اليونيسيف لوطن: الآف الأطفال شمال غزة حرموا من حقهم في التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال

06.11.2024 02:37 PM

رام الله – وطن: حذر كاظم ابو خلف المتحدث باسم اليونيسيف من مخاطر توقف حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في شمال قطاع غزة، موضحا أن حملة التطعيمات في قطاع غزة خلال الجولتين الماضيتين تمت بنجاح إلى حد ما.

وقال أبو خلف إن المرحلة الثانية من التطعيم كان من المفترض أن تبدأ في 14 من الشهر الماضي وقد بدأت مع التقسيم الإجباري للقطاع إلى ثلاثة مناطق جغرافية شمال وجنوب ووسط، وهي المنطقة التي بدأنا بها نظرا لكونها المنطقة التي يتواجد بها أكبر نسبة أطفال.
وأضاف أبو خلف "بعد إتمام المرحلتين الاولى والثانية من الجولة الثانية للتطعيم، توقفنا ولم نستطيع إتمامها في محافظتي مدينة غزة ومحيطها ومحافظة الشمال بسبب عمليات الاحتلال العسكرية التي تصاعدت ولم تتوقف كما حصل في الجولة الأولى خلال شهر أيلول الماضي لذلك قررنا تأجيلها رغم خطورة القرار".

وتابع أبو خلف ان "التأجيل يعني ازدياد الفاصل الزمني بين الجولة الأولى والثانية من التطعيم وهذا من شأنه أن يؤثر على الفائدة المرجوة من إتمام التطعيم على جولتين، حيث لم يكن لدينا خيار وقد اصطدمنا بتقليص المساحات التي من الممكن أن نصل إليها، اذ لم يكن مسموح لنا الوصول لشمال غزة".

وتابع أبو خلف حديثه حول الصعوبات التي واجهت عملية التطعيم "لدينا معضلة إضافية فحسب الإحصائيات المتوفرة لدينا هناك 50 ألف طفل موجودين في شمال القطاع لم يتلقوا التطعيم في المرحلة الثانية، علما انه تم تطعيم 105 طفلا فقط في الجولة الاولى من هذه المرحلة وهذا يعني ان آلاف الأطفال لم يتلقوا الجرعة الثانية من التطعيم.

وقال أبو خلف ان الاحتلال يمارس حروب متنوعة بحق الاطفال وكلها تلقي بظلالها على واقعهم وتزيد من تعقيدات المشهد في غزة، كتوقف حملة شلل الأطفال وحملة التطعيمات الروتينية التي تقرها وزارة الصحة.

وتابع "نسابق الزمن لتدارك الأمر والحد من انتشار هذا الفيروس بعد غيابه لعشرات السنوات في فلسطين، خاصة مع تدمير القطاع الصحي والطبي وانتشار الأمراض"، موضحا ان الأزمة تتعمق بالاستهداف المباشر لنا فقد استهداف الاحتلال احدى موظفاتنا في الشمال وقد نجت بأعجوبة، كما جرى استهداف نقطة التطعيم في حي الدرج قبل أيام ما أدى لإصابة عدد من الأطفال".

وتابع  أبو خلف " ان المأساة المتواصلة تكمن بعشرات الشهداء من الأطفال الذين يسقطون يوميا لتتكرر المشاهد امام العالم الذي يراقب فقط الانتخابات الامريكية وكأن الحلول كلها معلقة بنتائجها، فالامريكان منذ أكثر من عام يتابعون مجريات الحرب والموت والقتل دون تحريك ساكن ومن خلفه دول العالم التي تكتفي بالتنديد" .

وتطرق أبو خلف الى استهداف الاحتلال لوكالة "الأونروا" ، قائلا ان هذا الاستهداف يضاف الى تعقيدات المشهد الغزي، وسيلقي بظلاله القاتمة على عملية الاستجابة الإنسانية برمتها، موضحا ان الأونروا تعمل منذ عقود وهناك ما يزيد عن مليون إنسان يعتمدون على  خدماتها، كما ان الاونروا لديها مئات المدارس في قطاع غزة يدرس بها 300 ألف طالب كانوا  يتلقون خدمة التعليم الاساسية في مدارسها و بالإضافة الى المئات من المراكز الصحية.

ولفت أبو خلف ان "الأونروا" كانت الركن الأساسي في مسألة التطعيمات الروتينية ولديها الكثير من الخدمات واذا ما تم تطبيق وقف عملها فهذا ينذر بكارثة حقيقية فاليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة وغيرنا نعتمد في تقديم خدماتنا بالشراكة مع الأونروا، وحملة التطعيم لم تكن لتنجح لولا كوادرها العاملة في قطاع غزة فهي أكبر مؤسسة أممية عاملة في قطاع غزة والعمود الفقري لكل عمليات الاستجابة الإنسانية.

وحول تأثير هذا التصعيد وحرمان الأطفال من حقهم في التطعيم قال أبو خلف أن الأطفال يدفعون الثمن في كل الصراعات، فعدد الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة هو أكثر ممن سقط من أطفال حول العالم في صراع واحد، مضيفا "ما زال الالاف من الاطفال تحت الردم ومنهم من اصبح يتيما أو خسر طرف من أطرافه ويمنع الاحتلال خروجهم لتلقي العلاج".

وأضاف أبو خلف "وفقا لمعطياتنا انخفض معدلات السماح بخروج الأطفال للعلاج في الخارج إلى 22 طفل في الشهر بمعنى أنه أقل من طفل في اليوم يسمح له بالخروج وتقديراتنا تتحدث أن هناك 2500 طفل بحاجة ماسة للخروج للعلاج ما يعني اننا نحتاج لسبع سنوات لإخراجهم وفق هذه المعادلة رغم ان جميع الأطفال بأمس الحاجة للدعم النفسي فالوضع مأساوي وغاية في التعقيد" .

تصميم وتطوير