"وعد بلفور".. جرح مفتوح في ذاكرة فلسطين
جامعة القدس تستضيف ندوة دولية بعنوان "مناهضة وعد بلفور المشؤوم والفكر الصهيوني" في حرمها الرئيس بالشراكة مع منتدى فلسطين ودائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير
وطن: الثاني من نوفمبر.. يومَ أُرسل الوعد الكاذب، ليسرق أرضاً من مُلاكها ويسلمها لغير مستحقيها.
رسالةٌ أُرسلت من وزير خارجية بريطانيا لآرثر بلفور، منح فيها حقاً مزعوماً لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، ليبقى السؤال الفلسطيني منذ 107 أعوام، بأي حق تقرر تلك الدولة اجتزاء وطن كأنها ملكة الأرض.
"أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" المقولة المزيفة التي تمحي سطورَ تاريخ دولة فلسطين بحقهم في أرضهم، وتهمش وجودهم فيها، تمتد تداعياتها إلى يومنا هذا، حيث الإبادة الجماعية مستمرة بحق السكان الأصليين.
واستضافت جامعة القدس ندوة دولية بعنوان "مناهضة وعد بلفور المشؤوم والفكر الصهيوني" في حرمها الرئيس بالشراكة مع منتدى فلسطين ودائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير، وبحضور شخصيات أكاديمية وحقوقية وسياسية.
وناقشت الندوة أبعاد الفكر الصهيوني، وارتباطه بوعد بلفور المشؤوم، كما استحضر الأساس القانوني لمقاضاة بريطانيا بشأن الوعد.
وخلصت الندوة بعدة توصيات، أهمها: ضرورة تشكيل لجنة متابعة لاستكمال المواضيع المطروحة وطرق متابعتها، وتوحيد الجهود في إطار ملاحقة الاحتلال وجرائمه وتشكيل لجنة لخوض الدبلوماسية العابرة للدول، وتشكيل فريق قانوني وطني من الجامعات وطلبتها، وكذلك عمل أبحاث ودراسات قانونية في موضوع وعد بلفور.
وقال رئيس جامعة القدس، أ. د عماد أبو كشك لوطن: "ننظم هذا المؤتمر لتوعية الأجيال عن وعد بلفور المشؤوم، وشرح حيثياتها وتداعياتها المأساوية التي عاشها الشعب الفلسطيني". مضيفا أن وعد بلفور، سبب رئيسي في النكبة وآثارها، لذلك لا بد من التفكير بالحلول الممكنة بهذا الشأن
وقال منيب المصري، رئيس منتدى فلسطين، لـوطن: "هذا يوم أسود بالنسبة للشعب الفلسطيني، حيث كل التداعيات التي نعيشها اليوم هي بسبب ذلك الوعد، الذي وضع حجر الأساس لانطلاق الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه ومجازره ضد الشعب الفلسطيني" .
كما قال أ. د محمد الشلالدة، أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة القدس، لـوطن، إن هناك "3 أركان للمسؤولية الدولية، الأولى أن تكون صادرة عن شخص من أشخاص القانون الدولي، الثانية أن تسبب ضرراً لهذا الشخص، ثالثاً أن تكون مخالفة للقانون الدولي، وهذه كلها تنطبق على تصريح وعد بلفور، والذي تتجلى مأساته بشكل واضح من خلال التهجير القسري، والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني" .
وأردف: "هذا التصريح حال دون حصول الشعب الفلسطيني على حقه في تقرير المصير، واستقلالية دولته".
كما قال أحمد التميمي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "مضى على وعد بلفور أكثر من 100 عام، وعلى مدار العقود تأثر الشعب الفلسطيني وعانى كثيراً من عواقبه، إلا أنه لن ينال منا، لأننا نواصل مكافحة الاحتلال" .
بالرغم من كل كحول الألم التي تُصب فوق جراح الفلسطينيين، إلا أنهم يضمدون تلك الجراح ويواصلون التصدي للاحتلال.