الأكاديمي والباحث السياسي د. إبراهيم ربايعة يجيب عبر "وطن"

لبنان و"إسرائيل" إلى مواصلة المواجهة أم إلى اتفاق؟

02.11.2024 11:56 AM


وطن: نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" ما قالت إنها مسودة اتفاق أميركي - إسرائيلي لوقف إطلاق النار في لبنان، وأشارت الصحيفة -نقلاً عن مصادر لم تُسمها- إلى أن مسودة الاتفاق الأميركي الإسرائيلي تسمح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة انتقالية تبلغ شهرين.

ووفق المسودة -التي ترجح المصادر رفضها من قبل لبنان وحزب الله- تنسحب إسرائيل بعد أسبوع، ثم ينتشر الجيش اللبناني لتفكيك بُنية حزب الله العسكرية.

وقالت المصادر إن "إسرائيل" تدفع نحو حل دبلوماسي بلبنان، وتعتقد أنها قريبة من تحقيق كثير من أهدافها، في حين أن المقربين من نتنياهو لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأميركية.
 
تفاؤلٌ مُبالغٌ فيه 
وفي تعليقه على ذلك قال الأكاديمي والباحث السياسي د. إبراهيم ربايعة، إن الحديث المتفائل حول المباحثات بين لبنان و"إسرائيل" ليس جديداً، معتبرا أن "إسرائيل" تراهن على الضغوط الداخلية في لبنان للتأثير على حزب الله.

وأوضح في حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية، أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن، في حالة ركود السياسي ولا تسعى لفتح ملفات جديدة أو متوترة مع "إسرائيل"، في منطقة الشرق الأوسط. 

وأشار ربايعة إلى الفجوات الواسعة بين مُتطلبات "إسرائيل" الأمنية، وتوجهات الإدارة الأمريكية، التي تُفضل تهدئة الملفات الساخنة مع قرب انتهاء فترة ولايتها من جهة، وموقف لبنان الرسمي من جهة أخرى، وكان مسؤولون لبنانيون ومن ضمنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قد أكدوا جهوزية لُبنان لتطبيق القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي 1701، دون تعديلات بعد وقف جولة التصعيد الإسرائيلية المُكثفة والمُستمرة منذ الـ23 من أيلول الماضي.  

"إسرائيل" تراهن على الضغوط اللبنانية الداخلية والضغط العسكري للتأثير على موقف حزب الله
وأوضح أن "إسرائيل" تراهن على تأثير الأزمات اللبنانية الداخلية، وتحديداً الضغط الشعبي على موقف حزب الله، وأيضا على الضغط العسكري، لكن دون تحقيق تقدم ملموس على كلا الصعيدين حتى الآن.

وتوقع ربايعة أن تظل الأمور جامدة حتى يناير المقبل، بانتظار تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة، مشيرًا إلى أن فرص تغيير النهج تجاه المنطقة ضئيلة حتى في حال وصو كَمالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، كون الإدارة الحالية، التي تشغل فيها هاريس منصب نائب الرئيس، لم تقدم أي سياسات استراتيجية تشير إلى تحول جذري.

وأشار إلى أن تصريحات المرشح الجمهوري والرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب الأخيرة، حول إرساء "السلام" في لبنان ترتبط بتوجهاته خلال فترته الرئاسية الأولى، حيث طرح رؤى تتماشى مع رؤية نتنياهو للشرق الأوسط الجديد، لكنها بعيدة عن التطلعات اللبنانية والإقليمية الحالية.

ضغوط حزب الله على إسرائيل قد تُغير المُعادلة
وخلص ربايعة إلى أن حزب الله يعتمد على استراتيجية إطالة أمد الصراع لاستنزاف "إسرائيل"، متوقعاً أن يؤدي ذلك إلى ضغوط داخلية إسرائيلية قد تُفضي إلى تنازلات سياسية جديدة على المستوى الإسرائيلي.

تصميم وتطوير