في ظل حرب "إسرائيل" على اقتصاد الضفة
حمضيات وادي قانا في سلفيت.. مواجهة مفتوحة مع الأطماع الاستيطانية وضعف فرص التسويق
وطن: يعيش المزارعون في وادي قانا بمحافظة سلفيت، مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي، مواجهةٌ بفصول مُتعددة، ويتعرضون لانتهاكات جسيمة منذ سنوات طويلة، تصاعدت وتيرتها منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023.
يُعتبر وادي قانا أحد تفرّعات نهر العوجا، وفي قسمه المركزيّ ثمة ينابيع وجداول عدة تتفرّع عنه، وتقع أراضيه بملكيّة فلسطينيّة، غالبيتها من قرية ديراستيا المجاورة، ويستخدم للزراعة والرعي، ويمتد على مساحة تقدر بحوالي 6000 دونم.
- 7 مستوطنات وبؤر استيطانية تطوق الوادي، وتُطبق على ما تبقى من فرص للحياة والاستمرار لمزارعي الوادي
وبين الأعوام 1978 و1986 أقام الاحتلال الإسرائيلي عدّة مستوطنات على التلال المُطّلة على ضفتي الوادي هي: "عمانويل" و"كرنيه شومرون" من الشمال، و"يكير" و"نوفيم" من الجنوب، ومع الوقت توسّعت مستوطنة "كرنيه شومرون" لتمتدّ على عدّة تلال مجاورة، وبين الأعوام 1998 و2000 أقيمت إلى جانب هذه المستوطنات بؤر استيطانيّة وهي "ألوني شيلو" و"إل متان" و"حفات يئير".
المستوطنات والبؤر الاستيطانية الـ7 تطوق الوادي، وتُطبق على ما تبقى من فرص للحياة والاستمرار لمزارعي الوادي، الذين يعملون على مدار أيام السنة في زراعة وانتاج الحمضيات العضوية.
- تخريبٌ مُتعمدٌ وممنهجٌ للبنية التحتية للمشاريع الزراعية في وادي قانا
محافظ سلفيت د. عبد الله كميل، يقول في حديثه لنشرة وطن الاقتصادية وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن مزارعي الوادي يتعرضون للضرب والتنكيل، ويمنعهم الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية من جهة، هذا وتتعرض البنية التحتية المُمكنة لمشاريعهم الانتاجية الزراعية إلى تخريب مُتعمد وممنهج، حيث تعمد مستوطنو المستوطنات والبؤر الاستيطانية المُحيطة بالوادي، تخريب شبكات المياه والري، وتدمير محطات الطاقة الشمسية الصغيرة المُشغلة لحيازاتهم الزارعية.
ويُضاف إلى ذلك كله ما اتصل بإجراءات الاحتلال التي تمنع مزارعي الوادي من زراعة أشجار وغراس جديدة، بحجة أن الوادي محمية طبيعية، رغم أنها ملكيات خاصة وحيازات زراعية فلسطينية خالصة كما يوضح كميل.
- "المحميات الطبيعية" فصلٌ آخر من فصول السيطرة على أراضي الوادي
وفي عام 1983 أعلنت "سلطة الطبيعة والحدائق" الإسرائيلية، وفق "بتسيلم" تأسيس محميّة طبيعيّة في المحميّات والحدائق التابعة لما تسمى "الإدارة المدنيّة"، تقدر مساحتها بـ 14,000 دونم، وذلك في قناة وادي قانا والمنحدرات التي فوقه، وهي محميّة "ناحل كَنيه".
وتشكل "المحميات الطبيعية" واحدة من مزاعم الاحتلال الإسرائيلي الأساسية في سبيل السيطرة على أراضي المزارعين الفلسطينيين، والعمل على اجتثاث الوجود الفلسطيني.
- إسناداً للمزارعين، محافظة سلفيت تنظم فعاليات أيام التسويق لمنتجات وادي قانا للعام الرابع على التوالي
وبهدف مساندة مُزارعي الوادي بتسويق الحمضيات، وفتح آفاق تسويقية لمُنتجات الوادي الزراعية، عملت محافظة سلفيت على إطلاق فعاليات أيام التسويق الوطني لمنتجات وادي قانا منتصف الأسبوع الماضي، وسط مدينة سلفيت، وتستمر الفعاليات التسويقية لعدة أيام.
ويشير كميل إلى تنظيم هذه الفعاليات التسويقية للعام الرابع على التوالي، ويعلن خلال حديثه لنشرة وطن الاقتصادية، عزم المحافظة تنظيم معرض ضخم للمُنتجات الوطنية بما فيها المُنتجات الزراعية، لدعم حظوظ وفرص المنتج الوطني في السوق المحلية، ومن المقرر تنظيمه في الصالة الرياضية الكبرى في مدينة سلفيت، قبل حلول شهر رمضان المبارك القادم، موضحاً أن فعاليات المعرض ستستمر لعدة أيام.
- تدخلاتٌ مُستدامة
وعن تدخلات المحافظة لإسناد المُزراعين في وادي قانا وفي مناطق أخرى في المُحافظة، في مواجهة التحديات والمخاطر الإسرائيلية الرامية لاقتلاع الفلاح الفلسطيني من أرضه والسيطرة عليها، يقول كميل إن المحافظة عملت على مدار السنوات الأخيرة على التشبيك بين المُزراعين ومؤسسات محلية وعربية ودولية بتخصصات مُختلفة، منها مؤسسات تعمل في المجال الزراعي وأخرى في المجال التسويقي، وكل ذلك في إطار العمل المُستدام الذي يصب بمصلحة المُزراعين في سلفيت.
وفي ختام حديثه يؤكد كميل أن المحافظة مستمرة بتقديم الدعم الممكن ضمن الامكانات المتاحة.
وأخيراً يُشار إلى أن مزارعي سلفيت كما يتعرضون للترهيب والتنكيل، يتعرضون أيضاً لحملات الترغيب وللابتزاز على وجه أدق، حيث إن جمعيات استيطانية كثيرة تعمل بشكل مُكثف خلال السنوات الأخرة على تقديم عروض شراء للأراضي بمبالغ فلكية (ملايين الدولارات للدونم الواحد)، أو تقدم عروضاً لفرص عمل في المستوطنات بأجر خيالي، مقابل ترك الأرض وتبويرها.