مجمع ناصر الطبي لوطن: ارتفاع معدلات الوفاة للاطفال الخدج وازدياد حالات الولادة المبكرة بسبب العدوان على غزة

12.12.2024 01:06 PM

 رام الله -  وطن: أزمة مأساوية يعيشها الأطفال الخدج في ظل الحرب على غزة، ما تسبب بارتفاع معدلات الوفاة بين هؤلاء الأطفال، بعد أن حول الاحتلال الحاضنات لنعوش في ظل السياسة الممنهجة لضرب القطاع الصحي، خاصة مع ازدياد حالات الولادة المبكرة، ووجود تشوهات خلقية لبعض الحالات بسبب العدوان.

وقال مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي في غزة د. أحمد الفرا " إن الاحتلال قام بتحييد ما يزيد عن 80% من القطاع الصحي في غزة، حيث قام بتدمير ممنهج للمنظومة الصحية عبر تدمير المستشفيات ومقدراتها".

وأَضاف د. الفرا في حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن"، ضمن موجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" الذي يبث عبر شبكة وطن الاعلامية، "هناك شُح في الإمكانيات الطبية، ونقص في الكوادر الصحية، وعليه الاحتلال "يتفنن" في تدمير القطاع الصحي، مع منعه دخول الوقود للمستشفيات".

وأوضح الفرا "بسبب الحرب ازدادت معدلات الولادة المبكرة، في ظل الظروف غير الصحية للنساء الحوامل، وعدم وجود متابعة لحالة الجنين، مع غياب التغذية السلمية، والنزوح المتكرر، والمياه غير الصحية، وهذه العوامل مجتمعة مع نقص الفيتامينات والمكملات الغذائية للأم الحامل أدى إلى تسجيل أرقام غير مسبوقة في الولادة المبكرة".

وأضاف الفرا "ما بعد الحرب تم تحييد العديد من أقسام حضانات الاطفال، وعليه تم إخلاء جزء من الأطفال إلى مستشفيات أخرى، وجزء إلى مصر"، موضحا "مع اشتداد الحرب واستمرارها وصلت المستشفيات إلى سعة سريرية محدودة لهؤلاء الاطفال، فالاحتلال عندما اقتحم مستشفى ناصر الطبي قام بإتلاف اغلب حضانات الأطفال".

وأوضح الفرا " أن الأطفال الخدج يعانون من مشكلة كبيرة، حيث يحتاجون لدعم كبير في التنفس، ولكن أجهزة التنفس التقليدية لا تساعدهم في ذلك، ولذلك نحن بحاجة إلى اجهزة تنفس صناعي، والتي جرى إتلاف جزء كبير منها من قبل الاحتلال.

وتابع الفرا "أن قسم الحضانات في مستشفى ناصر الطبي بحاجة 10 إلى 15 جهاز تنفس حديث، علما أنه لا يوجد سوى جهاز واحد، في وقت يتعرض الأطفال لمضاعفات بسبب الاجهزة العادية غير المناسبة، مما سبب في ارتفاع في معدلات الوفاة للأطفال الخدج".

وعلى صعيد منع إدخال الحليب الخاص بالأطفال قال د. الفرا "لقد حذرنا من خطر منع إدخال الحليب إلى غزة منذ 3 أشهر، وناشدنا الجميع ولا جدوى، مضيفا أن كرة المنع والتضييق تتدحرج، وستكبر يوماً بعد يوم مما يزيد من الخطر على حياة الأطفال امام مشهد منع الاحتلال ادخال "تراكيب" الحليب الخاص بهم، خاصة ان جزء منهم يعانون من حساسية من الحليب العادي، والبدائل التي يُمكن الاعتماد عليها كالأعشاب الطبيعية لسد جوع الاطفال تُشكل خطورة على حياة الطفل.

وعن خطورة ذلك، أردف د. الفرا قائلا "إن غياب الحليب الخاص للأطفال سيؤدي إلى نشوء جيل يُعاني كثيراً في قدراته الذهنية والعقلية، وسيترك ذلك آثر على الطفل عندما يكبر".

وتابع "هناك أمراض اعتقدنا أنها انتهت من العالم، ولكن في ظل الحرب على غزة اكتشفنا أن هذه الأمراض موجودة وبكثرة، مثل نقص التغذية".

وأكد د. الفرا، ان هناك معضلة كبيرة جراء النقص في الفيتامينات التي تُساعد على نمو الاطفال، بالإضافة إلى وجود مشكلة ضخمة كبيرة في منع دخول الحفاظات على القطاع، وهذا ترك أثر على الوضع الصحي للطفل.

ولفت الفرا "قمنا بمناشدة العديد من المؤسسات المعنية لإنقاذ حياة الأطفال في غزة، ولكنهم أخبرونا انهم عاجزون عن فعل شيء، فالاحتلال يضرب بعرض الحائط كل ما تقوله المؤسسات الدولية، ويُمارس سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني في غزة."

تصميم وتطوير