نزال لـ"وطن: تشتت اليسار من مصلحة القطبين الرئيسيين (فتح وحماس) اللذين يريا في توحده مشكلة لهما!

عمر نزال لـ"وطن": توحد قوى اليسار سيشكل قوة سياسية واجتماعية وازنة.. ومطلوب منها برنامج سياسي واجتماعي واضح وحاسم

17.02.2021 10:00 AM

رام الله- وطن: أُغلق باب تسجيل الناخبين للمشاركة في الانتخابات الفلسطينية العامة 2021، ليلة أمس الثلاثاء، وبذلك يتبقى 3 شهور على بدء الانتخابات التشريعية، لكن السؤال اليوم ما هو وضع فصائل اليسار الفلسطيني وفرصته في الانتخابات القادمة؟

الكاتب والصحفي اليساري عمر نزال، أكد وجود قدر من الالتقاء في الرؤية والمصالح بين حركتي فتح وحماس، والاندفاع تحت ما يسمى تحقيق الوحدة على قاعدة الرؤية والبرنامج الأمريكي والإقليمي الذي يدفع باتجاه إجراء هذه الانتخابات، من جهة أخرى نجد استياءً عارماً من تجربة الناس مع حكم الحركتين في الضفة وغزة.

وأضاف، ما يجري الآن مخاضات، ولم يتم التوصل لأي قائمة أو تكتل بشكل واضح، هناك بعض القوى الصغيرة واضح أنها ستذهب مع حركة فتح بما يسمى قائمة الائتلاف الوطني، إضافة للتجاذبات الحاصلة داخل "فتح" نفسها، والحديث عن قوائم خارج الإطار الرسمي للقائمة الرسمية سواء في موضوع الأخ مروان البرغوثي أو آخرين في اللجنة المركزية.

مردفاً: ما يهمنا من هم خارج القطبين، وهم مشتتون ولا يوجد قاسم يجمعهم عدا أنهم ضد القطبين (فتح وحماس) بسبب فشلهما في إدارة شؤون البلد.

وتابع نزال خلال استضافته في برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، من جهة نجد قوى اليسار التي ترى نفسها مؤهلة لأخذ كل أصوات الناس أو معظمها في هذا المعسكر، وفي جهة أخرى هناك مجموعة حراكات لديها قضايا اجتماعية ومسائل محددة مثل حراك الاتصالات، وحراك الفساد، وحراك الضمان الاجتماعي، وتجمعات للمزارعين، وتجمعات للنقابات المهنية، الخشية أن هذه التعددية الكبيرة تؤدي لتشتيت قاعدة الأصوات وأن نخسر كما هائلا من الأصوات.

ولفت إلى أن فشل بعض قوى اليسار بتشكيل طريق ثالث للناس، لخلق حالة مختلفة، بأن يكون لديها سياسات مختلفة ومتناقضة مع التيارين الأساسيين (فتح وحماس)، بل ذهبت أكثر باتجاه الذيلية لاحد التيارين، إلى جانب الملاحقات التي تواجهها بعض الفصائل سواء الرسمية من السلطة بقطع مخصصات أو التضييق أو بسبب ملاحقة الاحتلال، وهذا كله أضعف هذا التيار ولكن بشكل أساسي غاب اليسار ولم يستطع أن يشكل كتلة ثالثة تقدم للناس خياراً بديلاً في الجانب السياسي والوطني والاجتماعي...

وأشار نزال إلى أن الانتخابات في كل العالم تقودها أحزاب، وهذه الأحزاب وإن كانت قيادتها فاشلة وبرامجها غير قادرة على جذب الناس، فالحل يكون إما بإصلاحها أو إيجاد أحزاب بديلة.

وأكد أن تشتت اليسار اليوم من مصلحة القطبين الرئيسيين (فتح وحماس)، اللذان يريا في توحده أو من هم خارج القطبين مشكلة لهما، لأن توحده سيشكل قوة وازنة تصنع نوع من الرقابة والضبط والفرملة للاندفاع في الجانب السياسي، سواءً في العودة لمسار المفاوضات أو القضايا الاجتماعية.

وقال نزال إن قوى اليسار اليوم بحاجة لهزة قوية لتتعلم الدرس جيداً، والهزة يجب أن تأتي من داخلها.

مؤكداً أن المطلوب من قوى اليسار برنامج سياسي واجتماعي واضح وحاسم، ليس المهم صياغته، بل وقت تنفيذه، فالمصالح تغلب المبادئ للأسف، ولا نريد لذلك أن يحصل، والمطلوب نفض الغبار عن هذه القوى.

مضيفاً: كما أن التجديد الديمقراطي في هذه الأحزاب مهم، للأسف فالتجديد الذي يحصل يتم بشكل شكلي، كما أن هناك تغييب للحياة الديمقراطية الداخلية والتجديد.

وعن فرصة اليسار في الانتخابات القادمة؟ قال نزال إنه ووفق المعطيات السابقة والتجارب العديدة لتوحيد اليسار خلال آخر 13 سنة، أصبح هناك فرص كبيرة لتوحيد قوى اليسار وللأسف كلها فشلت وأُفشلت، بالتالي هذا يقودنا للتساؤل عن أي يسار نتحدث!

وأضاف، الفرصة هي أمام اليسار الذي لم يبيع الفكرة، ولم يخذل أحداً بتوحيد صفوفه، وتوحيد اليسار لا نقصد به الفصائل والأحزاب فقط، بل هناك ديمقراطيين في مؤسسات وشخصيات وطنية، وبالتالي فإن توحيد التيار الديمقراطي وإمكانية تأليف قائمة انتخابية تخوض الانتخابات بهذا الشكل يعطيها فرصة لتشكيل قوة وازنة تؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية.

مؤكداً أن عامل الوقت مهم جدا، والفشل يبدأ من أننا لا نبدأ العمل إلا في وقت الانتخابات، كان يفترض أن يكون هناك توجه عام سواء كان هناك انتخابات أو لا، وهذا ما يجب البدء به على الفور.

تصميم وتطوير