الأسير المحرر علي البرغوثي.. غزة منحتنا الحياة

05.02.2025 01:48 PM

وطن: بدأ الأسير المحرر علي البرغوثي يومه الأول في الحرية بعد 22 عامًا من الأسر، بلحظة مليئة بالمعاني العميقة التي لا يمكن للكلمات أن تصفها. فطور صباحه كان بسيطًا: زيت وزعتر، ولكن هذا الطعام يحمل ذكريات لا تمحى وحنينًا لا ينتهي. تشاركه والدته تلك اللحظة، وعيناهما تتحدثان بلغة لا تحتاج إلى كلمات، مليئة بالحب والاشتياق بعد سنوات من الانتظار والمعاناة.

الأسير البرغوثي، من قرية عابود غرب رام الله، يروي لحظة تحرره لوطن، قائلاً: "لقد كانت لحظة تحرري مليئة بمشاعر متناقضة. 22 عامًا بين جدران السجن، ثم جاء نور الحرية ليعيد لي الحياة، لكن ذلك حمل أيضًا مرارة الغياب."

وأضاف أن هذه اللحظة كانت تتطلب منه إعادة اكتشاف الحياة التي فقدها طيلة سنواته، حيث حاول فهم تفاصيل الأشياء البسيطة مثل كيف تتحرك الرياح وكيف تشرق الشمس.

وقال البرغوثي لوطن، والشوق في عينيه: "بحاول أكتشف كيف الهوى بتحرك، بحاول أكتشف السماء بدون سقف"، وتابع: "سمحت لي صفقة التبادل المشرف اللي أنا كنت أحد محرريها إني أعيد استكشاف الحياة بلغة الحياة رغم إن حريتي منحت إلي بلغة الموت والاستشهاد والشهادة".

ورغم أن علي البرغوثي يعتبر تحرره تتويجًا لنضاله، إلا أنه يعبّر عن حزنه الشديد على فقدان والده، الذي توفي في 2020 بينما كان في السجن، حيث لم يتمكن من وداعه. قائلا: "كنت أتمنى أن أتمكن من إنهاء حكم المؤبد وأقبل يديه، لكن القدر كان له رأي آخر"، يقول البرغوثي لوطن.

الأسير البرغوثي، الذي تحرر ضمن صفقة تبادل الأسرى في الدفعة الرابعة يوم السبت 1 شباط 2025، كان قد اعتقل في 29 نيسان 2004، وحكمت محكمة الاحتلال عليه بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 40 عامًا.

وفي ختام حديثه لوطن، أصرّ البرغوثي على أن الأمل في الحرية سيظل حاضرًا مهما طال الظلم، مؤكداً: "الحرية قادمة لا محالة، ونحن هنا اليوم نعيش معكم بفضل الله ثم بفضل إرادتنا."

تصميم وتطوير