حازم في عيون رفاقه

حازم.. المناضل والرجل المعطاء لفلسطين ولكل من عرفه

05.11.2024 05:15 PM

وطن: بعد حياة مليئة بالعطاء والتطوع والانتماء لكل ما هو فلسطيني، رحل عن عالمنا الرفيق المناضل الوطني ابن مدينة القدس المحتلة حازم الخاروف "أبو السعيد" عن عمر يناهز الـ72 عاما.

بتاريخ 30 أكتوبر من العام 2024، رحل "أبو السعيد"، تاركا إرثا لا ينسى في عائلته المكونة من نجليه سعيد ولينا وزوجته سونا ومنح عائلته التي أحبها كل الدعم والسند ومهد كل سبل التعلم والنجاح لها.

الكثيرون قد لا يعرفون الراحل أبو السعيد، لكنه كانا منبعا للعطاء والانتماء والتطوع، وكان مناضلا وطنيا تعرض للاعتقال والتعذيب في سجون الاحتلال مرات عدة.

درس "أبو السعيد" في الاتحاد السيوفيتي وتخرج بتخصص هندسة صناعات خفيفة عام 1979، ثم عاد إلى فلسطين، ونشط في المجال التطوعي، ويعتبر من الرعيل الأول في الإغاثة الطبية، إذ بدأ مشواره فيها في القدس مؤسسا متطوعا قبل نحو 45 عاما، قبل أن يتفرغ للعمل فيها مديرا إداريا وماليا، ويعمل على تطوير عملها وأقسامها.

وقد أقامت الأغاثة الطبية بيت عزاء له في مقرها برام الله، حضره الأصدقاء والرفاق وزملاء العمل وممثلون عن قوى وطنية واجتماعية.

عُرف عن الراحل أبو السعيد، بالوفاء لأشقائه وأصدقائه ، وكانا صادقا أمينا في علاقته معهم مهما طال الزمن وتقلبت الحياة وبَعُدت المسافات، وكان ملجأهم وقت الشدائد والمحن.

رحل حازم الخاروف، لكنه باقٍ في عيون وقلوب عائلته وأصدقائه ورفاقه وزملائه، باقٍ بإرثه وعطاءه الذي قدمه لفلسطين على مدى سنوات عمره.

تقول زوجته سونا بيطار الخاروف لوطن، إن حازم "أبو السعيد" كان أباً لامثيل له، وصديقا ورفيق درب، قضيتُ اياما جميلة معه، فكان عطوفا حنونا معطاء لا يخلو منزله من الضيوف وكان يحب اصدقائه ومنتمي لعمله كثير وكان طموحا يحب ان يكون ابنائه متعلمين.

ويضيف نجله سعيد قائلا لوطن: أبي كان صديقا لي، كان أهم طموح لديه أن نتعلم ونتطور ونقرأ، وكان يزرع فينا حب الوطن وهو انسان مناضل وتم اعتقاله اكثر من مرة وعلمنا ان نكون اصحاب مبادئ وان نعتز بفلسطينيتنا.

يقول أمين عام حركة المبادرة الوطنية ورئيس جمعية الإغاثة الطبية د. مصطفى البرغوثي لوطن، إن حازم صديق عزيز واعرفه منذ سنوات الدراسة الأولى في الجامعة واستمرينا معا حتى وفتاه، كان مناضلا وطنيا واعتقل وأُسر وتعرض لتعذيب شديد في الأسر، وعمل في العمل الوطني ما لا يعرفه أحد، ولديه إيمان وإخلاص عميق في العمل الوطني، وكان لديه نشاط اجتماعي كبير في القدس وكل المناطق.

من جانبها، تقول رفيقته وصديقته رندة يوسف عبد ربه لوطن، "تعلمت من ابو السعيد الكثير منذ بداية وجودي في البلد، وبنى فينا الثقافة والانتماء وحب العمل، وتعلمت منه حب البلد والعمل لها، وقضينا ساعات طويلة في تحضير العينات الطبية والاغاثية.. هو كان اخ بالنسبة الي وخسراته هي خسارة ارث في هذا البلد، لان امثاله قليلون في البلد الذين يدعمون ويعلمون الغير.

يقول مدير عام الإغاثة الطبية د.محمد العبوشي لوطن، إن ابو السعيد ذاكرة جميلة في حياتنا وهو وبيته كان حاضنة لنا عند عملنا في مقرنا الرئيس في بيت حنينا، وعايش الاغاثة منذ بدايتها، وتفرغ للعمل فيها وطور عملها وكان دائم التواصل مع زملائنا في غزة بتلك الفترة، وعمل مع طاقم الإغاثة على تطويرها.

ويضيف د.جهاد مشعل، المدير الطبي لمستشفى اتش كلينك، وزميل ورفيق الراحل حازم لوطن، "حازم ابو السعيد ترك أثرا في كل من عمل معه في قضايا العمل والشخصية والعلاقات، وتعملت منه الكثير، وبرحيله ترك فجوة كبيرة في عالمنا وعلاقتنا، خاصة فيما يخص الاغاثة الطبية.

يقول عماد سعيد خاروف شقيق الراحل حازم لوطن، "ابو السعيد كان أبا وأخا وكل شيء بحنيته وصفاء ذهنه وفكره القوي وثقافته وترويه في القرارات التي كانت صائبة في غالب الأحيان، حيث كنت استشيره في كثير من الأمور وخلال مرضه افتقدته لانه لم يكن هناك من يعبي مكانه.. اليوم افتقده كثيرا.

ويضيف زياد حموري صديق الراحل حازم في حديثه لوطن، "قضينا كل شبابنا مع بعضنا البعض منذ ايام المدرسة حتى حياة العمل، وبقيت علاقتنا مستمرة لانها لم تكن عادية، ومن الصعب جدا ان يحكي الانسان عن صديق له عاش معه اكثر من 40 عاما.. إنه من الناس الصادقين والصريحين المخلصين الأوفياء في كل علاقاته.

تصميم وتطوير