المزرعة الخضراء.. مشروع زراعي شبابي يرى النور في خُزاعة

28.05.2023 03:11 PM

وطن-أمل بريكة-رفح: قالت حليمة أبو روك وهي طالبة سنة ثالثة وتدرس تخصص الطب المخبري في جامعة الأزهر بمدينة غزة، إن الفريق المكون من 3 فتيات وشاب فكروا في إنشاء مشروع زراعي أطلقوا عليه "المزرعة الخضراء"، كونهم يعيشون في منطقة خُزاعة الزراعية شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وأوضحت حليمة أن لهذا المشروع عدّة أهداف أبرزها توفير محاصيل آمنة للمواطنين خالية من المواد الكيماوية، وأيضّا التخفيف على الأهالي من المصاريف الجامعية التي قد ترهقهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها بسبب الحصار وارتفاع فرص البطالة.
وبينت أنهم بدأوا بتنفيذ فكرة المشروع في نهاية عام 2022 ولكن أوقف بسبب الصعوبات التي واجهتهم، ومن ثم أعادوا البدء به خلال شهر فبراير من العام الحالي، حيث يتناوب الفريق على زراعة الأرض والاهتمام بها.

وأشارت حليمة إلى أنهم استأجروا قطعة أرض مكونة من 3 دونمات تبعد عن السلك الفاصل مع الاحتلال بحوالي 500 متر، واعتبرت ذلك أنه أكبر تحدي بالنسبة لهم في ظل منغصات الاحتلال الذي يتعمد إطلاق النار على المزارعين ورش محاصيلهم بالسموم في وسيلة منهم لإبعادهم عن أرضيهم، ناهيك عن التصعيد الأخير على غزة، حيث كانوا غير قادرين على الوصول إلى أرضهم والاهتمام بها.

وتطمح هي وفريقها بالاستمرار في مشروعهم حتى يصبح لهم مصدر أساسي للدخل العائد عليهم وعلى أسرهم.

في حين قالت سجى أبو روك وتدرس الهندسة الزراعية في جامعة العلوم والتكنولوجيا، أن دراستها في هذا التخصص ساعدتها على تطبيق ما تعلمته نظريا أثناء قيامها بزراعة محصول الشمام، وتتحدث سجى عن آلية زراعة المحصول وكأن لديها خبرة سنوات في هذا المجال الذي ليس سهلا أن تعمل فيه فتيات صغيرات السن.

حيث أوضحت طريقة الزراعة بأنها تبدأ بحراثة الأرض حوالي 7 مرات، وذلك بسبب المنخفضات الجوية التي حدثت خلال فصل الشتاء وتسببت في تكوين برك مياه، ومن ثم تقوم بتسميدها قبل زراعة شتل الشمام الذي يبقى في المشتل فترة نموه حتى يكبر ويصبح مناسبًا للزراعة في الأرض.

وأضافت أبو روك، أنه وبعد حوالي 3 أشهر من بقاء المحصول في الأرض ووصوله إلى مرحلة النضج والقطف، في هذا الوقت شعرت بالفخر والإنجاز بأن تعبهم قد نضج وباتوا قادرين على بيعه للزبائن.

أما آية صبح "20 عاما" وتدرس تخصص علاج طبيعي تقول: "إن المشروع ومنذ بدايته واجهتنا فيه بعض التحديات أبرزها الحاجة إلى ماتور مياه، ما اضطروا لشرائه بنظام الاستدانة، مبينة أن التصعيد الأخير على غزة وصعوبة الوصول إلى الأرض كان سببا كبيرا في تكدس محصول الشمام الذي قاموا بزراعته، فقاموا ببيعه بسعر أقل".

وشعرت صبح بالمتعة بعد دخولها في مجال الزراعة رغم أن لكل بداية صعوبة خاصة وأن القائمات على المشروع هن من الفتيات، علما بأن مهنة الزراعة تحتاج إلى خبرة وجهد بدني قد لا تتوفر فيهن.

ونوهت، إلى أن الأمر بالنسبة لطالبة جامعة وتدرس تخصص صعب هو ليس سهلا، وكانت في البداية غير قادرة على التوفيق بين الدراسة الجامعية والاهتمام بالزراعة ولكن إرادة الله هي من جعلتها توفق بين الاثنين في آن واحد، حسبما قالت.

وتضيف أبو روك، أنها في الصباح تذهب إلى الجامعة وعند المساء تباشر الذهاب إلى الأرض وتقوم بعدة مهام  منها: "الزراعة والتعشيب والقطف" وغيرها من المهام التي تشعرها بالفخر من النتيجة التي وصلوا إليها بنضج المنتج وبيعه والتسويق له عبر السوشال ميديا.

 

 

تصميم وتطوير