منذ الطفولة إلى الشباب.. الأسير المُحرر الملّح لم يًكِلُ من النضال

26.01.2025 07:27 PM

وطن: يتلمس الأسير المحرر محمد الملّح تجاعيد وجه والدته ويديها بعد "23 عاما" ورحلة طويلة من المعاناة تحمل خلالها صنوفا مختلفة من القهر والعذاب.

" أمي كانت دائما تخبرني بأنها على باقية على قيد الحياة من أجلي، وكنت قلق دائما عليها بعد أن تجاوزت الـ80 عاما وأنا بعيد عنها". قال الملّح لـوطن بعد أن اجتمع مع والدته أم نزار من جديد.

والملح من بلدة عين كينيا غرب مدينة رام اللـه، واعتقل في 1993وعمره لا يتجاوز حينها 16 عاماً، وحكم عليه بالسجن المؤبد، إضافة إلى 30 سنة، وتحرر من السجن عام 1999 عقب مذكرة شرم الشيخ.

بعد الإفراج عنه آنذاك انضم إلى "كتائب المقاومة الوطنية"، التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ليكون أحد قادة منطقة رام اللـه، وقام بتشكيل مجموعات والتخطيط لتنفيذ عمليات، فأعيد اعتقاله عام 2001، وأعيد إليه حكم المؤبد مضافاً إليه 30 سنة، ليقضي 23 عاما وما مجموعه 29 عاما في الأسر.

ورأى الملّح النور من جديد بصفقة تبادل أخرى ليتنفس الحرية رفقة 199 أسير فلسطيني عصر أمس السبت.

عذابات الأسر زادت من تمسك الملح ورفاقه الأسرى بمبادئهم الوطنية وخيار النضال على طريق الحرية.

أكد الملّح لـوطن،" تعودّنا داخل السجون أن نبني أنفسنا نضاليا بشكل سليم، إذ أن المحافظة على الذات النضالية والروح المعنوية يعتبر أمرا بالغ الأهمية للسجين الفلسطيني". مضيفا بأن الوضع في السجون بعد السابع من أكتوبر – 2023 يعتبر "جحيما"، لكن ما ثبت الأسرى وعزز صمودهم هو الإيمان بعدالة القضية وقناعة الأسير بذاته كمناضل وطني.

وأضاف الملح،" بالرغم كل المعاناة والضرب الذي وقع علينا داخل الأسر، إلا أننا عملنا على مواساة بعضنا ونحث أنفسنا على الصبر والتحمل لأن الحرية ستتم في نهاية المطاف وكنت أعتقد أنها بدأت".

وقال الملح إلى أن صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال غير مسبوقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ووجه رسالته لأهالي غزة قائلا،" قلتها في الأمس وأقولها اليوم، أنتم فوق الوصف، ولستم فقط أسطورة بل فوق الأسطورة".

وفي السياق، قالت نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ماجدة المصري لـوطن،" هنيئا لرفيقنا محمد عضو القيادة المركزية ولجميع الأسرى والأسيرات وأمهاتهم وللشعب بالحرية، وأتوجه بالتحية لشعبنا العظيم في غزة ومقاومته الباسلة الذي دفع ضريبة كبرى من حياة أبنائه واستقراره وتعرض لإبادة من الاحتلال".

وأكد مسؤول الإعلام المركزي للجبهة الديمفراطية لتحرير فلسطين في الضفة رباح جبر لـوطن، على أن تحرر الأسرى من سجون الاحتلال تشكل بمثابة رسالة للعالم بأن الحرية الفلسطينية آتية لا محالة مهما بلغ الثمن، وذلك بصمود المقاومة وحاضنتها الشعبية.

وأشار عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رمزي رباح خلال حديثه لـوطن، إلى أن استقبال الأسرى ومن بينهم الملح كان يوم مشهودا، ويعتبر نتاجا وثمرة من ثمرات صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وتحمله لكل التضحيات في قطاع غزة، بالإضافة لصمود الحركة الأسيرة التي رفضت الخنوع والاستسلام أمام المحتل الجلاد.

تصميم وتطوير