فاطمة صلاح حارسة البيدر

29.05.2023 01:22 PM

بيت لحم- استبرق موسى- وطن: إنها السادسة صباحاً بتوقيت السبعينية فاطمة صلاح، تشد أحزمتها وتقفز على حمارها وتنطلق في رحلة البحث عن حياتها في الأرض كما تقول، تقطع مسافة عشرين كيلومتر يوميا في رحلة الذهاب والإياب للوصول إلى أرضها التي تطل على مدينتي القدس وبيت لحم.

وتقصد المسنة فاطمة طرقاً وعرة للوصول إلى أرضها في جبل الظهر جنوب قريتها الخضر، مسافة معبدة بالمشقة والتعب، ليس فيها راحة أو محطات توقف لتناول رشفة ماء، وتصل لها قبل أن تبزغ شمس الصباح، لتشرب وتأكل من رائحة زعترها ودواليها.

تشير المسنة فاطمة إلى أنها منذ سبعة عقود متواصلة تعمل في أرضها، لا تذكر أنها تأخرت يوماً واحد عدا الظروف الاجتماعية عن الوصول لأرضها، بدأت روايتها مع الأرض وأحبتها من والديها، وأكملت مشوارها مع زوجها قبل أن يفارق الحياة، وبقيت مخلصة لها، لا تهمها الظروف الجوية في الوصول إلى أرضها.
ولفتت المسنة صلاح إلى أنها تعتاش من أرضها، وتزرع فيها مختلف أنواع الخضروات على طوال العام، وتزينها بأشتال الزعتر والمرمية، وهي أعشاب بطية عليها طلب متنامي لفوائدها الصحية على الجسم والإنسان.
وبينت المسنة صلاح أن العمل في الأرض يمنحها القوة والطاقة، ولا تعاني من أمراض مزمنة أو تأخذ أدوية، ولديها بنية جسمية تمكنها من حراثة الأرض بواسطة الحمار، وتضرب بفأسها فوق جذور دواليها وزيتونها فتعود عليها بالزرع الوفير.
وأوضحت المسنة صلاح أن الأرض غنية، وكلما بعثت فيها العطاء تمنحها السعادة، وأن العمل فيها جزء أساسي من شخصية الفلسطيني الفلاح ولا يجوز تركها، وأن أبنائها يساعدونها في الموسم في نقل العنب والزيتون إلى البلدة والأماكن الأخرى.
وطالبت المسنة الجهات المختصة بضرورة شق الطرق الزراعية ودعم قطاع الفلاحين، والانتباه لمعاناتهم في الوصول إلى أراضيهم.

تصميم وتطوير