فلسطين الرقمية.. انطلاقة نحو التغيير
رام الله- وطن: في غزة حرب أدت لتدمير كل مناحي الحياة، وفي الضفة حواجز ومعيقات واقتحامات تحول دون وصول المواطنين للخدمات وإنجاز معاملاتهم، وفي ظل التطورات السريعة والمتنامية في مجال الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية، بات من الضروري تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية في فلسطين.
من هذا المنطلق عقدت وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي مؤتمرَ "فلسطين الرقمية: انطلاقة نحو التغيير"، اليوم الأربعاء في رام الله، لوضع رؤية جديدة لقطاع الاتصالات والاقتصاد الرقمي، وتعرضُ فيه الواقع الحالي لقطاع الرقمنة في فلسطين.
المؤتمر استعرض واقع الرقمنة الفلسطينية في ظل التحديات السياسية والاقتصادية، مع التركيز على كيفية تسخير الرقمنة لتخطي الصعاب، والتوجه نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي، وتحسين البنية التحتية للتكنولوجيا من أجل النهوض والتطور في مختلف القطاعات.
وقال وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق النتشة لـوطن: إن المؤتمر يهدف إلى توسعه النمو التكنولوجي في مجال البنية التحتية لقطاع الاتصالات في فلسطين، فهو حاجة أساسية ومُلحة لتحقيق أهداف الحكومة في التطور، إضافة إلى ايجاد حلول للتحديات التي تواجه القطاعات وذلك من خلال مشاركة جميع القطاعات في هذا المؤتمر .
وأضاف: نجد أنفسنا أمام مسؤولية كبيرة عن تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية في فلسطين، حيث إن الاتصالات والاقتصاد الرقمي يمثلان محركين أساسيين لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق الشمول الرقمي لشرائح المجتمع كافة. مشيرا إلى أن الحكومة أنشأت منصات مهمة عززت دورها في الإغاثة، من خلال البيانات التي اعتمدت عليها المنظمات الدولية في عمليات الإغاثة.
وأوضح أن إستراتيجية الحكومة الفلسطينية للتحول الرقمي في جميع القطاعات الحكومية، بهدف تعزيز الكفاءة وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين. لافتا إلى أن أكثر من 80% من المعاملات في غزة رقمية، ما يستدعي العمل على بنية تحتية وضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في الإغاثة.
وعن خدمات الجيل الرابع والخامس أضاف النتشة، أن الحكومة منذ اليوم الأول تعمل على تحويل الملف إلى ملف دولي، للمطالبة في إنشاء بنية تحتية متطورة تدعم 5G،4G، وتم الضغط على الاحتلال للالتزام بالاتفاقيات الموقعة .
وبدوره، قال وزير الاقتصاد محمد العامور لـوطن: إن المؤتمر يعقد في ظروف صعبة تعيشها البلاد، فالرقمنة هي حاجة ماسة لخدمة القضية والتطور في عالم التكنولوجيا، الذي بسببه تنهض البلاد ويتطور اقتصادها.
ونوه وزير الحكم المحلي سامي حجاوي لـوطن، إلى توجه الحكومة الكبير في الرقمة والتطور، وذلك من خلال دعمها لتلك المؤسسات، من أجل توفير الخدمات والاتصالات الرقمية التي تسهل على المواطنين، فالتحول الرقمي يدعم الاقتصاد ويساعد على الإزدهار والابتكار للدول.
وفي ظل الدمار الكبير الذي لحق بقطاع الاتصالات بقطاع غزة استطاعات مجموعة الاتصالات الفلسطينية/ جوال، أن تسخر الرقمنة لديها على مدار 15 شهراً في ظل حرب الابادة، كما وتمكنت من التغلب على جميع الصعوبات التي حدثت.
وأكد مدير إدارة قطاع الأعمال في مجموعة الاتصالات الفلسطينية جوال ثائر أبو بكر، أن الشركة استطاعت وبكافة جهودها أن تقدم جميع خدماتها طيلة الحرب على قطاع غزة، حيث استهدف الاحتلال كافة أجهزة الاتصالات الخاصة بالشركة.
وتابع، أن الخسارة الكبيرة ليست بالمعدات وإنما كانت الخسارة بأكثر من 120 موظف وموظفة من الشباب في قطاع غزة نتيجة قصف الاحتلال لهم أثناء القيام بعملهم، وأن حجم الدمار في القطاع يفوق الوصف، ولكن بالرغم من كله هذا سنواصل العمل بكافة السبل في قطاع غزة.
وخرج المؤتمر بتوصيات عدة منها تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات بين المؤسسات المحلية والدولية، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية في الرقمنة .