موفق عبد الباسط الغول .. قصة حريةٍ بعد قيدٍ استمر لـ16 عاماً

الإعدام الطبي المتعمد يتطلب نضالاً ميدانياً مكثفاً داخل وخارج السجون

15.12.2022 08:35 PM

وطن: استضاف برنامج"وطن وحرية" ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية في حلقته اليوم الأسير المحرر موفق عبد الباسط الغول، للتعرف عن قرب على قصة حريةٍ بعد قيدٍ استمر 16 عاماً متتالية في سجون الاحتلال.

ولد الأسير المحرر موفق، في بلدة سلواد قضاء رام الله وعاش طفولته وشبابه فيه، وانخرط في صفوف العمل الوطني خلال سنوات الانتفاضة الثانية واعتقل في العام 2006، وحكم عليه بالسجن لـ16 عاماً، قضاها متنقلاً بين عدد من سجون الاحتلال.

وخلال حديثه قال: "لا يمكن وصف شعور الحرية والتحرر من القيد بكلمات"، متمنياً الحرية والإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

استهل المحرر موفق حديثه بوصف اللحظات الأولى لحريته، وذكر ان الشهيد مجاهد النجار ابن بلدته سلواد كان من أوائل الحاضرين إلى حفل استقباله واحتفاليته بالحرية، ثم بألم قال: "لم يمنحه الاحتلال وقتاً طويلاً في حياة الحرية، واختطفه من عائلته وأحبته وأصدقائه وبلدته سلواد". 

وفي حديثه عن رفيق الطفولة والأسر الشهيد مجاهد النجار قال: "مجاهد ابن سلواد الوفي، كان محباً حالماً مخلصاً لعائلته، وصادقاً مجتهداً في عمله، عمل لدى جهاز الشرطة الفلسطينية لعامين (2008 – 2010)، ثم انتقل للأعمال الحرة إلا أن الاحتلال اعتقله وحكم عليه بالسجن لـ9 سنوات متتالية"، وأكد أن رفيقه وصديقه الشهيد مجاهد كان نموذجاً للفلسطيني الحر، عاش فارساً حراً وترجل ونال الشهادة مشتبكاً".

من جانب آخر مهم، عبر موفق عن قضية الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأسرى المرضى في السجون، مؤكداً أنه سيحمل قضية الأسرى المرضى على عاتقه ويبذل ما استطاع من جهد من أجل فضح ممارسات الاحتلال الظالمة بحق الأسرى.

وعن سلوك منطومة طب الاحتلال قال موفق: "ما يحدث مع الأسرى المرضى في السجون أمرٌ لا يحتمل ولا يصدق، ولا يجب أن يستمر بأي حال من الاحوال، حيث يبدأ طبيب السجن بالمماطلة في تقديم العلاج، ويبدأ بوصفات علاجية عجيبة للأسرى المرضى مثل شرب الماء! ثم بعد مرحلة العلاج بشرب الماء ينتقل إلى وصف مسكنات الآلام العامة التي تتسبب في كثير من الحالات بمضاعفات صحية خطيرة لبعض الأسرى المرضى بأمراض مزمنة، وهكذا حتى تتضاعف الأمراض في أجساد الأسرى وتنتشر الأورام".

وأكد موفق أنه وخلال 16 عاماً قضاها في السجون شهد عدداً من حالات الإعدام الطبي المتعمد، وفقاً لمشاهداته الحية داخل السجون، ومن ضمنها قضية الأسير الشهيد حسين مسالمة، إضافة إلى بقية شهداء الحركة الأسيرة الذين ارتقوا شهداءً بسبب سياسة ممنهجة تتعمد إدارة السجون انتهاجها بحق الأسرى المرضى.

وأضاف: "أكبر دليل على جريمة الإعدام الطبي المتعمد بحق الأسرى هو  ما آلت إليه مستجدات الحالة الصحية للأسير المريض بالسرطان القائد ناصر أبو حميد"، مؤكداً أن الاحتلال يستهدف الأسرى من أصحاب المحكوميات العالية "ألمؤبدات" بجريمة الإعدام الطبي النكراء.

وأوضح أن الاحتلال يقصد كسر إرادة الأسرى وهزيمتهم معنوياً من خلال إعدامهم طبياً وقتلهم بشكل بطيء، وهو ما لا يمكن السكوت عليه، وتحتاج مواجهته لنضال ميداني مكثف داخل وخارج السجون.

وفيما يتعلق بإنجازات الحركة الأسيرة وتواجه تهديدات متعددة بعد صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الحكم في دولة الاحتلال، أكد موفق بأن الحركة الأسيرة استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة وكثيرة وتراكمية على مر سنوات طويلة من النضال، وكانت دائماً تنجح بالوحدة، داعياً إلى المحافظة على الوحدة وتفويت الفرصة على الاحتلال في شق صفوف الحركة الأسيرة.

وفي ختام الحلقة وجه الأسير المحرر موفق تحية لأمهات وعائلات الأسرى، وقال إن الأمهات بمثابة شمعة تضيء نوراً في ليل سجن أبنائهم الطويل، ووجه تحية لرفاقه الأسرى في سجون الاحتلال، وقال: "لا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر".

تصميم وتطوير