الكاتب والمفكر وليد دقة في مواجهة صعبة .. سجانٌ وسرطانٌ ورائحةُ موت

وطن: تطور خطير يطرأ على وضعه الصحي وانتكاسات متلاحقة يتعرض لها الأسير المريض بالسرطان الكاتب والمفكر وليد دقة، ما حدا بعائلته إلى إطلاق حملة تطالب بالإفراج عنه، ليتسنى له العلاج استكمال العلاج في ظروف طبية عادلة خارج ما تسمى بعيادة "سجن الرملة".
وفي خطوة مفاجئة ومستهجنة أعادت إدارة مصلحة السجون ظهر اليوم الأسير وليد دقة من مستشفى "أساف هاروفيه" إلى "عيادة" سجن الرملة، وخضع دقة خلال الأيام الثلاثة الماضية لفحوصات عديدة بعد تدهور حالته الصحية نتيجة لمضاعفات عملية الاستئصال في رئته اليمنى.
مدير مكتب هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان يقول خلال حديثه لبرنامج "وطن وحرية" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، إن الحالة الصحية الصعبة التي وصل لها الأسير دقة تتزامن مع وصول حكومة المستوطنين إلى الحكم في دولة الاحتلال، وهي الحكومة التي تتوعد الأسرى، ويتزامن أيضاً مع غياب التضامن العربي، وضعف أداء المؤسسات الحقوقية الدولية.
ويعبر أبو عطوان عن خشيته من تأجيل محكمة الاحتلال جلسة النظر في الإفراج عن دقة مرة أُخرى، خاصة مع زعم النيابة العامة عدم صحة تقارير المشافي التي تشير إلى خطورة وضعه الصحي.
ويوضح أبو عطوان أن المطلوب فلسطينياً يتثمل برفع مستوى التضامن مع الأسير المريض وليد دقة، والأسرى المرضى عموماً، سواء على صعيد القوى وفصائل العمل الوطنية أو على صعيد التضامن الشعبي.
ويحذر أبو عطوان من ارتقاء الأسير دقة بسبب سياسة الإعدام الطبي، وأن يلاقي ذات المصير الذي واجهه الأسير الشهيد خضر عدنان، خاصة وأن حكومة الاحتلال تتمادى بإجرائاتها التنكيلية بحق الأسير دقة، بسبب ما يصفه أبو عطوان بضعف الفعل الفلسطيني التضامني رسمياً وشعبياً، وهو ما يدفع الاحتلال لتضييق الخناق على الأسرى بشكل عام والأسرى المرضى بشكل خاص.
وفي السياق، جددت عائلة الأسير تأكيد مطلبها الوحيد المتمثل بالإطلاق الفوري لسراح الأسير وليد دقة حتى يتمكن من تلقي العلاج دون قيد"، وعدم المماطلة في المسار القضائي، وحملت سلطة السجون المسؤولية التامة عن حياته في ظل عدم توفر أي بيئة علاجية لمرض السرطان النادر الذي يعاني منه.
ويُعدّ وليد دقة واحدا من 9 أسرى يطلق عليهم الفلسطينيون وصف "أيقونات الأسرى"، وهم من مضى على وجودهم في غياهب سجون الاحتلال أكثر من 30 عامًا بشكل متواصل.
ويُعرف وليد دقة كأحد أبرز الأسرى المفكرين والمثقفين، وصدرت له عدة مؤلفات أبرزها "يوميات المقاومة في جنين"، و"الزمن الموازي" الذي تحوّل إلى عمل مسرحي، و"صهر الوعي" ورواية "حكاية سرّ الزيت" لليافعين، التي حصدت جوائز محلية وعربية.