من "عين السعادة" إلى "عين أم الفرج".. جولة في عيون حيفا الحاضرة الغائبة

13.03.2021 11:59 AM

وطن- تقرير: عمر عاصي

غالبًا، عندما تُذكر حيفا ومعالمها السياحية، نذكر حدائق البهائيين وقبّة عبّاس.. نذكر المستعمرة الألمانية ومطاعمها الفخمة، نذكر "ستيلا ماريس" (مار الياس) والقطار الهوائي، وبلا شك نذكر شواطئها الساحرة.

أما عيون حيفا والينابيع فنادرًا ما تُذكر، هذا إن ذُكرت أصلًا؛ بل إن معظم من يعرفون حيفا بل وثلّة ممن يسكنونها لا يعلمون أن بين أحيائها تختبئ عشرات العيون والينابيع، بعضها جفّ واختفى ولم نعد نعرف عنه شيئاً ولكن بعضها لا يزال ينبض بالحياة والجمال وينتظرنا كي نزوره ونستكشفه.. مثل "عين السعادة" التي نمر عنها غالبًا ولا نعرفها وعين "أم القصب" التي كانت تتميز بطعمها البديع وعين التينة وبستانها الطبيعي البديع وعين السيّاح وعين أم الفرج التي لا تنضب حكاياتها.. بالإضافة إلى عيون أخرى كثيرة نتناولها في التقرير التالي.

1. عين السعادة : الحاضرة الغائبة
إذا ما دخلنا حيفا من الشرق، فإن ما يستقبلنا عادة هي مشاهد معامل تكرير النفط والمصانع البتروكيميائية، ولولا الكرمل وتضاريسه البديعة لما كان هناك حضور إلا لأبراج التبريد القديمة في معامل التكرير، بالإضافة إلى المرافق الصناعية والتجارية فيما يُسمى بالـ "تشيك بوست"، وهي واحدة من المفترقات الرئيسية في منطقة حيفا إبان الاحتلال البريطاني.
وكان سابقًا عبارة عن نقطة تفتيش مروريّة؛ أما الكنوز والموارد المائية والبيئية هناك فلا تُرى، وإن رُؤيَت فلا ترى إلا بعد تفحص وتمحص.

سواء في الخرائط القديمة أو كُتب الرحالة، فإن عين السعادة كانت حاضرة بشكل لافت، فهي ليست مُجرد نبع آخر من حوالي 150 نبعًا موجودة في جبال الكرمل، فقد كان لها أيام عزها، ولعل اسمها يكفي لذلك، ولهذا نجد حتى الدراسات الهيدرولوجيّة تشير بأن المياه كان تتدفق منها بوتيرة جيدة تصل إلى 22 لتراً في كل ثانية (80 كوب في السنة)، ولهذا فإنها كانت في الماضي من أكبر عيون حوض وادي المُقطّع الذي صار يُسمى اليوم "قيشون" أو "كيشون" (التسمية الإسرائيلية).
المؤسف أن التغوّل العمراني في منطقة "التشيك بوست" لم يُبالي بوجود هذا الينبوع البديع، فتحول النبع وما حوله إلى جزيرة مُغيّبة، البعض استغلها كمكبًا للنفايات، وقلة يزورونها لمحاولة إنقاذ ما تبقى منها؛ أما أكثر زوار حيفا ممن يمرون بجانبها، لا يعلمون بوجودها أصلًا!

الخبر الجيد أن العين بدأت تستعيد شيئًا من حيويتها، فقد توقفت المياه عن الجريان فيها خلال أعمال حفر أنفاق الكرمل إلا أن المياه عادت مؤخرًا، وهناك أحاديث عن خُطط لإعادة ترميمها.. وهي على كل حال، تبقى واحة خضراء صمدت في وجه التغوّل العمراني الشرس وتستحق أن نزورها.

ولو تسنى لنا المزيد من الوقت، فلا بُد أن نخرج عن مسارنا قليلًا لنرى بقعة أخرى ساحرة وسط كُل هذه المناطق الصناعية، فلا بُد أن نتجه لنستمتع بشيء من الوقت على مقربة من مرفأ الصيادين في منطقة تسمى "متنزه وادي المقطّع (بارك الكيشون" حسب التسمية الإسرائيلية).

2. عين العلّيق وقلعة روشميا.. كنوز خفيّة
من عين السعادة، ننطلق لنصعد إلى بقعة بديعة على ارتفاع 200 متر عن سطح البحر تُدعى "قلعة روشميا" وهي لا تقل أهمية عن عين السعادة، إن لم تكن أهم، فهي حاضرة في مُعظم الخرائط القديمة كذلك، ومع ذلك فإن الطريق إلى القلعة قد لا يُوحي بذلك، بالأخص عندما ندخل بين البنايات المحيطة بالطريق إلى القلعة، ومع الوصول سنرى المنطقة أيضًا مهملة، ولكن موقعها الاستراتيجي المميز، يُخبرنا بالكثير.

كانت قلعة رشميا تستخدم لعمليات مراقبة الطرق مُنذ أيام البيزنطيين، وقد استخدمها الصليبيون أيضًا ومن بعدهم المماليك استخدموها خانًا، ثم استخدمها أخيرًا ظاهر العمر الزيداني، والمثير أن ارتفاعها ليس وحده ما ميّزها، بل قربها من أحد أهم الموارد المائية في حيفا سابقًا، ويُقال أن تسميتها "روش مايا" من اللغة الآرامية وتعني "رأس العين" لقربها من عين تُدعى عين العليق (الاحتلال أطلق عليها اسم عيون "فارديا" بالعبرية).

مع أن العين ليست بنفس أهمية باقي عيون حيفا، إلا أنها تروي حكاية الكثير من العيون التي أُهملت ولم تدمج مع الأحياء المحيطة بها، فالوصول إليها من القلعة ليس سهلًا، علمًا بأنها في الماضي كانت مصدر المياه الرئيسي للقلعة، وقد ذكر أحد الإنجليز الذين زاروا المكان بأن عدداً من أشجار الزيتون المعمرة كانت في المكان وأن بئرًا معروفة هناك تُدعى "بئر اليشع"، كما أن الخرائط القديمة تشير إلى وجود كروم العنب سابقًا في هذه المنطقة التي كانت تسمى "أم العليق"، وأما اليوم فلم يبقَ زيتون ولا عنب وقد تغيرت ملامح المكان بشكلٍ كبير كما إن العين لم تعد معروفة لفئة واسعة من سكان حيفا، وكأنها غُيّبت هي الأخرى مثل عيون كثيرة جفّ بعضها واختفى بعضها الآخر، سنذكرها لاحقًا. 

بالوقوف عند أطلال قلعة روشميا (قلعة رأس العين) سنشاهد من هناك خليج عكا من جهة الشمال، كما يُمكن أن نشهد أعالي جبل الكرمل وجامعة حيفا من بين البنايات التي تُحيط بالقلعة، كما يُمكن أن نسمع من هناك الآذان من حي الحليصة ولا ننسى أن نتأمل هناك منطقة وادي رشميا.

ونتذكر حكاية آخر عائلة فلسطينية صمدت في هذا الوادي وقاومت محاولات إسرائيلية لطردها، بهدف إقامة طريق سريع على أنقاض الكوخ الذي كانوا يسكنون فيه، وقد تم تسجيل فيلم وثائقي عن حكاية العائلة ويدعى "روشميا".

3. عين أم القصب "ميّتها زي السُكر"
ليس ببعيد عن حكايا تهجير سُكان وادي روشميا، فإن معظم أهالي القرى الفلسطينية المحيطة بحيفا قد هجّروا عام 1948، وأبرزها بلد الشيخ وطيرة حيفا، وعند الحديث عن عين أم القصب لا بُد أن نذكر بأن هذه العين كانت من العيون التي يعتمد عليها سكان طيرة حيفا وبلد الشيخ.

فخلال البحث عن حكايات هذا المكان، سنجد شهادة للحاجة لطيفة السهلي تذكرّنا بعين السعادة وعين أم القصب فتقول: "عيون البلد كانت غامرة البلد بالميّ" إلا أنها تخص عين أم القصب بالذكر قائلة: "عين إم القصب لما كنت أشرب منها تحسّ بطعمة القصب الحلو، ميّة عين أم القصب طيّبة مثل السكّر".

اليوم تقع هذه العين إلى الجنوب من حي "دانية" وهو الحي الذي يُكنى بحي الأغنياء في حيفا، والمؤسف أن الطريق من هذا الحي إلى العين ليست متاحة، ولكن هناك مسار مشي يبدأ بالقرب من جامعة حيفا ويمر قرب ثلاثة من العيون الموجودة في هذا الوادي وهي عين النضير وعين أم القصب وكلاهما جفّ أو لم يعد ينبع كما كان في سابق عهده ولم يبقَ إلا عين المغارة (العين الشرقية) وهي العين التي كان يعتمد عليها أهالي طيرة حيفا للشرب (يُطلق عليها عين كيديم بالعبرية).
وللعلم فإن أحد الكُتاب المُهتمين بتدوين حكايا العيون والينابيع ذكر بأن هذه العين تُذكر بشكل كبير بالعيون الموجودة في جبال القدس، لدرجة أنه وصفها بأنها "كأنها مأخوذة من جبال القدس".

4. عين عبدالله والصوانية.. كأنها لم تكن!
قبل أن نصل المحطة الأخيرة في وادي السياح، لا بُد أن نستوقف هناك قليلا لنذكر كيف أدى التغوّل العمراني في حيفا إلى طمس وتخريب الكثير من العيون والآبار، بل تعدى ذلك إلى طمس التاريخ والمسميات وما تحمله من حكايا ورمزيّات للمكان.
وكي ندرك حجم الكارثة نستحضر ما ذكره د. سلمان أبو ستّة في كتابه "أطلس فلسطين 1917-1966"، بأن عدد الينابيع في قضاء حيفا كان يصل إلى 209 عين ونبع، بينما اليوم لا نعرف منها إلا أبرزها فقد جفت كثير منها، وفي الحدود الحالية لمدينة حيفا يُمكن أن نذكر منها عيون الصوانية التي ذكرها أحد الرحالة بأنها تنبع في الشتاء فقط، واليوم هي جافة ولا يُعرف مكانها بالضبط (يُطلق عليها بالعبرية "ريميز") وكذلك عين عبدالله القريبة من وادي عبدالله (يُطلق عليها بالعبرية عوفادية - تحريف لاسم عبدالله) والتي لا يعرف موقعها اليوم بالضبط، لأنها مغطاة بالنباتات البريّة.

5. عين التينة.. عَين على سياسات التشجير الصهيونية
ليس بعيدًا عن عين عبدالله، تقريبًا خمسة دقائق بالسيارة، تقع عين التينة، وهي عين صغيرة لم تذكرها أكثر الخرائط والمصادر القديمة، ولكن المثير أنها حاضرة اليوم أكثر من غيرها على الخرائط السياحيّة، بل إن البعض يعدها بأنها مكان ملائم للسباحة، وهي قريبة من أحد الطرق المركزية في حيفا (طريق فرويد)، ولكن المميز أكثر، هي اللفتة المهمة التي يشير إليها أحد الكتاب الإسرائيليين في مقالة له عن هذه العين.

يقول: "في حريق الكرمل عام 2016، احترق كل ما في وادي أحوزا (وادي الريشة) ومُنذ ذلك اليوم والوادي يتعافى ببطء، بيد أن بقعة ساحرة بقيت في المكان تختبئ فيها عين التينة وبقربها بركة تتجمع فيها مياه الينبوع وهي عبارة عن "واحة هدوء في قلب المدينة" ويُكمل: "لا بُد أن ننتبه هنا إلى التناقض ما بين أشجار الصنوبر التي تغطي منحدرات الوادي والبستان الطبيعي حول العين، فالأولى (أشجار الصنوبر) تأذت واحترقت ولم يبقَ لها ذِكر بينما البستان الطبيعي بقي كما هو، كأنه لم ينشب هناك حريق البتّة".
هذا الاقتباس، الذي يُذكرنا من جهة بحرائق الكرمل ومن جهة أخرى بالأشجار المحليّة، لا بُد أن يأخذنا للتفكير بحكاية انتشار أشجار الصنوبر بشكل مُلفت في بلادنا، ولمن لا يعلم، لم تكن أشجار الصنوبر منتشرة بهذا الشكل في بلادنا، ولكن السياسات الصهيونية وظّفت هذه الشجرة بسبب قدرتها الهائلة على التأقلم مع بيئات مختلفة وسرعة نموها، وبالتالي فإنها ممتازة في فرض أمر واقع جديد وطمس معالم قديمة، ومع الوقت بدأ يتضح أن هذه الأشجار ساهمت في زيادة حدّة الحرائق في جبال الكرمل، كما ساهمت في تقليص التنوع الحيوي. ومن خلال هذه الملاحظات عن عينة التينة، نجد أن الأشجار المحليّة كانت أكثر صمودًا أمام الحرائق.

6. عين السياح وأم الفرج: الصراع على الوجود والمسميات
من عين التينة "الصغيرة"، ننتقل إلى محطتنا الأخيرة، ولعلّها أهم محطة، بل إننا لو لم نزر غيرها فسنجد هذا الوادي يُلخص كُل الحكايا، فهناك بستان الخياط ونبات الحلبلوب المميز؛ وهناك عائلة أبو عباس الصامدة، كما نجد أدراج الكبابير المعروفة ومغارة الكرمليين والدير العتيق وبدل عين ماء واحدة سنجد عين السيّاح وعين أم الفرج وهي من أشهر عيون حيفا والكرمل.

مع الوصول، لا يُفضّل الدخول بالمركبة حتى العين، مع أن ذلك ممكن للمركبات المُرتفعة ولكن يُفضل أن نترك المركبة عند مدخل الوادي لنعيش التفاصيل كُلها، فهي كثيرة. وأول ما يُصادفنا هناك هي بيوت آل عباس الذي سكنوا هذه المنطقة قبل قدم الصهاينة والإنجليز، ومع ذلك تُحاول بلدية حيفا مُنذ أعوام طويلة تهجير السكان بحجة إقامتهم في منطقة محمية طبيعية، مع أن السُكان عاشوا في هذه المنطقة منذ سنين طويلة في تناغم مع الطبيعة، بل وعمّروا سفوح تلة "فرش اسكندر" (كرميليّا اليوم) وزرعوها بكل ما تشتهي أنفسهم ولا تزال المدرجات الزراعية تشهد على ذلك، حتى جاء الاحتلال وصار ينازعهم على أرضهم، وعمومًا فإن المعارك القانونية قائمة بينهم وبين السلطات الإسرائيلية.

ومن زار الحي، وزار المصلى الصغير الذي أسسه الشيخ فايز ابو عباس قبل وفاته، لا بُد وأن يلتقي ببعض سكان الحي، وسيجد لسان حالهم: "نحن هنا باقون".

من المُصلى، نمشي في مسار صغير نحو بُستان الخياط، وهو أحد أشهر بساتين حيفا، وقد سمي على اسم صاحبه "عزيز الخياط" وهو من أغنى أغنياء حيفا، وهناك حكايات كثيرة حول جمعه لثرواته الطائلة، لن نخوض بها هنا، وسنكتفي بتأمل هندسة الحديقة التي تجمع ما بين الحداثة والعراقة، فمن جهة هناك المساحات الخرسانيّة التي تجسد الحداثة وهناك التنوع في أشجار التوت والتين والزيتون والنخيل التي تجسّد عراقة البساتين العربية.

وإن تأملنا أكثر سنجد القنوات المائية التي تذكرنا بحدائق الاندلس، ومن زار الأندلس وحدائقها، فسيجد بُستان الخياط في ناحيته الغربية يُذكره بها. نقطة أخرى تُبهر المعماريين في هذا البستان تناسقه مع الطبيعة المحيطة، من حيث انسياب المياه إليه من كُل حدب وصوب للتجمع في برك يُحبها الكبار قبل الصغار.
نترك البُستان، لنصعد إلى الطريق المؤدي إلى عين السيّاح، على جهة اليُسار سنجد حي الكبابير في الأعلى كما سنرى الأدراج

التي تصعد إلى الحي، ولأنها ليست سهلة فلو سألت من ترعرع في هذا الحي عن عددها فسيُخبرك " 311 درجة "، والصعود منها إلى الكبابير ليس سهلًا بالأخص وأنها لم تكتمل حتى النهاية.

على نفس التلة التي نرى عليها الأدراج، لو تأملنا سنجد نبتة بديعة، تُزهر في الشتاء بزهور صفراء، قد تبدو تقليدية للبعض ولكن علماء النبات يُدركون جيدًا أن هذا الصنف من هذه النبتة هو صنف خاص جدًا بهذه المنطقة ولا يُمكن أن نراه في بلادنا إلا في هذه البقعة، وهو ما يُعرف بالنباتات المتوطنة واسمه "حلبلوب السِيّاح"  (Euphorbia dendroides) وهو مُعرض للانقراض ويستحق أن نعرفه ونُحافظ عليه.

إذا ما التفتنا يميناً، سنجد عين ماء، تخرج من الصخور على طرف الطريق وتتجمع في بركة بديعة، هذه هي عين السياح، ولو تأملنا جيداً سنجد كائنات سوداء على الصخور المُحيطة بالعين، لو اقتربنا أكثر سنُدرك أنها حلزونات. وهذه الكائنات الحيّة البديعة يُصنفها خبراء البيئة ضمن "المؤشرات الحيوية" فمن خلالها يُمكن أن نتعرف على مستوى جودة المياه، فعندما نراها يُمكن أن نستدل بأن المياه التي أمامنا مياه عذبة غير ملوّثة فهي حساسة جدًا للملوثات ولا تعيش إلا في المياه العذبة، وهي الأخرى تستحق أن نعرفها وتسمى حلزون المياه العذبة (Melanopsis praemorsa).
من عين السيّاح، ننطلق إلى عين أم الفرج على صخور كلسيّة بيضاء تشد الانتباه، ومع الاقتراب أكثر سنرى بركة صغيرة تتجمع فيها مياه العين.

وسنرى أن هذه العين تجذب السيّاح أكثر، فوجودها بين أشجار كثيفة عالية وبالقرب منها دير الرهبان الكرمليين الذي سكنوا المكان قبل حوالي 900 عام والمغارة المحفورة في الصخر ومن فوقها التجاويف البديعة في الصخر الأبيض الساطع كُلها تجذب السياح، هذا غير أن هذا المكان يرتبط بذكر "النبي ايليا" فحتى هذه العين تُسمى في بعض المراجع بنبع النبي ايليا، بينما التسمية الصهيونية اليوم للمكان هي "عين همشوططيم" على اسم رابطة أسسها صهيوني يُدعى "بنحاس كوهين"، أما أهل الحي وأهل حيفا فيعرفون هذا النبع بـ "عين ام الفرج" وهو ما تؤكده الخرائط القديمة. 

لا بُد أن نذكر بعد كل هذه الجولات، هي أن العيون من الظواهر الجغرافية الفريدة، وللعيون أصناف كثيرة عند عُلماء الجيولوجيا، أكثر أصنافها انتشارًا في منطقة حيفا هو "النبع الطبقي" وهو يتكون في طبقات صخريه صلبة، تتغلغل المياه من خلال الشقوق الموجودة في الصخر حتى تصل الطبقة الصماء لتجري فوقها ومن ثم تخرج من شقوق طبقية.
ختامًا، الحقيقة أن كنوز حيفا كثيرة، بل إن نفس هذه الأماكن يُمكن أن نعيشها بشكل مُختلف لو قُمنا بقصدها مشيًا على الأقدام فيما يُعرف بـ"مسارات حيفا Haifa Trails" فالكثير منها تمر قُرب العيون ومن وديان بديعة، تشعرك وكأنها في غابات بديعة، مع أنك لا زلت في قلب حيفا وللعلم فإن مما يذكره د.جوني منصور الباحث في تاريخ حيفا، أن اسم حيفا يتركب بالأصل من كلمتين (حي) و (فيع) باللغة الآرامية، أي أن "حي" تعني المكان و"فيع" تعني الفيض وبالتالي فإن معنى حيفا يكون "المكان الذي تكثر في الخيرات وتفيض فيه المياه بوفرة"  وبالتالي، فإن خيرات حيفا أكثر من أن تُحصى في تقرير.. !

ملاحظة: للوصول إلى أي من العيون المذكورة، يُمكنك الاستفادة من هذه الخريطة التفاعلية التي تم إعدادها خلال العمل على التقرير:
https://cutt.ly/7lg5wMh

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تصميم وتطوير