السفير السابق مروان الطوباسي لوطن: خطة ترامب لتهجير غزة هي امتداد للفكر الصهيوني للسيطرة على فلسطين التاريخية ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى"

06.02.2025 01:12 PM

خطة ترامب لتفريغ غزة من سكانها ليست مفاجئة، وهي تعكس توجهاته الفكرية

خطة ترامب ستفشل بفضل صمود الشعب الفلسطيني والمواقف الدولية الرافضة لها

تأجيل انسحاب جيش الاحتلال من لبنان، والتوغل سوريا جزء من ترتيبات تركية-إسرائيلية-أمريكية لتغيير النظامين السياسي والجغرافي في منطقة الشرق الأوسط

ترامب رجل خطر على الأمن والسلم الدوليين

مصالح الولايات المتحدة تتركز في معاداة حضارات الشرق مثل روسيا والصين

مشروع ترامب يعتمد على العقلية التجارية وصفقات الاقتصاد

ترامب يسعى لمواجهة قضايا لم تُحسم منذ الحرب العالمية الأولى، خاصة فيما يتعلق بخطوط النفط والغاز.

ترامب يهدف للسيطرة على مسارات النقل البحري والتجاري الدولي

يجب توسيع دائرة اتخاذ القرار الفلسطيني ضمن إطار منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني

يجب عقد مؤتمر وطني شامل للحوار ، وتصويب عضوية المجلس الوطني ودعوته للانعقاد بشكل سريع، وعدم التهرب من الاستحقاقات الديمقراطية

هناك ضرورة لتصويب الوضع الفلسطيني داخليًا لمواجهة التحديات الخارجية 


على حماس تغليب البعد الوطني، ومغادرة إطار حركة الإخوان المسلمين، والانضمام إلى منظمة التحرير

 


رام الله -  وطن: تتفاعل المواقف والتصريحات مع ما طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطة لتهجير قطاع غزة، وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية عليه.

وتعقيبا على الخطة الأمريكية، قال الكاتب السياسي وسفير فلسطين السابق في اليونان مروان طوباسي إن هذه الرؤية (تهجير قطاع غزة) ليست وليدة الصدفة، بل هي امتداد للفكر الصهيوني الذي تأسس في الولايات المتحدة قبل وعد بلفور، وهو هدف تسعى الحركة الصهيونية لتحقيقه عبر مراحل واستراتيجيات مدروسة تتوافق مع رؤية المسيحيين الصهيونيين.

وأضاف طوباسي أن موضوع تهجير الفلسطينيين وتحديدا من قطاع غزة ليس جديدًا، مشيرًا إلى خطة "جونستون" في خمسينيات القرن الماضي التي هدفت لتهجير الشعب الفلسطيني، خاصة من قطاع غزة، وقد شهد التاريخ الفلسطيني عدة مراحل من التهجير القسري، بدءًا من النكبة الأولى عام 1948، ولاحقًا في نكسة عام 1967، حيث هُجر حوالي 300 ألف فلسطيني قسرًا إلى الأردن.

وأوضح طوباسي أن الهدف من هذه السياسات هو السيطرة على فلسطين التاريخية ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي لا يستهدف حقوق الشعب الفلسطيني فقط، بل يمتد ليشمل أراضي دول عربية مجاورة مثل الأردن ولبنان وسوريا، كما تظهر في الخرائط التي أعلنتها الحركة الصهيونية.

وأكد طوباسي أن تأجيل انسحاب جيش الاحتلال من لبنان، والتوغل في الأراضي السورية بعد الغزو وإسقاط النظام جزء من ترتيبات تركية-إسرائيلية-أمريكية لتغيير النظامين السياسي والجغرافي في منطقة الشرق الأوسط.

ولفت طوباسي إلى أن تنفيذ المشروع الأمريكي – الإسرائيلي يتطلب تهجيرًا قسريًا يتم تسويقه كخيار طوعي وفق التفسيرات الأمريكية، وهو ما يخدم أهداف افشال المشروع الوطني الفلسطيني، وتعزيز الفصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يخدم مشروع إقامة "الكانتونات" في الضفة الغربية دون القدس، خاصة بعد اعتراف ترامب بها عاصمة موحدة "لإسرائيل" وضم مساحات كبيرة من الضفة لتصبح مرتبطة أمنيًا وإداريًا مع إسرائيل، مع ترتيب تنسيق أمني مع الأردن.

وأشار طوباسي إلى أن خطة ترامب لتفريغ غزة من سكانها ليست مفاجئة، إذ تعكس توجهاته الفكرية التي ظهرت منذ خطابه الأول عند تنصيبه رئيسًا، والذي وصف بأنه يشبه خطاب هتلر عام 1933 عندما كانت ألمانيا تمر بأزمة خانقة، مشيرًا إلى وجود ظروف مشابهة لتلك الظروف في الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بخطة التهجير التي طرحها ترامب، أكد طوباسي أن التاريخ الأمريكي مليء بالجرائم ضد شعوب العالم، مشددًا على أن الرئيس الأمريكي لا يحدد مسارات السياسات الداخلية والخارجية بمفرده، بل تُرسم هذه السياسات من قبل "الدولة العميقة" التي توازن بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، موضحا أن الحزب الديمقراطي في عهد بايدن كان شريكًا في حروب إبادة ضد شعوب أخرى.

وأكد طوباسي أن الحزب الجمهوري يختلف في كيفية تنفيذ الرؤية الأمريكية القائمة على الهيمنة والفوقية. واعتبر أن ترامب رجل خطر على الأمن والسلم الدوليين.

ولفت الى ان ترامب طرح صفقة القرن في ولايته الأولى، والتي قوبلت برفض فلسطيني واسع، ليعود في ولايته الثانية لطرح هذه الصفقة مجددًا، لكن مع اختلاف في كيفية التنفيذ، حيث يُعتبر التهجير القسري مدخلًا رئيسيًا لتنفيذها.

وأضاف أن مصالح الولايات المتحدة تتركز في معاداة حضارات الشرق مثل روسيا والصين، معتبرًا أن إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن هذه المصالح، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تُعد أكبر دولة دينية في العالم، مشيرًا إلى أن الحرب الأهلية التي اندلعت فيها نتيجة خلافات على تفسيرات إنجيلية، وهي تشبه القاعدة الأساسية لدعم ترامب من قبل الإنجيليين الجدد والمسيحيون الصهيونيون.

وأشار طوباسي إلى أن مشروع ترامب يعتمد على العقلية التجارية وصفقات الاقتصاد، حيث يسعى لمواجهة قضايا لم تُحسم منذ الحرب العالمية الأولى، خاصة فيما يتعلق بخطوط النفط والغاز.

وذكر أن ترامب يهدف للسيطرة على مسارات النقل البحري والتجاري الدولي، ويتحدث عن مشاريع مثل قناة بن غوريون وربط ميناء حيفا بمومباي في الهند، وهي مشاريع تعارضها روسيا والصين.

وأوضح أن الولايات المتحدة لا تكترث بالقانون الدولي ولا بالقانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى للانسحاب من العديد من المعاهدات الدولية، واعتبر أن هذه السياسة الانعزالية التي يتبناها الحزب الجمهوري تقوم على مبدأ الحروب الاقتصادية، في محاولة للخروج من أزمة النظام الرأسمالي العالمي.

وشدد طوباسي على أن تصريحات ترامب أثارت تنديدات دولية ومنها امريكية، خاصة بعد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في غزة.

وأكد أن هذه خطة ترامب ستفشل بفضل صمود الشعب الفلسطيني والمواقف الدولية الرافضة لها، مشيرًا إلى أن ترامب وضع نفسه في عزلة عن المجتمع الدولي، مما يسهل عزل السياسات الأمريكية.

اما بالشأن الفلسطيني دعا طوباسي إلى توسيع دائرة اتخاذ القرار الفلسطيني ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، مؤكدًا الحاجة لتجديد المنظمة وتطوير قدراتها وتعزيز الديمقراطية لتحقيق الوحدة الوطنية.

كما دعا لعقد مؤتمر وطني شامل للحوار، حيث يستمع القادة لرأي الشعب ويتحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية.

وأشار إلى ضرورة تصويب عضوية المجلس الوطني الفلسطيني ودعوته للانعقاد بشكل سريع، وعدم التهرب من الاستحقاقات الديمقراطية.

وأكد طوباسي أهمية الموقف العربي الموحد الرافض لخطة ترامب، مشددًا على ضرورة استثمار هذا التضامن الدولي.

وأشار إلى أن سياسات ترامب تعكس حالة من التخبط والأزمات الداخلية التي قد تؤدي لصراعات دولية، وهو ما لا يخدم مصالح الإنسانية أو التطور الحضاري.

ودعا حركة حماس إلى تغليب البعد الوطني، ومغادرة إطار حركة الإخوان المسلمين، والانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية لتعزيز الوحدة الوطنية، وإتاحة المجال للمنظمة لممارسة دورها في خدمة قطاع غزة وتلبية احتياجاته.

وأوضح طوباسي أن أي حركة سياسية لا تملك الحقيقة المطلقة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية استعمار استيطاني وليست مجرد قضية احتلال عسكري.

وشدد على ضرورة تصويب الوضع الفلسطيني داخليًا لمواجهة التحديات الخارجية وتوحيد الصف الوطني في مواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية.

تصميم وتطوير