جمعية انعاش الأسرة لوطن: مبادرة "ذاكرة الأرشيف الفلسطيني" تركز على الانتفاضة الأولى لحماية الهوية الفلسطينية من الطمس

09.12.2024 12:32 PM

رام الله – وطن: في ظل محاولات الاحتلال طمس الهوية الوطنية الفلسطينية، وإعادة تشكيل الوقائع على الأرض، تسعى مبادرة "ذاكرة الأرشيف الفلسطيني" التابعة لجمعية إنعاش الأسرى إلى توثيق محطات مفصلية من التاريخ الفلسطيني.
وتركز المبادرة على مرحلة الانتفاضة الأولى، التي كانت نقطة تحول في صياغة الهوية الوطنية وتعزيز الرواية الفلسطينية، مما يعكس نضال الشعب الفلسطيني للحفاظ على ذاكرته الجمعية وهويته التاريخية في مواجهة محاولات التغيير والتهميش.

وقال منسق الدائرة الثقافية في جمعية إنعاش الاسرة وسام الرفيدي انه "بالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة تجري حرب إبادة ثقافية، فالاحتلال قام بتدمير أقدم كنيسة وجامع في غزة، بالإضافة إلى تدمير المتحف الخاص لبلدية غزة، ولذلك يأتي الأرشيف الفلسطيني لحماية البعد الثقافي للتاريخ الفلسطيني، والانتفاضة الأولى هي جزء مفصلي من هذا التاريخ."
ولفت الرفيدي خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" عبر موجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية، الى أهمية نقل تجربة الانتفاضة الأولى إلى الأجيال الجديدة، ويمكن أن نُشاهد اليوم كيف تم تشكيل لجان شعبية للرد على حرب الإبادة في غزة وما يجري من سرقة المساعدات الإنسانية، في خطوة شبيهة بما حدث من تشكيل لجان في الانتفاضة الأولى.

وأضاف الرفيدي "هناك قراءة من خلال الأرشيف تُسلط الضوء على إبداعات الشعب الفلسطيني في انشاء التنظيمات واللجان الشعبية خلال الانتفاضة الأولى، وبالتالي فان الحديث عن تشكيل لجان لحماية الأرياف الفلسطينية من هجمات المستوطنين في الضفة الغربية يستند بالأساس على تراث فلسطيني".
وتابع الرفيدي "نتذكر أكثر من 1300 شهيد في الانتفاضة الأولى، وعشرات الاف الجرحى، وأكثر من 11 ألف معتقل، والإبداع الشعبي في بنية الانتفاضة، وحالة التضامن والتكاتف الشعبي، وكل ذلك بات جزء من ذاكرة الأرشيف، الذي بدأ منذ عام 1972 حتى 2000، تنال الانتفاضة حصة كبيرة فيه، حيث تعد مجزرة صبرا وشاتيلا الملف الأول للأرشيف، والانتفاضة الأولى الملف الثاني.

وأكد الرفيدي أن الذاكرة الموجودة في الأرشيف هي جزء من الذاكرة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي هي جزء من الهوية الوطنية، وأهمية احياء هذه الذاكرة للأجيال الجديدة التي لم تُعاصر الانتفاضة الأولى، حيث الانتفاضة ليست مجرد خطاب سياسي، بل هي حدث عالمي، ما يؤكد على أهمية جدوى المقاومة في ظل فشل مشروع السلام.

وأوضح الرفيدي ان الأرشيف يضم نداء الانتفاضة الموحدة الذي كان يصدر عن القيادة الموحدة لتصعيد الانتفاضة، والذي كان يصدر حوالي كل 10 أيام، مفسراً: "تكمن أهمية النداء في توحيد شعار الانتفاضة، بالإضافة إلى توحيد الأهداف المرحلية للانتفاضة، إلى جانب توحيد الفعاليات وأهمها الإضرابات التي كانت تحدث في الانتفاضة، مؤكداً: "الأهم من ذلك لعب نداء الانتفاضة دور في بنية الانتفاضة، والقدرة على بناء تنظيمات شعبية، وهذه التنظيمات بدأت قاعدية من الجماهير".

وأردف يقول "يوجد في الأرشيف صور بكميات كبيرة عن الانتفاضة الأولى، والنشرات السرية التي كان تصدر في تلك المرحلة، بالإضافة إلى وجود مقالات تحليلية تتناول زوايا مختلفة من مرحلة الانتفاضة".

وحول الاستناد على الأرشيف للحفاظ على الذاكرة الوطنية أكد الرفيدي: تكمن أهمية الأرشيف في ظل محاولات طمس الهوية الوطنية عبر المراحل التاريخية المختلفة للشعب الفلسطيني، والتركيز على هذه المراحل يُعزز الذاكرة الجماعية، وبالتالي يعزز الهوية الوطنية.

وأِشار الرفيدي "نقوم كل شهرين في الجمعية بالعمل على مرحلة معينة من ذاكرة الشعب الفلسطيني، وسنقوم بتحويل الأرشيف إلى "ديجيتال" حتى يتمكن الباحثون من الوصول إليه، ولدينا الكثير من الوثائق التي تتناول العديد من القضايا مفصلية للشعب الفلسطيني التي يمكن تحويلها لأرشيف".

تصميم وتطوير