"أطباء بلا حدود" تحذر عبر وطن من انهيار شامل للقطاع الصحي في غزة جراء استهدافه المباشر من الاحتلال
رام الله – وطن: أكد المدير الطبي لدى منظمة "أطباء بلا حدود"، د. فادي المدهون، أن الواقع الصحي في قطاع غزة يشهد انهيارًا شاملًا، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الضرورية، إضافة إلى تصاعد الكارثة الإنسانية يومًا بعد يوم.
وأوضح المدهون أن المنظومة الصحية باتت عاجزة كليًا عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، خاصة بعد مرور أكثر من أربعين يومًا على إغلاق المعابر ومنع إدخال أي دعم طبي. وأشار إلى أن تكدس ما يزيد عن مليون ومئتي ألف مواطن في مناطق ضيقة للغاية، ومع دخول فصل الصيف، فاقم من انتشار الأمراض وتدهور الأوضاع الصحية، وسط إمكانيات طبية شبه معدومة.
وبيّن أن أغلب المستشفيات والمراكز الصحية لم تعد قادرة على تقديم سوى خدمات إنقاذ الحياة في أفضل الأحوال، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا من المصابين والمرضى لا يجدون أي فرصة لتلقي العلاج المناسب، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الوفيات والمضاعفات الطبية الخطيرة.
وكشف المدهون أن المنظمة اضطرت إلى إخلاء أكثر من سبعة مستشفيات، بينها مستشفى أطفال كبير، بسبب القصف المباشر أو لانعدام الأمن في محيطها. وأكد أن التحدي الأكبر حاليًا يتمثل في غياب الأماكن الآمنة لتقديم الخدمات الطبية، إلى جانب نقص حاد في الكوادر الطبية نتيجة استشهاد أو إصابة عدد كبير منهم.
وأشار إلى انتشار الأمراض الجلدية، وسوء التغذية، خاصة في مناطق شمال القطاع، حيث وصلت المؤشرات إلى أرقام تنذر بكارثة حقيقية، وسط صعوبة شديدة في إيصال الغذاء والدواء للمرضى والمواطنين، كما أوضح أن فرص المرضى للسفر خارج غزة لتلقي العلاج تكاد تكون معدومة.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، شدد د. المدهون على ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي، لوقف العدوان، وفتح المعابر، والسماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية، حفاظًا على ما تبقى من حياة المدنيين، مشيرًا إلى أن ما يجري يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ولقواعد القانون الدولي التي تضمن للمريض الحق في العلاج وللطفل الحق في الغذاء والرعاية الصحية.