وصول المُنتجات الزراعية من الضفة الغربية إلى أسواق قطاع غزة، بما يُساهم بإغاثة أبناء وبنات الشعب الفلسطيني في غزة من جهة، ويُساهم بعلاج أزمة وفرة المُنتجات الزراعية إلى حد الطفرة في أسواق الضفة، ويحافظ على أسعارها من الانهيار، ويُجنب المزراعين المزيد من الخسائر.

تصميم وتطوير