الإرادة طريق الى الإدارة.. ميس فحماوي أول امرأة ترأس غرفة تجارية صناعية وزراعية في الضفة الغربية

08.02.2025 01:32 PM

وطن: ما بين الارادة والادارة ومن مدينة طولكرم وشوارعها النابضة بالحياة، بدأت ميس فحماوي رحلتها المهنية قبل ثلاثة عشر عامًا لتصبح اول امرأة ترأس غرفة تجارة وصناعة وزراعية بالضفة الغربية.

لم يكن الأمر مجرد وظيفة في غرفة تجارة وصناعة طولكرم، بل كانت بداية قصة لإمرأة أرادت أن تترك أثرها في عالم لطالما كان يُنظر إليه كمجال رئيسي للرجال، لكنها أثبتت لنفسها وللمجتمع أن النساء يستطعن.

تنقلت ميس بين عدة مناصب، حيث شغلت منصبًا إداريًا لمدة أربع سنوات، قبل أن تتولى مهام مديرة الغرفة قبل عام ونصف، حيث لم يكن هذا التعيين مصادفة، بل جاء نتيجة إجماع من مجلس الإدارة الذي عرف ميس ليس فقط كموظفة إعلام ناجحة ومسؤولة عن ملف المرأة، بل كقائدة حقيقية تمتلك رؤية وشغفًا للتغيير وقدرة عالية على الادارة والقيادة.

تقول ميس "أنا أستمتع بعملي، خصوصًا عندما يجمع بين الجانبين المكتبي والميداني. الإنسان هو من يضيف للمهنة التي يعمل بها، وليس العكس، وكانت فترة تكليفي كمديرة مليئة بالتحديات، خاصة إنتقال كل الأعباء  المترتبه خلال أزمة جائحة كورونا.

ووصف المرحلة "كانت فترة صعبة مليئة بالأعباء، لكننا تحدّينا الصعاب وتعلمت أن الإدارة ليست فقط عن اتخاذ القرارات، بل الاهتمام بالتفاصيل، تمامًا كما أفعل في منزلي. هذا ما يميز النساء في الإدارة؛ نحن نولي اهتمامًا بكل صغيرة وكبيرة."

ميس لم تتخلَ عن نهجها الذي آمنت به دائمًا، بأن المدير يجب أن يكون صديقًا لكل الموظفين، رغم الصعوبات والمعيقات، خاصة كونها امرأة في منصب قيادي وسط بيئات مختلفة، إستطاعت أن تخلق مساحة من الاحترام المتبادل والقدرة على الأخذ والعطاء مع الجميع، بغض النظر عن التحديات.

كونها أول امرأة تدير غرفة تجارة وصناعة في الضفة الغربية لم يكن أمرًا سهلًا. لقد حملت على عاتقها مسؤوليات متعددة، ليس فقط في إدارة العمل اليومي ولكن أيضًا في أن تكون نموذجًا ناجحًا للمرأة الفلسطينية.

أرادت ميس أن تثبت أن المرأة قادرة على القيادة بكفاءة، وأن تجربتها ستكون مصدر إلهام للنساء اللواتي يسعين للوصول إلى مواقع صنع القرار.

تقول ميس بفخر "وجودي في هذا المنصب حافز للسيدات، ورسالة قوية بأن بإمكانهن إثبات وجودهن في الغرف التجارية والمراكز القيادية، ونحن نعمل على تمكين النساء، ليس فقط بالكلام، بل من خلال أنشطة توعوية شجّعت الكثيرات على تسجيل أعمالهن رسميًا، مما زاد من نسبة المنتسبات إلى الغرف التجارية خلال السنتين الأخيرتين."

لم يكن طريقها سهلا بل مكللا بالصعوبات، لكنها وجدت دعمًا كبيرًا من محيطها، الذي لطالما نظر إليها بنظرة اعتزاز وفخر. وهذا الدعم منحها القوة للاستمرار، وهو ما تحاول نقله إلى الأخريات من خلال رسائلها الملهمة.

ووجهت في نهاية حديثها برسالتين "رسالتي للجميع: إدعموا المرأة. دعمكم لها هو دعم لأمكم، أختكم، وابنتكم. صلاح المجتمع يكمن في التوافق بين الرجل والمرأة، لأن الكفاءة موجودة لدى الطرفين ويجب استغلالها."

ورسالة للنساء لا تيأسن كُنّ داعمات لبعضكن البعض، وكل سيدة في موقع صنع قرار يجب أن تدعم الأخريات، قوتنا في تضامننا."

ميس  قصة نجاح وإرادة وعزيمة، ليس لتكون فقط مديرة لغرفة تجارة وصناعة وزراعة، بل قدوة لكل فلسطينية حالمة وتحلم بتغيير واقعها وصنع مستقبل أفضل.

انتجت هذه القصة ضمن برنامج (حماية) النسوية من أجل حقوق النساء الاقتصادية "فيمباور"، بالتحالف مع 4 مؤسسات تعمل في مجال حقوق النساء في تونس ولبنان والأردن وفلسطين، الذي تنفذه في فلسطين جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع تحالف يضم 11 مؤسسة فلسطينية، وبشراكة إعلامية مع شبكة وطن الإعلامية.

تصميم وتطوير