الصالحي لوطن: ترامب يريد تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير والتطهير العرقي، وما طرحه قد يؤسس لانتفاضة عالمية ضد الهيمنة الأمريكية
ندعو لتشكيل لجان شعبية على نطاق واسع تقود حملة التصدي لخطة ترامب - نتنياهو وتتواصل مع حركة شعبية عربية ودولية ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية
الولايات المتحدة تقود عملية تفكيك الإجماع الدولي بشأن حل القضية الفلسطينية
مواجهة المشروع الامريكي لا تكمن بالرفض الفلسطيني والعربي والدولي فقط، وانما بالإصرار على تحقيق الحل الفعلي للقضية الفلسطينية
حزب الشعب بحث مع القوى الفلسطينية وقدم تصورا لمواجهة التهجير والضم، والاستثمار في التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية
خطة ترامب قد تقطع الطريق على استمرار صفقة التبادل، وأمريكا وإسرائيل تريدان ممارسة أكبر قدر من الابتزاز لتنفيذها
يجب بلورة استراتيجية فلسطينية للتعامل مع ما يجري في الضفة الغربية، تعلي شأن المقاومة الشعبية ضد الاحتلال على غرار ما تم في اجتماع الأمناء العام عام 2019
المدخل الأكثر واقعية للحالة الداخلية يتمثل بالتوافق على تطوير وتعديل الحكومة الحالية لتصبح حكومة توافق وطني
طلبنا من الرئيس عباس الدعوة لاجتماع عاجل وفوري للأمناء العامين للفصائل، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
ترامب بخطته الاستعمارية وبعكس ما يريد، وحد العالم لصالح الشعب الفلسطيني،
الولايات المتحدة اختارت طريق البلطجة الدولية وتنفيذ الاستعمار بأساليبه الوقحة لتصفية القضية الفلسطينية
عنصر القوة الذي يعتمد عليه ترامب ونتنياهو هو استمرار الوضع المأساوي في قطاع غزة ومنع إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات وتكرار هذا النموذج في الضفة
هناك امكانية عربية ودولية لإفشال خطة ترامب، خاصة ان تداعياتها لا تقتصر على الفلسطينيين فقط
رام الله – وطن: أجمعت ردود الفعل الفلسطينية، على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وفق برنامج وطني، واستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، لمواجهة المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، والتي كان آخرها خطة ترامب الرامية لتهجير قطاع غزة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" عبر شبكة وطن الإعلامية إن الرئيس ترامب يريد جعل قضية التهجير والتطهير العرقي في مركز معالجة الموضوع الفلسطيني، استكمالا لحرب الإبادة الجماعية التي مارسها في قطاع غزة، والتي تمتد إلى الضفة الغربية.
وأضاف الصالحي ان كلمة السر في مخططات ترامب ونتنياهو، وسلوكهما القادم هو تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، فالولايات المتحدة لم تعد متواطئة وداعمة أساسية لإسرائيل فقط، بل باتت تمسك بزمام الأمور بتبنيها خطة التهجير وإنهاء الاونروا، بينما تواصل إسرائيل احتلال غزة وتصفية القضية الفلسطينية وضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها.
ولفت الصالحي ان الولايات المتحدة الأمريكية تقود عملية تفكيك الإجماع الدولي بشأن القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الأمم المتحدة وفي مركزها الدولة الفلسطينية، وإعادة صياغة حل القضية الفلسطينية وفقا للمنظور الأمريكي الإسرائيلي.
وأكد الصالحي أن مواجهة المشروع الامريكي لا تكمن في الرفض الفلسطيني والعربي والدولي له فقط، وانما المسارعة في التمسك في الحل الفعلي للقضية الفلسطينية ومشروعنا الأساسي وهو إنهاء الاحتلال، واستقلال دولة فلسطين، وحق العودة، وعدم الانخداع بما أطلقه ترامب بحيث يصبح همنا كفلسطينيين كيف يتراجع ترامب عن خطته فقط وكيف يبدأ العالم بالتعامل مع حلول وسط مع مشروع ترامب.
وحول الرؤية الفلسطينية الشاملة وأهمية الحوار الوطني في هذا التوقيت، أكد الصالحي أن حزب الشعب بحث مع القوى الفلسطينية المختلفة ذلك، وقدم تصورا لمتطلبات هذه الخطة التي في مركزها مواجهة التهجير والضم، والاستثمار في حالة التضامن الدولي الواسع مع القضية الفلسطينية، وتقدير المعاناة والتضحيات الهائلة التي قدمت في إطار مشروعنا المركزي بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
ولفت الصالحي الى ضرورة معالجة العديد من المسائل التي طرحها حزب الشعب وتتمثل بالتمسك بتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا ان خطة ترامب قد تقطع الطريق على استمرار صفقة التبادل، خاصة ان أمريكا وإسرائيل تريدان ممارسة أكبر قدر من الابتزاز في إجراءات تنفيذها، بغية التوصل الى اتفاق تطبيع مع السعودية التي أعلنت موقفا جريئا وصريحا برفضها هذه الخطة.
ولفت الصالحي ان إسرائيل والولايات المتحدة تريدان جعل التطبيع، مقابل إتمام صفقة التبادل بمراحلها القادمة، مشيرا الى ضرورة التمسك بتنفيذ الأجزاء الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية، وانسحاب الاحتلال من غزة، وألا يستمر أي تفاوض فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة خارج إطار صيغة فلسطينية موحدة وعلى منظمة التحرير الفلسطينية تحقيق ذلك.
ولفت الصالحي الى ضرورة ايجاد استراتيجية فلسطينية موحدة للتعامل مع ما يجري في الضفة الغربية، تعلي شأن المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وطرح نوع من التهدئة في الجانب المسلح وضرورة وقف الاستيطان مؤكدا أهمية وجود حكومة توافق وطني في الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار التعديل على حكومة الدكتور محمد مصطفى.
وأضاف الصالحي ان المدخل الأكثر واقعية للحالة الداخلية يتمثل بتطوير الحكومة الحالية لتصبح حكومة توافق وطني، مؤكدا ان حزب الشعب يريد بدء الحوار مع القوى المختلفة في ظل وجود انفتاح لدى الجميع على هذه القضايا.
وحول الخطوات العملية الواجب اتخاذها على الصعيد الداخلي، قال الصالحي "من المهم أن يدعو الرئيس أبو مازن لاجتماع عاجل وفوري للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لبلورة مبادرة سياسية لمواجهة كل التحديات، وبالإمكان القيام بذلك خاصة أنه في عام 2019 عندما طرح ترامب صفقة القرن تم هذا الإجراء، واتفق آنذاك على مواجهتها وضرورة الاستثمار في المقاومة الشعبية كوسيلة أساسية للعمل بها في الضفة الغربية، وسحب الذرائع الأمريكية والإسرائيلية في ملف الانقسام، والتقدم للمجتمع العربي والدولي بخطة فلسطينية موحدة في هذه الاتجاه، خاصة أن الأطراف الفلسطينية جميعا باتت تدرك الآن حجم المخاطر وعدم إمكانية استمرار حالة الانقسام.
وتابع الصالحي "وجهنا في حزب الشعب والجبهة الديمقراطية وحزب فدا يوم أمس دعوة للرئيس عباس، للدعوة الطارئة لاجتماع للجنة التنفيذية برئاسته لبحث هذه المخاطر وتوحيد الساحة الفلسطينية، مؤكدا أهمية التنسيق والتوافق مع الأردن ومصر والسعودية والعالم العربي" مضيفا "كلما كان هناك وحدة موقف فلسطيني وانجاز صيغة سياسية موحدة، كلما تعزز الموقف الفلسطيني."
وأكد الصالحي "أن تحقيق أي إنجاز سياسي بمعزل عن توحيد الساحة الفلسطينية هو وهم"، محذرا "أن نقطة الضعف في أي تحرك سياسي فلسطيني هي حالة الانقسام، وغياب الوحدة الفلسطينية رغم وجود التناقضات والتباينات، التي لا يجب أن تشكل عائقا أمام قضايا وعناصر رئيسية تستوجب وحدة الموقف الفلسطيني".
وأضاف الصالحي "هناك أولوية كبيرة جدا لعدم وضع أي فيتو على أي طرف فلسطيني، او على اي قضية مطروحة للنقاش، وان نبدأ من القضايا المتفق عليها لتنقلنا إلى تطبيق اتفاقات المصالحة وآخرها بكين وبناء آليات متدرجة لذلك".
وحول المواقف الدولية الرافضة لخطة ترامب قال الصالحي "أن ترامب دون ان يقصد وحد العالم لصالح الشعب الفلسطيني، حتى أن نواب في الكونغرس عارضوا هذا المقترح، بينما نجد ان الطرف الوحيد الذي رقص طربا له هو سموتريتش وبن غفير ونتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل".
وتابع الصالحي " رغم كل الرفض الدولي، الا ان الولايات المتحدة اختارت طريق البلطجة الدولية وتنفيذ الاستعمار بأساليبه الوقحة التي تغافل عنها العالم لسنوات طويلة، اذ ان ترامب بات يهدد الآن الجميع، بما يملكه من وسائل ضغط على كل الأطراف الدولية"، مشيرا ان هذه ليست أول مرة تطرح قضية التهجير وقد وأدها الشعب الفلسطيني في مهدها في نضالات طويلة
وأضاف الصالحي "نحن في حزب الشعب والحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1955 تصدينا بشكل مباشر لمشروع التوطين الذي طرح في حينه في سيناء وأفشلناه بالتعاون مع القوى الموجودة في ذلك الوقت، وذات الأمر عندما طرح مشروع جونستون للتوطين تم افشاله رغم دعمه من قبل أطراف دولية وكان بالنسبة لنا قضية التهجير والتوطين في جوهر القضية فالشعب الفلسطيني لا يخشى ترامب ولا غيره وكفيل بإفشال كل مخططات التهجير".
وحول أهمية مواجهة المخطط من خلال تعزيز صمود المواطنين، أكد الصالحي أن عنصر القوة التي يعتمد عليها ترامب ونتنياهو هو استمرار الوضع المأساوي القائم في قطاع غزة لمنع إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات واستمرار المعاناة الإنسانية ونقلها إلى الضفة الغربية.
ولفت الصالحي ان الحرب الاسرائيلية العدوانية على غزة ولبنان وسوريا استخدمت عقيدة متجددة وهي الابادة الجماعية ضد المدنيين لكسب الحرب وتجفيف الحاضنة الشعبية للمقاومة، وللرد على ذلك يتطلب تعزيز الصمود، بتوحيد الموقف الفلسطيني، والإرادة السياسية الموحدة، والتخفيف من المعاناة، وإعادة بناء حالة الصمود وفقا للواقع القائم سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.
وأوضح الصالحي ان الخطة التي يجب أن توضع هي كيفية تعزيز صمود الناس ومواجهة التهجير ومواجهة سنوات أربع من حكم ترامب، ربما يكون عنوانها الرئيسي بالنسبة لأمريكا وإسرائيل هو تصفية القضية الفلسطينية وفرض التطبيع والهيمنة على المنطقة.
ودعا الصالحي للعمل مع كل المبادرات الشعبية الفلسطينية، وتشكيل لجان شعبية لمواجهة التهجير والاستيطان في كل مكان، وأن تأخذ النقابات والمؤسسات المهنية دورها في بناء حالة تضامن وعمل مشترك مع نظيراتها في الدول العربية والعالمية، وإشعال انتفاضة شعبية واسعة لمواجهة هذا المشروع بالتفاعل الحي مع القوى الشعبية العربية والدولية.
وأضاف الصالحي ان "هناك امكانية عربية ودولية لإفشال خطة ترامب، خاصة ان تداعياتها لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، اذ أن هناك خطة للهيمنة على المنطقة باستخدام إسرائيل كقوة غاشمة، وقوة مفرطة ضد المدنيين وتدمير الجيوش والدول وفرض التطبيع بالقوة.
ولفت الصالحي ان ما طرحه ترامب قد يؤسس لانتفاضة عالمية ضد الهيمنة الأمريكية، فالقضية الفلسطينية أصبحت قضية دولية والرأي العام العالمي متعاطف معنا، ولذلك علينا النضال لأجل كل الحقوق لقلب الطاولة على نتنياهو وحكومته وعلى الولايات المتحدة وإدارتها العنصرية الفاشية