"طلعنا على الضو"
ندوة حوارية بتنظيم من مهد المشرق
رام الله- وطن: عقدت مبادرة مهد المشرق حوارية بعنوان: "طلعنا على الضو"، استضافت فيها القس الدكتور منذر اسحق، راعي كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور، وتناولت فيها شهادات لأسرى وأسيرات.
وتأتي الحوارية مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، الذي يأتي في السنة الثانية إبّان حرب الإبادة على قطاع غزة، والذي سيقتصر -لعامه الثاني- على الشعائر الدينية لما تمرّ به البلاد من حزن وشدّة، حيث سلّطت الحوارية الضوء على قضية الأسرى في سجون الاحتلال، والذي يتجاوز عددهم 10 آلاف أسير/ة، بينهم حولي 3500 أمر اعتقال إداري، وأكثر من 270 طفلا، ونحو 90 امرأة، إضافة للمختطفين الغزيين في معسكرات الاعتقال السرية، وما يواجهونه من تعذيب ممنهج، خاصين بالذكر أيضاً الأسرى المسيحيين في السجون الاسرائيلية، وذلك في خضم التحضير لزمن المجيء الكنسي المبشّر بميلاد السيد المسيح، مطالبين بالحرية لهم جميعا، ولمّ شملهم مع عائلاتهم وأحبّتهم من جديد.
وأكد القسّ اسحق أن قصة الميلاد هي فلسطينية بامتياز، مشيراً أن السيد المسيح قد نجا من إبادة عندما همّ هيرودس بقتل أطفال بيت لحم، وبمقاربة مع واقع الحال، كان يعيش أيضا تحت احتلال الامبراطورية الرومانية، ما اضطره للنزوح قسراً إلى مصر، كما حصل مع آلاف الغزيين في القطاع.
واستنكر القسّ اسحق كيف أن إبادة تحصل على المباشر وعلى مرآى العالم، لم تصل حتى اليوم إلى وقف دائم لإطلاق النار، مكرّرا أن "غزة أصبحت هي البوصلة الأخلاقية للعالم اليوم". واستهجن القس اسحق بدوره صمت بعض الكنائس والمؤسسات الغربية، التي تتشرّب سردية المسيحية الصهيونية، موضحاً أن الصمت في حضرة الإبادة يعتبر تواطؤاً، مشيرا في الوقت ذاته لشجاعة العديد من الكنائس التي استجابت وأنصتت لرواية الفلسطينيين، وغيّرت وجهتها بالفعل، واقفة مع مظلومية الشعب الفلسطيني، ومناصرة لحقه، وقد قامت عليه بسحب استثماراتها من "اسرائيل"، ومعاقبة الأخيرة عما ترتكبه من إبادة جماعية، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح القسّ أنه ماضٍ من خلال كتاباته المستندة على لاهوت التحرير، ولقاءاته مع الكنائس العالمية، وعمله أيضاً في المبادرة المسيحية الفلسطينية - كايروس فلسطين على دحض الادعاءات الصهيونية، مطالباً العالم بالاستماع أكثر إلى صوت الفلسطينيين المسيحيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال في ذات المكان الذي ولد وقام فيه السيد المسيح.
وركزت المبادرة في رسالتها على الصمود مع أهمية الوجود المسيحي، كونه "شوكة في حلق الصهيونية"، وهو من يُفشل ادعاء الاحتلال وماكينته الإعلامية بأن "الصراع ديني"، مؤكدةً أن الفلسطينيين – المسلمون والمسيحيون- يعيشون تحت احتلال، يستهدفهم جميعا بناءً على الهوية.
وتناولت الحوارية شهادات من الأسر لأسرى وأسيرات محررين/ات، تحدثوا فيها عن السياسات القمعية والممنهجة التي ينتهجها الاحتلال بقصدية داخل الأسر للنيل من صمودهم، من تجويع، وضرب، وقمعات، وتفتيش عارٍ، واستباحة لأجسادهم، وشحّ في الملابس والغيارات ومواد التنظيف، وانتشار الأمراض والإهمال الطبي المتعمّد، ناهيك عن وضع الأسيرات الخصوصي أثناء الدورة الشهرية، والتقييدات على استخدام الحمامات، وتدوير الغرف باستمرار لخلق حالة من عدم الاستقرار لدى الأسرى والأسيرات، وكيفية مواجهة الأسرى والأسيرات السجان بصمودهم وتكاتفهم سوياً.
وقالت الأسيرة المحررة أسماء هريش لـوطن: إن تجربة الأسر هي أقسى التجارب التي يمكن أن يتعرض لها الفلسطيني، وخاصة الأسر ما بعد السابع من أكتوبر، فاليوم المعتقلات توصف بمقبرة الأحياء، في ظل الاعتداءات المتكررة والتفتيش العاري للأسيرات والحرمان والاقتحام لغرف الأسيرات، ومصادرة جميع مقتنياتهن وتقليل كميات الطعام وغيرها.
وفي مسرح بلدية رام الله نظم مهد المشرق ندوة حوارية بعنوان "طلعنا على الضو" شهادات من الأسر، لتسليط الضوء على ما يحدث للأسرى كونهم جزءً من ابناء الشعب الفلسطيني في ظل استمرار حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة
وبدورها قالت عضو مؤسس في مبادرة مهد المشرق هند شريدة لـوطن: إن الهدف الأساسي من هذه الندوة الحوارية ومع اقتراب عيد المجيد، من أجل تلسيط الضوء على الأسرى داخل السجون ومن بينهم الأسرى المسحيين، الذين يتعرضون لشتى صنوف العذاب من قبل ادارة السجون، لذا نحن نؤمن بأن الوجود المسيحي هو شوكة في حلق الاحتلال.
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس لـوطن: أن الأوضاع داخل السجون كارثية وتزداد يوماً بعد يوم، ومنذ السابع من اكتوبر لليوم والاعتداءات والهمجية مستمرة بحق الأسرى بسبب عنجهية الاحتلال وكراهيته.
والجدير ذكره أن مبادرة مهد المشرق، مبادرة عربية فلسطينية مسيحية، تؤكد على الهوية العروبية الفلسطينية الوطنية والنضالية لمسيحيي المشرق، كمكوّن عضوي متجذر وأصيل من نسيج وهوية العالم العربي، وعمقه الحضاري المسيحي - الإسلامي.
وتهدف المبادرة إلى المساهمة في تعميق وعي مجتمعي مشترك حول الدور التاريخي والمعاصر للفلسطينيين المسيحيين ضمن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، واستنهاض الشباب الفلسطيني المسيحي وتحفيزه للقيام بدوره ومسؤولياته لتلبية حاجات المجتمع الفلسطيني المتنوعة، والمساهمة بفضح سردية المسيحية المتصهينة من خلال إعلاء الصوت المسيحي الأصلاني المناهض للاستعمار الإحلالي والمناصر للقضية الفلسطينية.