بعد إصدار كتابه "التحول الرقمي في المصارف الإسلامية، دراسة تطبيقية على المصارف الإسلامية في فلسطين"
"وطن" تحاور نائب مدير عام البنك الإسلامي العربي د. معاوية القواسمي حول واقع ومستقبل التحول الرقمي في المصارف الإسلامية في فلسطين
وطن للانباء: ازداد التحول الرقمي في مجال الخدمات المالية والمصرفية في فلسطين بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة، وذلك انسجاماً مع توجهات سلطة النقد الفلسطينية للشمول المالي في فلسطين.
وواجهت الصناعة المصرفية في فلسطين العديد من التحديات الرقمية والتكنولوجية، والتي فرضت واقعاً جديداً أمام المؤسسات المالية والمصارف، لكي تتعامل وبشكل سريع مع كافة التطورات التكنولوجية، ورغم تحديات متعددة فهمت المؤسسات المالية والمصارف قواعد اللعبة جيداً، وهي باختصار "أكون أو لا أكون.. إذا لم تلحق بالركب فسيفوتك القطار".
وفي محاولة للوقوف على واقع ومستقبل الخدمات المالية والمصرفية الرقمية التي تقدمها البنوك والمصارف الإسلامية العاملة في فلسطين، استضافت "نشرة وطن الاقتصادية" وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية في حلقتها اليوم الثلاثاء، د. معاوية القواسمي، نائب مدير عام البنك الاسلامي العربي، ومؤلف كتاب "التحول الرقمي في المصارف الإسلامية، دراسة تطبيقية على المصارف الإسلامية في فلسطين".
تجربة القطاع المصرفي الفلسطيني سبقت تجارب البنوك والمصارف في عدد من دول الجوار العربي
وينطلق القواسمي في حديثه بالتأكيد على التقاط البنوك والمصارف الإسلامية في فلسطين لضرورة التحول الرقمي مُبكراً، لا سيّما مع التطور التكنولوجي المُبهر عالمياً في تقديم الخدمات المالية والمصرفية، مشيراً إلى أن تجربة القطاع المصرفي الفلسطيني سبقت تجارب البنوك والمصارف في عديد دول الجوار.
ويعزو ذلك لأسباب ثلاثة، في مقدمتها توجه سلطة النقد الفلسطينية نحو وتطوير وتوسيع قاعدة الشمول المالي في فلسطين، وجدية البنوك والمصارف بالتحول لتقديم خدماتها المالية والمصرفية رقمياً ثانياً، وتوجهها نحو السرعة والدقة في تقديم الخدمات وتسهيل الوصول إليها، وفي المقام الثالث المواطن الفلسطيني، الذي يعيش ظرفاً استثنائياً في ظل العدوان الإسرائيلي الشامل على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023.
ما هي المتطلبات اللازمة لعملية التحول الرقمي في تقديم الخدمات المالية والمصرفية في فلسطين؟
ويشير القواسمي إلى أن المتطلبات اللازمة لعملية التحول الرقمي، وتتم ضمن استراتيجية شاملة وممنهجة مدعمة بأسس تكنولوجية متطورة، بما يضمن الانتقال السليم والآمن لهذه العملية وبما يضمن نجاحها وعدم تعثرها، يتطلب وجود بُنية تحتية مُمَكنة للتحول الرقمي، موضحاً أن سلطة النقد وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة، لعبت أدواراً مهمة بتطوير وتنظيم تشريعات جديدة في هذا المجال، وساهمت أيضاً بتطوير البُنية التحتية المُمَكنة للتحول الرقمي، أضف إلى ذلك استعداد البنوك والمصارف (التجارية والإسلامية) وعملها الجاد لتطوير أنظمتها وأدواتها نحو تقديم خدمات مالية ومصرفية رقمية عصرية.
البنوك والمصارف الإسلامية في فلسطين فهمت قواعد اللعبة جيداً، ونجحت بتقديم مُنتجات رقمية تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية
ووفقاً لمتابعتنا فإن البنوك والمصارف الإسلامية في فلسطين، ورغم حداثة تجربتها مقارنة بالبنوك الأخرى (المحلية والوافدة) فهمت قواعد اللعبة جيداً، وحققت إنجازات مهمة في مجال التحول الرقمي، وفي توضيحه لخصوصية البنوك والمصارف الإسلامية العاملة في فلسطين، في مسار تحولها نحو رقمنة خدمات التمويل الإسلامي والتسويق المالي الإسلامي، يقول القواسمي إن كلمة السر تكمن في توافق الخدمات المالية المصرفية الرقمية مع أحكام الشريعة الإسلامية، مؤكداً أن مسؤولية البنوك والمصارف الإسلامية تجاه جمهور عُملائها، بتقديم مُنتجات تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، أعلى من غيرها من "البنوك التجارية" في فلسطين.
وخلال حديثه يستعرض ضيفُنا النتائج التي خلصَ إليها كتابه "التحول الرقمي في المصارف الإسلامية، دراسة تطبيقية على المصارف الإسلامية في فلسطين"، من خلال بحث النضج الرقمي في مُجتمع البنوك والمصارف الإسلامية في فلسطين (الإسلامي العربي، والإسلامي الفلسطيني، والصفا)، من خلال دراسة توافر 12 عنصراً من ضمنها الثقافة الداخلية، والأمن السيبراني وغيرها، وخلصت إلى أنها قادرة على تقديم الخدمات والمُنتجات الرقمية بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، مع وجود تأثير قوي لتطبيق آليات التحول الرقمي على تحقيق الشمول المالي، واستخدام التقنيات الحديثة لتقديم الخدمات المصرفية في تحقيق الشمول المالي، والذي ينعكس بدوره على تطوير الاقتصاد الوطني والتنمية المُستدامة.
التكنولوجيا المالية الحديثة رديفٌ لكل نجاح في مختلف المجالات
ويقول: "نسيرفي ركب سريع وعالم يتطور بصورة مُذهلة، لذا فإن التكنولوجيا المالية الحديثة ستساهم بنمو الاقتصاد الوطني، وستكون رديفاً لكل نجاح في مختلف المجالات".
وفي ختام حديثه يؤكد أن التحول للخدمات المالية والمصرفية الرقمية، ساهم بتقديم الخدمات المالية والمصرفية اللازمة والضرورية للمُجتمع الفلسطيني في غزة، في خضم حرب الإبادة الجماعية والشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة للشهر الـ14 على التوالي.
إهداءٌ إلى غزة في مواجهة حرب الإبادة الجماعية
ويهدي القواسمي عبر "وطن" كتابه "التحول الرقمي في المصارف الإسلامية، دراسة تطبيقية على المصارف الإسلامية في فلسطين"، لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الجماعية.
وصدر الكتاب في طبعته الأولى عن دار الجنان الأردنية للنشر والتوزيع في العام الجاري 2024، ويتطلع المؤلف د. معاوية القواسمي لإصدار الطبعة الثانية من كتابه في العام المقبل 2025، ويُشار إلى أن الكتاب في طبعته الأولى يستخدم ضمن منهاج تعليمي مُعتمد في ليبيا.