نتائج صادمة يكشفها تقرير شبكة المنظمات البيئية لتقييم الأضرار وخطة التعافي

ما الذي تعرفه عن الأضرار التي لحقت بأنظمة الطاقة الشمسية في قطاع غزة، جراء استمرار العدوان؟

01.12.2024 10:36 PM

وطن: قبل السابع من أكتوبر للعام 2023 كانت ألواح الطاقة الشمسية تنتشر في كل مكان بقطاع غزة، فوق المنازل والمستشفيات والجامعات وأعمدة الإنارة والمرافق العامة، والأهم من ذلك أنها كانت تُساهم بتشعيل مشاريع حيوية، مثل المشاريع الزراعية ومشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وتحلية مياه البحر، وغيرها.

ومنذ العام 2010 يعتمد الغزيون على الطاقة الشمسية لسد النقص وتلبية احتياجاتهم من الطاقة، ويبلغ متوسط احتياجات قطاع غزة من الكهرباء 550 ميغاواط، بينما كان يتوفر منها قُبيل العدوان الإسرائيلي نحو 205 ميغاواط فقط.

قبل العدوان .. غزة اعتمدت على الطاقة الشمسية لتغطية 25% من احتياجها للطاقة
ويُشار إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، أعلن في بداية العدوان على غزة قطع إمدادات الكهرباء عن القطاع، في الوقت الذي بدأ فيه جيش الاحتلال باستهداف مشاريع الطاقة الشمسية منذ الأسابيع الأولى لعدوانه على غزة، التي كانت تعتمد على الطاقة الشمسية لتغطية 25% من احتياجها للطاقة.

ويوضح تقرير أصدرته شبكة المُنظمات البيئية الفلسطينية مؤخراً، بهدف تقييم الأضرار التي لحقت بمشاريع الطاقة الشمسة جراء استمرار العدوان على غزة، أن استخدام ألواح الطاقة الشمسية ازداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة "قبل العدوان"، ما وضع غزة كنموذج إقليمي في مجال الطاقة المتجددة، على الرغم من تحديات الصراع والفقر المدقع.

وبدورها تشير ممثلة المنظمات البيئية في شبكة المنظمات الأهلية م. عبير البطمة، إلى تنفيذ مسح ميداني استهدف 294 مشروعاً من مشاريع الطاقة الشمسية في مختلف مناطق القطاع (شمال، وسط وجنوب)، وذلك بالتركير على المشاريع التي تم تنفيذُها من قبل أعضاء شبكة المنظمات البيئية في قطاع غزة.

وتنوعت المشاريع المُستهدفة بالمسح الميداني ومنها مشاريع البنية التحتية، ومحطات التحلية، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وآبار ضخ المياه ومشاريع زراعية متعددة، كما توضح البطمة في حديثها لـ"نشرة وطن الاقتصادية"، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية.

حجم الخسائر في 294 مشروعاً استهدفها المسح تقدر بنحو 17 مليون دولار 
وتضيف: "عدد المشاريع التي تمكن فريق الباحثين الميدانيين الوصول اليها 294 مشروعاً في مختلف المحافظات، غالبيتها مُدمرة بشكل كُلي جراء الاستهداف الإسرائيلي المُباشر، وتقدر قيمة الخسائر في 294 مشروعاً بنحو 17 مليون دولار، إضافة إلى خسارة نحو 10.8 ميجا وات من الطاقة الانتاجية لكامل مشاريع الطاقة الشمسية في غزة".

وأجرى المسحَ الميداني فريقٌ مكون من عدد الباحثين الذي واجهوا تحديات كبيرة في الوصول إلى المشاريع في المناطق المُشتعلة والخطيرة، نظراً للأوضاع الميدانية والأمنية المُعقدة في قطاع غزة، الذي يواجه حرب الإبادة الجماعية والشاملة منذ 14 شهراً على التوالي.

وخلال حديثها تشير البطمة إلى أن مسح تقييم الأضرار تضمن عدداً من حقول البحث الخاصة بمشاريع الطاقة الشمسية، ومنها طبيعة المشروع وقيمته (تكلفة إنشاء المشروع)، وسنة التنفيذ، والقدرة الانتاجية، وعدد المستفيدين من المشروع.

خسارة الطاقة جراء استمرار العدوان كلفت الغزيين أثماناً باهظة
وفي حالة غزة فإن الضرر الأكبر لا يتثمل بحجم الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بمشاريع الطاقة الشمسية فحسب، إنما في الطاقة المفقودة جراء تدمير مشاريع الطاقة الشمسية التي تُشغلُ مشاريع ومنشآت حيوية، فخسارة الطاقة كلفت الغزيين أثماناً باهظة، فلا أثمن من خسارة الأرواح جراء شُح الطاقة اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية في المشافي، والطاقة اللازمة لتشغيل المخابز وآبار ضخ المياه، وغيرها من المنشآت الحيوية، في ظل تعمق الكارثة الانسانية في قطاع غزة جراء استمرار العدوان. 

ولاستهداف مشاريع الطاقة الشمسية مخاطر مُركبة، تتمثل بتدمير المشروع من جهة، وحرمان المواطنين في غزة من خدمات حيوية وأساسية تساهم مشاريع الطاقة الشمية بتشغيلها من جهة ثانية، هذا ويتسبب تدمير مشاريع الطاقة الشمسية المُشغلة لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه، إلى أضرار بيئية طويلة المدى. 

خطة قصيرة المدى للاستجابة الطارئة، ما ملامحها؟
وفي نهاية اللقاء تشير البطمة إلى أن تقرير تقييم الأضرار تضمن خُطة قصيرة المدى للاستجابة الطارئة، مؤكدة أن التعافي الكامل سيستغرق سنوات طويلة، وحول ملامح الخطة الطارئة تقول البطمة إنها تتضمن إعادة إعمار المشاريع التي تُشغل مُنشآت حيوية مثل المشافي، وآبار ضخ المياه، ومحطات معاجة مياه الصرف الصحي.

ويُشار إلى أن شبكة المنظمات البيئية تعكف في الوقت الحالي على إنجاز دراسة استكمالية مُفصلة.

تصميم وتطوير