المتنفس الوحيد لأطفال عائلة عبدالله المصابين بالتوحد أصبح رمادا بعد العدوان على غزة

25.05.2023 02:54 PM


أروى عاشور- غزة- وطن: انتهى العدوان على قطاع غزة، ولكن لم تنتهي الآلام التي سببها في بيوت وقلوب المواطنين، فمنهم من خسر صديقا وأخرى خسرت زوجا، وعروسا زفت عريسها شهيدا، وآخرين دمر الاحتلال منازلهم فأصبحت أمالهم معلقة.
الشقيقان أحمد وحسن عبد الله، من ذوي الاعاقة" طيف التوحد"، لم يتوقعا أن يستيقظا صباح آخر يوم في العدوان، على انفجار بقايا شظايا ما يسمى " القبة الحديدية" التابعة لجيش الاحتلال على سطح منزلهم الذي يعتبر المتنفس الوحيد لهما.
تقول زينت والدة أحمد وحسن، إنها سمعت صوت انفجار ضخم هز البيت كاملا فجر آخر أيام العدوان، لكنهم لم تكن تعلم حينها أن موقع الانفجار هي الغرفة الموجودة على سطح منزلها، حيث كانت المتنفس الوحيد لأبنائها المصابين بطيف التوحد.
تضيف زينب، إنها صنعت لأبنائها هذه الغرفة وقامت بملئها بالألعاب المصنوعة يدويا، لتكون المكان الوحيد الذي يقضي فيه أبنائها جميع أوقاتهم، بسبب حالتهم الصحية والنفسية.
وتكمل زينت، " الاحتلال حول المتنفس الوحيد لأبنائي لرماد، وما زالوا في حالة صدمة من تحول مكانهم المفضل إلى رماد"، مشيرة إلى أنها تشعر بحزن كبير حين تراهم في هذه الحالة.
وتستدرك زينب حديثها عن المعاناة التي يعيشها أطفال " طيف التوحد" بشكل عام في قطاع غزة، حيث أنها تتواصل يوميا مع العديد من المؤسسات المتخصصة لذوي الإعاقة، لكنهم يرفضون التعامل مع هذه الفئة بالتحديد.
وتوضح أن الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، يحول دون قدرتها على إعادة ترميم المكان كما كان سابقا، مضيفة" فلم يتم تجهيزه في يوم وليلة، إنما على مدار سنوات طويلة من العمل وخياطة الألعاب يدويا".
وتبين أن أبنائها يحتاجون إلى مدارس متخصصة غالية الثمن، يتطلب ذلك راتبا فوق راتب زوجها الذي يعمل مدرسا يتبع لحكومة غزة، الأمر الذي جعلها تفكر في تصميم مكان يلائم احتياجات أبنائها، لكن الاحتلال دمر آمالهم وجعلها آلام.
وتناشد زينب الجهات الخاصة وأصحاب الضمير الحي أن ينظروا لأبنائها بعين الرحمة، ومساعدتهم لترميم غرفتهم لتكون متهيأة لأشخاص "طيف التوحد" بالإضافة غلى تبنيهم معنويا عن طريق المؤسسات الداعمة لهذه الفئة.

تصميم وتطوير