"مهم للاطلاع على تجارب وابداعات الاسرى في مواجهة قيود ادارة السجون "

الكاتب والاسير المحرر عمر نزال لوطن: "كباسيل" وفر للاسرى فرصة للاستفادة من التجارب وتطويرها والبناء عليها

16.06.2022 10:41 PM

وطن: قال الكاتب والصحفي والاسير المحرر عمر نزال ان فكرة كتاب كباسيل ولدت في السجن عام 2016 في سجن عوفر حيث رصدت فيها منهجين وعقليتين اولى عقلية الفكر الصهيوني التي يسعى دوما الى التفتيت والتجزئة والتي بدأتها في الاراضي الفلسطينية والذي قام بتكرسه ايضا داخل السجون بوضع الاسرى في مناطق مختلفة مع انه يمكن له ان يضع الاسرى في سجن واحد او في سجنين، موضحا انه في مقابل عقلية التجزئة كانت ارادة الاسرى التي كسرت هذه المعازل وتواصلت مع العالم الخارجي ومع بعضها داخل السجون عن طريق معارك خاضها الاسرى بالسماح باستخدام وسائل التواصل مع العالم الخارجي او بين الاسرى انفسهم.

وعن طريقة التواصل بين السجون قال نزال من خلال برنامج "وطن وحرية" الذي يقدمه عبد الفتاح دولة ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية، ان الاسرى كان يتبعون الرسائل العادية حينما تكون المعلومات عادية بينما استخدم  وسائل اتصال سريه عندما كانت المعلومات تنظيمية ونضالية، موضحا ان هناك عدة طريق استخدمها الاسرى لتواصل مع الخارج كانت اكثرها دقة وشيوعا الكبسولة التي كان حجمها حجم الكبسولة العادية لتسهيل عملية وضعها في الفم. 

واكد انه في حالة تعرض الاسير لتفتيش فإنه يقوم فورا في بلعها ومن ثم اخراجها عند النقطة التي يصل اليها فاذا كانت الطريق طويلة تستغرق اكثر من يومين يضطر الاسير اذا ما تعرض الى عدة تفتيشات بلع الكبسولة واخراجها عدة مرات بالرغم من المشاكل الصحية والطبية التي تحملها هذه العملية.

واوضح ان كتاب كباسيل ركز الفصل الاول فيه على علاقة الاسرى بوسائل الاعلام المنظمة مثل " كالصحف والراديو التلفزيون"، مؤكدا ان الاحتلال وعبر نضالات شاقه وطويلة سمح بدخول الصحف الى السجن ضمن تطورات معينة ومختلفة بحيث انه سمح في البداية لدخول جريدة تابعة لدولة الاحتلال وبعد سنوات سمح بدخول جريدة القدس باعداد قليلة وقديمة لاكثر من شهر احيانا.

وتابع ان الفصل الثاني من الكتاب ركز على ما صنعه الاسرى من طرق لعملية التواصل ما بينهم وبين العالم الخارجي، مضيفًا ان الاسرى صنعوا طرقا كثيرة بدات في التعاميم الداخلية وهي طريقة ما زالت متبعة لغاية اليوم سواء عن طريق  التعميمات الفصائلية او التعميمات النضالية التي تتعلق بأوضاع العامة واوضاع السجون او تحضير لفعاليات نضالية كالاضرابات وغيرها بالاضافة لطريقة انتاج ما يسمى الصحافة الاعتقالية التي تختص بإنتاج الاسرى انفسهم من الصحافة او عن طريق اللغة المشفرة التي لا يفهمها السجان ويفهمها الاسرى.

واعتبر نزال ان الحركة الاسيرة اذا ما تم مقارنتها بالحقب الزمنية السابقة فانها حققت انجازا كبيرا على صعيد وسائل الاتصال، موضحا ان امام الاسرى مشوار طويل والمعركة لم تنتهِ خاصة ان الاسرى ما زالوا لغاية اللحظة لا يستخدون التلفونات العادية ويتم التحايل بذلك عن طريق الموبايلات االمهربة والبعيدة عن اعين السجان نفسه والذي يقوم بمنعها ومصادرتها في حالة معرفته عن مكانها واستخدامها.

وأنهى حديثة بأن كتاب كباسيل مهم للحركة الاسيرة في انه يوضح في كيفية الاستفادة من التجارب وتطويرها والبناء عليها وهو مهم لابناء شعبنا الذين لم يدخلوا السجون للاطلاع على تجارب وابداعات الاسرى في فكفكة ما تفرضه من قيود ادارة السجون التي يمكن استخدامها خارج السجن لاعمال نضالية مثلما  حدث في الانتفاضة الاولى حينما اضطر اعضاء القيادة الموحدة باستخدام الكباسيل لنقل البيانات السرية في حينه وهي تجربة توضح حجم الضغط والمعاناة التي يفرضها الاحتلال على الاسرى الفلسطينين في التواصل مع العالم الخارجي ومع انفسهم.

تصميم وتطوير