نزح من مخيم جنين يوم أمس ... المحامي أحمد حواشين يروي لوطن تفاصيل نزوح الأهالي واعتداءات الاحتلال والظروف الإنسانية داخل مخيم جنين
رام الله – وطن: لليوم الثالث على التوالي يواصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مخلفا حتى اللحظة 12 شهيدا وأكثر من 50 إصابة بينها خطيرة، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وإجبار المواطنين من سكان المخيم جنين على النزوح قسرا سيرا على الأقدام لمسافات طويلة.
وقال المحامي أحمد حواشين أحد النازحين من داخل مخيم جنين لبرنامج "وطن في الظهيرة" الذي يبث عبر شبكة وطن ان الاحتلال يفرض حصارا مشددا على المخيم منذ اللحظات الأولى للاقتحام، والتي شهدت عمليات قصف وإطلاق نار بصورة كثيفة تجاه المواطنين ومنازلهم، خاصة الذين حاولوا الخروج من داخل المخيم ما أدى الى إصابات في صفوف المواطنين.
وأضاف أن مجموعة من العائلات قررت أمس الخروج بشكل جماعي حفاظا على حياتها نظرا لشدة القصف وإطلاق النار العشوائي وتشديد الحصار على المخيم.
وأضاف "خرجنا من حارة الحواشين الى حارة جورة الذهب وكنا قرابة 150 شخصا بيننا العشرات من الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن، وقد خرجنا سيرا على الأقدام بسبب كثافة القصف وإطلاق النار من كل الجهات، ومنع الاحتلال سيارات الإسعاف من نقل المرضى".
وأضاف "قطعنا مسافة 1000 متر حتى وصلنا الى دوار العودة غرب المخيم حيث تتمركز العشرات من آليات الاحتلال وجنوده، وهناك طلبوا من طواقم الهلال الأحمر التي تتواجد هناك تقسيمنا الى مجموعات تضم كل واحدة خمسة اشخاص، حيث تم إيقافنا بشكل عرضي أمام الجنود، الذين قاموا بتصويرنا عن بعد مع تواجد لطائرات "الدرون" التي تحلق حولنا بارتفاعات منخفضة".
واكد حواشين اعتقال الاحتلال الكثير من المواطنين ووضعهم على قارعة الطريق وإجبارهم على ارتداء زي أبيض أو أزرق ونقلهم إلى جهة غير معلومة وإخضاع البعض للتحقيق الميداني، كما كانت هناك اعتداءات على بعض الشبان خلال عمليات النزوح التي تواصلت هذا اليوم مع إجبار الاحتلال لعشرات العائلات على مغادرة المخيم منذ صباح اليوم.
وأكد حواشين أن الاحتلال يطلق النار تجاه كل ما يتحرك، ويمنع طواقم الاسعاف والدفاع المدني من الدخول اليه، و استهدفوا المتطوعين والمسعفين داخل المخيم بقنابل من طائرات الدرون ما ادى الى توقف عملهم .
وقال حواشين "واجهنا صعوبات بالغة أثناء النزوح ما اضطرنا لحمل المرضى وكبار السن على كراسي بلاستيكية لنقلهم رغم حجم الدمار الكبير، والحالة الجوية السيئة، والمسافات الطويلة التي قطعناها "
وتابع "أن الظروف الإنسانية صعبة وقاهرة داخل المخيم قبل العملية العسكرية الحالية وما زاد الطين بلة حصار المخيم لـ45 يوما من الأجهزة الأمنية، وما رافقها من أحداث مؤسفة، والتي أدت لتوقف الخدمات، وتكدس للنفايات وانقطاع المياه والتيار الكهربائي ودمار كبير في البنية التحتية".
وناشد المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل وفك الحصار عن المخيم المنهك نتيجة تدمير الكثير من منازله وإحراقها، فالأوضاع داخل المخيم أقل ما توصف بأنها كارثية.