عشرة أيام في كوبا المحاصرة

29.11.2022 09:07 PM

كتب: نافذ غنيم *

منذ ان وعينا معاني الثورة ووحدة النضال الاممي ضد الاحتلال والاستعمار والرأسمالية وكل من يدور في فلكها من انظمة التخلف والرجعية والتبعية، شكلت كوبا وثورتها عنوان للثوار الاحرار، ونموذجا للتحدي، فكان الثائر جيفارا ورفيقه فيدل كاسترو هي الرموز الثورية الاكثر بروزا، ليحتلوا مكانة اعتزاز وافتخار من قبل الشيوعيين واليساريين في العالم، حتى من قبل العديد ممن اختلفوا معهم فكريا، فقد وجدوا فيهم نموذجا للنضال الصادق والتحدي الذي لا يعرف كلل او ملل، واستشعروا في مواقفهم نبل الفكرة والثبات على المبدأ، وفي ارادتهم عزم لا يلين ولم ينكسر امام التحديات والصعوبات التي نتجت عن سياسات واجراءات الولايات المتحدة الامريكية بهدف افشال اهداف ثورتهم الكوبية، التي كان في القلب منها بناء الاشتراكية كنظام يحقق العدالة والمساواة والرفاة للشعب الكوبي، والانحياز الكامل للمعسكر الاشتراكي المناهض للرأسمالية .

كانت الثورة وكانت الاشتراكية، ومعهما ابتدأت مسيرة الحصار القاسي لهذه الجزيرة الواقعة في امريكيا الشمالية، والقابعة في قلب البحر الكاريبي، والتي يعيش فيها ما يقارب الاحدى عشر مليون ونصف شخص متنوعي الاجناس، فمنذ عام 1962م فرضت الحكومة الامريكية حصارا مشددا على هذا البلد الصغيرة والكبير الارادة والشموخ والاصرار في الدفاع عن سيادته وعن خياراته الحرة ومستقبله المنشود، منذ ستون عاما والحزب الشيوعي الكوبي ومعه الحكومة والشعب يخوضون حربا ضروسا وشرسة ضد كل الممارسات والاجراءات والقرارات التي استهدفت بلدهم المتمرد على سياسات الوليات المتحدة وتوجهاتها في القارة الامريكية .. ومنذ ستون عاما والشعب الكوبي يدفع اثمان باهظة على مستوى رفاهيته وفي مختلف تفاصيل حياته المعيشية، وفي مواجهة الحرب النفسية والمعنوية التي تستهدف كسر ارادته وسحقه لكي يرفع راية الاستسلام .. ستون عاما ولم تتراجع كوبا بقيادة حزبها الشيوعي عن مبادئها التي تشكل الماركسية اللينينية عصبها الاساس، بل تضاعف اصرارها للمضي قدما من أجل ترسيخ النظام الاشتراكي كطريق يؤمن العدالة الاجتماعية والتنمية والسلام لأبناء الشعب الكوبي .

وبرغم كل الضغوط وتصاعدها بما فيها ادراج كوبا ضمن قائمة الارهاب الامريكية الزائفة، وما تبع ذلك من تشديد الحصار عليها اقتصاديا ودبلوماسيا وصولا للمس بالاحتياجات الاساسية التي يتطلبها كل بيت في كوبا، الا ان الحكومة بقيادة الحزب الشيوعي الكوبي ومعها الشعب الكوبي يواصلون المضي قدما على هذا الطريق بثبات برغم كل ما يواجهونه من صعوبات شتى، وبرغم الاخفاقات احيانا، وكذلك حملة التحريض المنظم والمستمر التي تستهدفها .
الاجتماع الدولي للأحزاب الشيوعية والعمالية وواقع كوبا ..

سافرت لهذا البلد الشقيق والعزيز امضيت فيه عشرة ايام، شاهدت الكثير والتقيت بالعديد، واستمعت لقصص تعكس معاناة الشعب الكوبي ومن يقيم هناك، والى جانبها مواقف اعتزاز بهذا البلد وصموده، مما اتاح لي التعرف على هذا الشعب عن قرب.
انه حلم تحقق راودني منذ عشرات السنين ليصبح واقعا، تمنيت ان تطأ قدماي كوبا مهد الثوار، هذا البلد الذي شكل طوال الوقت للشيوعيين واليساريين في العالم ايقونة ثورية، وما زاد حبي وابناء شعبنا لهذا البلد وشعبه المناضل والمعطاء وحرصنا على التضامن معه، هو دعمه العملي الراسخ  لقضيتنا الفلسطينية، فمنذ نشوء ثورتنا المعاصرة وحتى الان، شكلت كوبا بحزبها الشيوعي وحكومتها وشعبها داعما اساسيا لحقوق شعبنا الوطنية العادلة، ومعاديا قويا لدولة الاحتلال الاسرائيلي ولحليفتها راس الظلم والافساد العالمي الولايات المتحدة الامريكية، انها مواقفهم المبدئية الثابتة التي لم تتزعزع على مدار ستين عام مضت.
سافرت الى هذا البلد البعيد في اطار مهمة حزبية للمشاركة في الاجتماع الدولي للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي عقد دورته الحالية في هذا البلد تضامنا معه، وتأكيدا على النضال المشترك ضد الرأسمالية وسياساتها العدوانية تجاه شعوب العالم، ومن اجل مصالح الكادحين والفقراء وتحقيق السلم والاشتراكية، كان هذا الاجتماع بمثابة تظاهرة عالمية ضد الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، وهو يعيد للأذهان الرابط الاممي الذي جمع شيوعيي العالم، ووحد نضالهم ضد الامبريالية ومن أجل حرية الشعوب وبناء الاشتراكية والسلم العالمي، وكان مفيدا ان ينعقد في كوبا كرسالة دعم وتأييد لهذا البلد المحاصر، وكوقفة تضامن معها ضد الحصار الامريكي الظالم والتعسفي المفروض عليها، وللمطالبة بشطبها من قائمة الارهاب الامريكية الزائفة، ليتمكن الشعب الكوبي من العيش بحياة كريمة ومستقبل امن، وما كان لافتا في نقاشات ونتائج هذا الاجتماع الدولي هو التضامن عالي المستوى مع قضيتنا الفلسطينية، حيث خصص في البيان والخطة الختامية للاجتماع فقرة خاصة بالقضية الفلسطينية تضمنت دعما قويا ومبدئيا لنضال شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة، واستنكارا ورفضا لكل اشكال العدوان الاسرائيلي على شعبنا بتفاصيله كافة بما في ذلك صفقة القرن، والعمل على إطلاق حملة دولية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني.
وفي نهاية الجلسة الختامية ارتفعت القبضات وصدحت الحناجر بنشيد الاممية "هبوا ضحايا الاضطهاد .. ضحايا جوع الاضطرار، بركان الفكر في اتقاد .. هذا اخر انفجار، هيا نحو كل ما مر .. ثوروا حطموا القيود، شيدوا الكون جديد حر .. كونوا انتم الوجود، بجموع قوية .. هبوا لاح الظفر غد الاممية يوحد البشر .. الخ".

كان لزيارة مركز فيدل كاسترو وقعا مميزا في نفوسنا، انه تلخيص مكثف لحقبة ثورية لازالت تفاعلاتها في مختلف مناحي الحياة الكوبية، تحمل بصمات هذا الثائر ورفاقه الذين قادوا كوبا الى ان رحل ارثا ثوريا مميزا، ودروس في النضال والارادة التي لم تنكسر ابدا، هي راسخة وشاهدا ابديا على عظمة الثأرين، وزوادة يقتات منها كل المتعطشين للحرية والعدالة والتقدم .
أتاحت لي الايام التي قضيتها في العاصمة هافانا بعد انتهاء اعمال هذا الاجتماع، وبرفقة ولدى محمد الذي يدرس الطب في كوبا بمنحة كانت من نصيبه من بين خمسون منحة لدراسة الطب سنويا تقدمها الحكومة الكوبية لشعبنا الفلسطيني، كما تقدم العشرات من المنح لشعوب اخرى برغم الظروف القاسية التي يعانيها الشعب الكوبي، اتاحت لي فرصة التجول في هافانا وان ازور محافظات جميلة اخرى امتازت بالطبيعة الساحرة والجميلة، وان الاحظ بعض المظاهر والاستماع لاحاديث مختلفة عن الواقع المعيشي للشعب الكوبي . في البداية انتابني حالة من القلق على مستقبل التجربة الاشتراكية في كوبا، هناك الكثير من المصاعب التي يواجهها المواطن الكوبي لا سيما على مستوى دخله المتواضع، وفي شح او انعدام بعض الاحتياجات المعيشية وخاصة الغذائية منها، وفي أزمة الوقود والطاقة والهجرة، وغيرها من المصاعب .. كنت اتساءل .. ألا تستطيع الحكومة الكوبية الاعتماد على الذات لإنتاج كل ما يغطي حاجات الشعب الكوبي من مواد ومتطلبات اساسية؟ وكيف ستتمكن من سد مختلف الثغرات التي يمكن للمتربصين بكوبا النفاذ منها للانقضاض عليها .. كيف وكيف ؟؟

اللقاء بقيادة الحزب الشيوعي الكوبي 
العديد من التساؤلات لم اجد لها اجابات، وهي ما فاقم قلقي على مستقبل هذا البلد العزيز، وعلى تجربته الاشتراكية، لا سيما وبعد ان تم تفعيل خدمة الانترنت منذ ثلاثة سنوات مضت ليصبح متاحا للجميع، هذا الانفتاح الذي خلق ايضا تحدي اضافي امام الحكومة الكوبية، في ظل اجيال نشأت لم تعايش واقع الثورة وقيمها ولها طموحات واحلام تأخذها لمساحات لا يقوى واقع كوبا المحاصر على تحقيقها، هذا الى جانب سيل التحريض والتشويه وبث روح الاحباط التي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها تجاه كوبا وتاريخها بهدف كسرها واخضاعها لأهدافهم وسياساتهم .

كنت بحاجة الى اجابات واضحة وشافية، الى ان تلقيت دعوة للقاء رسمي مركزي مع قيادة الحزب الشيوعي الكوبي، ذهبت في الموعد المحدد الى مقر الحزب المركزي الواقع في ساحة الثورة في قلب هافانا، وجدت في استقبالي نائب الرئيس الكوبي للعلاقات الخارجية واعضاء من اللجنة المركزية للحزب، وابتداء اللقاء بالإشادة بالشعب الفلسطيني ونضاله العادل، وبموقف كوبا  المبدئي والثابت تجاه الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، جرى الحديث عن تقييم الاجتماع الدولي للأحزاب الشيوعية والعمالية، وبعد ان استمعوا لعرض خاص بقضيتنا الفلسطينية والتحديات الماثلة امام  شعبنا وغيره من القضايا، كانت الفرصة التي انتظرتها للاستفسار عن العديد من التساؤلات التي راودتني بقلق شديد، تساءلت عن كل ما جال في خاطري بكل صراحة، وهم الذين كانوا حريصين على هذه الاجواء خلال هذا اللقاء الرفاقي الذي امتاز بالوضوح والحميمية والحرص المتبادل .
ابتسم الرفيق خوان مارسان وقال "اشكرك على هذه الصراحة، ونحن نشكر هذا الاعتزاز بالثورة الكوبية وبالحرص على تعزيز العلاقات الكوبية الفلسطينية، ونحن بلا شك نواجه اوضاع صعبة، فعندما نتحدث عن ستون عاما من الحصار القاسي ومن الارهاب والتحريض المنظم من قبل الولايات المتحدة الامريكية تجاه شعبنا الكوبي، ومن حصار يطول مناحي الحياة كافة، فكيف سيكون الوضع في بلد مثل كوبا؟

ومع ذلك نحن نتسلح بإرادة قوية لا يمكن ان تنكسر تستمد عزيمتها من فكرنا الثوري، ومن تحدينا للإدارة الامريكية وكل حلفائها الذين يستهدفون بلادنا وكرامة شعبنا، نسعي بكل جدية مستفيدين من كل ما هو متاح لتوفير الحاجات الاساسية لشعبنا، لكننا نواجه الكثير من الصعوبات، وعلينا ان لا نتجاهل ايضا والى جانب الحصار وادراج كوبا على قائمة الارهاب الامريكية، ما تعرضت له البلاد من صعوبات بسبب جائحة كورونا، كذلك ما واجهناه من كارثة وطنية كان ضحيتها اشتعال المخزون الاستراتيجي الكوبي من البترول الذي دمر بالكامل، كذلك الواقع المناخي لكوبا وما تواجهه من اعاصير مدمرة "

ضرب مثلاَ واقعياَ عن هذه الصعوبات، حيث انتجت كوبا لقاح فعال ومتميز لعلاج "كورونا"، وعندما اتخذت الحكومة  قرار بتطعيم الشعب الكوبي واجهوا مشكلة النقص الشديد في المحاقن "السرنجة " من اجل القيام بعملية حقن هذا اللقاح، فكوبا تستطيع تصنيع هذه الحقن لكن المواد الخام البلاستيكية غير متوفرة، واذا ما قامت أي شركة خارجية بتوريد هذه المادة لكوبا تقوم الحكومة الامريكية بمنعها  وبمعاقبتها أشد العقوبات، وهذا ينطبق على مختلف اوجه الاستيراد مثل البترول ومنتجاته مما تسبب بأزمة الطاقة والمواصلات في البلاد، كذلك الامر فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية، فكوبا بحاجة لاستيراد السماد والمبيدات لان امكانياتهم الذاتية لا تكفي كما ونوعا مما تسبب بأزمة في العديد من المواد الغذائية، وكذلك على مستوى السياحة التي شكلت في الاعوام السابقة مصدرا رئيسيا لموازنة الدولة فقد تضررت بشكل كبير ومؤذي، فعلى سبيل المثال فقد بلغ عدد السياح القادمين لكوبا عام 2018م ما يقارب الاربعة مليون ونصف سائح، وبسبب الحصار وازمة كورونا وصل عدد السياح هذا العام لما يقارب الثلاثمئة الف سائح فقط، هذا الى جانب الضرر الذي لحق في القطاع المالي من تداولات واقراض وغيرها.
وبسبب هذه الاوضاع الصعبة تعاني كوبا من هجرة الكوبيين المتتالية الى الولايات المتحدة الامريكية التي تشجعها وتغذيها الادارة الامريكية .

تحديات وآفاق مستقبل ودفء كوبي وفلسطيني
وبعزم الواثق من المستقبل قال القائد الكوبي " نحن أمام كل هذه الصعوبات والتحديات اجرينا نقاشا واسعا ليس في الحزب فحسب، انما مع مختلف القطاعات الشعبية حول مظاهر واسباب الازمة التي تعيشها البلاد وسبل المعالجة والحلول الممكنة في ظل الواقع الصعب، وانطلاقا من الاعتماد على الذات خلصنا لإعداد خطة سقفها الزمني 2030م ستمكننا من تجاوز ازمتنا، والانتقال الى مرحلة جديدة يشعر خلالها شعبنا الكوبي بنتائج هذا التوجه الاشتراكي الخلاق، وتأخذ بالاعتبار مراجعة اساليب عملنا، وتطوير الحالة الاقتصادية في البلاد بابتداع انماط واشكال جديدة تساعد على التنمية المستدامة التي ننشدها".
وأضاف "نحن نواجه تحديا اخرا مهما وجديا في الحفاظ على الفكر الاشتراكي وقيم الثورة، لذا فإننا سنطلق حملة من التثقيف الشعبي يحافظ على وجه كوبا الاشتراكي وعلى فكرها الثوري والتقدمي المستند لتعاليم الماركسية اللينينية ارتباطا بواقع وخصائص الشعب الكوبي، فنحن نبحث عن الارادة الشعبية الجماعية الواعية والمنظمة كشرط اساسي في تحقيق نهضة البلاد وانجاز اهدافنا المرجوة".

كنت استمع لهذا الحديث باهتمام بالغ، اجزم بانني لم افوت حرفا واحدا مما قيل، كنت ابحث عن ضالتي بالإجابة على الاسئلة التي باتت تقلقني بعد معايشتي للواقع الكوبي رغم الايام القليلة التي قضيتها هناك .. انتهى اللقاء بعناق حميمي تعبيرا عن الحب الرفاقي ومتانة العلاقة التي تربط شعبينا، ومعه تبددت العديد من المخاوف التي راودتني.. شعرت بان هناك مساعي جادة من قبل الحزب الشيوعي في انتشال البلاد من ازمتها رغم واقع الحصار .. لمست ارادة الشيوعيين وتحديهم لعدوهم مهما كانت قوته وجبروته وامكانياته .. وادركت بأن شيوعيي كوبا لم يفقدوا البوصلة بالالتحام مع الشعب وقضاياه من اجل مواجهة الصعوبات التي تنتصب اما مستقبلهم.

تمنيت من كل قلبي ان ينجح هذا البلد العزيز في تحقيق اهدافه لتبقى كويا أيقونة ثورية في كل المراحل، فنحن وكل الشعوب المضطهدة بحاجة لان يبقى النموذج وان يبقى الامل الذي ينير للشعوب طريق التحرر والاستقلال والخلاص من هيمنة راس المال ورموزه وادواته في العالم. وما زاد اطمئناني على القدرة في نجاح مساعيهم، ان هذا البلد بقي موحدا شعبا وارضا، وبان قيادته لم تفقد البوصلة رغم كل الصعوبات والتحديات الخارجية والداخلية، وهي لم ترهن البلاد ولا مستقبل الشعب لأجندات خارجية .
وعلى جانب الدفء الفلسطيني، كان لسفيرنا في كوبا الدكتور اكرم سمحان لمسه وفاء اشعرتني بمعاني الانتماء للوطن وبحب ابناء شعبنا لبعضهم البعض، زارني بكل تواضع في اول يوم وصلت به لكوبا، كما دعاني لبيته العامر بالكرم وحسن الضيافة حيث زوجته الجميلة المضيافة والودودة، كانت زيارة حميمية تفيض بالحب الفلسطيني الاخوي والرفاقي، كما كان لزيارتنا الرسمية للسفارة الفلسطينية في هافانا وقعا جميلا وطابعا مميزا.

واذكر بكل حب رفاقي الاعزاء دارسي الطب في هذا البلد الشقيق، الذين التقيتهم على الدوام، وسعدت بهم وبجهدهم المثابر من اجل اتمام رسالتهم، وتقديم نموذج مشرق للطالب الفلسطيني في الخارج.
يمكن القول بانني قضيت أيام جميلة في هذا البلد المليء بالمشاهدات، لمست خلالها طيبة هذا الشعب التواق للحياة، المرح والفرح دائما، تجده دائم الغناء في شوارع وازقة هافانا حتى اثناء توديعه لموتاه .. المدينة القديمة التي تحمل طابعا ودفئا خاصا بمبانيها وشوارعها الاثرية الرائعة، وكذلك الاحياء الممتدة الراقية والمتواضعة في هافانا، والطبيعة الساحرة الجميلة . انها بلاد تحتاج للكثير وصولا لحالة استقرار للنهوض بمقوماتها نحو ما هو افضل على جميع المستويات.
إنني على ثقة بان الشعب الكوبي الشقيق وبقيادة حزبه وحكومته سينتصرون على الصعاب، وسيتمكنون من  تحقيق اهدافهم رغما عن ارهاب وجبروت الادارة الامريكية، وبانهم سينجحون في استخلاص العبر استنادا الى تجربتهم، فهم يمتلكون من الجرأة والارادة ما يمكنهم من تصحيح أي  انحراف اعترى مسيرتهم الثورية، لكي تكون الثورة حاضرة بروحها وقيمها في ظل البناء، ولكي يكون الشعب الكوبي الصديق حرا ابيا يرسم معالم مستقبله نحو الاشتراكية والعدالة والتقدم وتحقيق اقصى دراجات الرفاه الاجتماعي والاقتصادي بثبات ودون تراجع .. عاشت كوبا حرة أبية.

* عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير